ويشكّل الفيلم انطلاقة مميزة للمهرجان يوم 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، والذي تتواصل فعالياته حتى الثالث من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بالحي الثقافي "كتارا"، ويعرض مجموعة من الأفلام من مختلف أرجاء العالم، مسلطاً الضوء على قيم الشجاعة والنبل والتضامن.
وفيلم الافتتاح "ملاعب الحرية" (ليبيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، هولندا، كندا، لبنان، قطر 2018) للمخرجة الليبية نزيهة عريبي، حاصل على دعم من برنامج المنح بمؤسسة الدوحة للأفلام.
وتقول الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة مهرجان أجيال، فاطمة حسن الرميحي، إن فيلم "ملاعب الحرية" مرآة حقيقية لفكرة المهرجان هذا العام، إذ يركز على القصص العالمية للناس والمجتمعات التي تتخطّى الحدود وتشكل مصدر إلهام لكل العالم.
وأشارت في بيان صحافي إلى أن الفيلم يأتي في وقت تبرز فيه أصوات النساء في العالم ويزداد الاهتمام بقضاياهن المحقة، وأن توقيت الفيلم يعدّ مثالياً في "أجيال" كونه تمثيلاً رمزياً للعام الذي تسلّمت فيه قطر شعلة كأس العالم من روسيا، وهو الحلم الذي طالما تطلعت إليه قطر والمنطقة.
ويعرض مهرجان "أجيال" مجموعة من الأفلام السينمائية في قسم العروض الخاصة، وهي فيلم "ثلاثة وجوه" (إيران/ 2018) للمخرج جعفر بناهي، والفيلم مبني على قصة مؤثرة حول التقاليد والتطلعات الحديثة.
ويعرض المهرجان تجربة سينمائية فريدة في العالم تعتمد على الترجمة الإثرائية والوصف السمعي البصري. ويقدّم في هذه الدورة فيلم "ذيب" (الأردن، قطر، الإمارات، المملكة المتحدة/ 2014) للمخرج ناجي أبو نوار. حصل الفيلم على دعم مؤسسة الدوحة للأفلام، كما رشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية عام 2016. ويقدم الفيلم احتفالاً بيوم الأمم المتحدة العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة.
تدور أحداث الفيلم في مخيم بدوي بالصحراء العربية، حيث يعيش "ذيب" الصغير وشقيقه الأكبر "حسين"، ويمضيان أيامهما بشكل معتاد، في فترة أوشكت فيها الثورة العربية الكبرى على تغيير مجرى الحياة في شبه الجزيرة العربية إلى الأبد.
عندما يصل جندي بريطاني غريب الأطوار إلى المخيم، ينطلق "ذيب" في رحلة تخالف جميع توقعاته، وتحمل له كثيراً من المفاجآت.
ويتتبع فيلم "حياتي" (إسبانيا، فرنسا/ 2017) للمخرجتين صوفيا إسكودي وليليانا توريس، القصة الحقيقية لأسامة المحسن وابنه، عندما يتعرضان للعرقلة من قبل مراسلة لقناة تلفزيونية خلال عبورهما الحدود المجرية في عام 2015. ويتناول قصة هذين المهاجرين، وغيرهما من اللاجئين السوريين الذين يحلمون بالعودة إلى وطنهم يوماً ما، أو العثور على وطن جديد حيث تحطّ بهم الرِحال.
أما فيلم "كفاحنا" (بلجيكا، فرنسا/ 2018) للمخرج غيوم سينيز فيتتبع قصة أوليفر، وهو رجل مهذب ومحترم بطبعه، ولا شيء يسعده أكثر من التخفيف من أعباء الآخرين وإيجاد حلّ لمشكلاتهم. تهجره زوجته لورا ذات يوم دون سابق إنذار، تاركةً أبناءها وراءها.
أيقن أوليفر، بعد تخلي لورا عن بيتها، ومع تعاسة زملائه في العمل، أن لا أحد يستطيع حلّ مشكلات الكون، حتى هو نفسه. وبينما تتقاذفه الصعوبات والتحديات اليومية الناجمة عن وظيفته، وكونه المعيل الوحيد لأبنائه، يكتشف أوليفر معنى جديداً لحياته بمساعدة أبنائه.
يعرض كذلك فيلم "الرجل الذي سرق بانكسي" (المملكة المتحدة، إيطاليا، قطر/ 2018) للمخرج ماركو بروسربيو، الحاصل على دعم من برنامج المنح بمؤسسة الدوحة للأفلام.
يدور الفيلم حول فنان الشارع والناشط المغمور بانكسي الذي يقدّم عدداً من الأعمال الفنية التي أثارت انقساماً سياسياً في فلسطين.
شعر بعض السكان المحليين بالإهانة تجاه عمل فنيّ بعينه لاعتقادهم بأنّه يصورهم بطريقة لا تراعي حساسياتهم الثقافية، بينما أشاد به آخرون وتجمعوا حوله معتبرينه عملاً فنياً راقياً.
وعلى جانب آخر، رأى أحد سائقي سيارات الأجرة المحليين ولاعب كمال أجسام يدعى "وليد الوحش" فرصة مالية من وراء هذا العمل.
وفيلم "النحلة مايا" (أستراليا، ألمانيا، الولايات المتحدة/ 2014)، للمخرج ألكيسيس شتادرمان، يروي قصة مايا، وهي ليست سوى نحلة صغيرة، ولكنها تحمل طموحات كبيرة. خرجت من بيضتها للتوّ، ومع ذلك فهي متلهفة لاستكشاف العالم من حولها.
شغفها بالمغامرة يوقعها في خلافات مع مدينة بازلينا ذات القوانين والقواعد الصارمة. وعلى خلاف معظم النحل الذي يعتقد أن عليه اجتناب الحشرات الأخرى والخوف منها، تحرص مايا على تكوين صداقات مع الجميع، حتى الدبور الصغير "ستينج". والآن يتحتم عليها التكاتف مع أصدقائها الجدد، للحيلولة دون اندلاع معركة بغيضة، بعد سرقة بعض غذاء ملكات النحل.