عرضت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في بهو جامعة جورجتاون الدوحة جزءاً من جدار برلين الذي فصل بين شطري ألمانيا الشرقي والغربي على مدى ثلاثة عقود.
وتأتي هذه القطعة الفنية ثمرة للتعاون بين مؤسسة، وهيئة متاحف قطر، التي ضمت هذه الكتلة من الجدار، ضمن برنامج العام الثقافي قطر - ألمانيا 2017.
وتوضح متاحف قطر في بيان صحافي أن الجزء من أكبر القطع السليمة لجدار فصل بالحديد والأسمنت شعباً واحداً، ويبلغ سمكها أكثر من متر، وارتفاعها يزيد عن 3.5 أمتار، وعرضها يصل إلى مترين. والجدار الخرساني مدعم بقضبان فولاذية، ويضم العديد من الكتابات والرسائل المكتوبة المفعمة بالأمل والحرية والتغيير.
وشدد عميد جامعة جورجتاون في قطر، أحمد دلّال، على أهمية إقامة النصب التذكارية التي تمنح الفرصة للتعبير عن التضامن عبر الثقافات، وتبرز العلاقة بين التعليم والدبلوماسية.
بدورها، أشارت رئيسة تنمية المجتمع في مؤسسة قطر، مشاعل النعيمي، إلى أهمية الرسائل التي تحملها مجموعة الأعمال الفنية الفريدة الموجودة في مؤسسة قطر والبالغة 150 قطعة، بموازاة الأعمال الفنية التابعة لمتاحف قطر والموجودة أيضاً في المدينة التعليمية.
من جانبه، عبّر رئيس قسم الفن العام في متاحف قطر، عبد الرحمن آل إسحاق، عن حماسه لعرض أحدث قطعة في برنامج الفن العام في هيئة متاحف قطر "بمثل هذا الموقع المتميز المتاح للجميع"، مشيراً إلى أن كل قطعة تأتي بها المتاحف تمرّ عبر دراسة متأنية، لضمان وضعها في بيئة تتيح للجمهور التواصل والاستمتاع بمعناها وإلهامها.
أما أستاذ شؤون الحكومة في جامعة جورجتاون في قطر، غيرد نونمان، فأوجز الجغرافيا السياسية للجدار، وقدّم خلاصة الرسائل المدونة على الجدران والحواجز، مع ربطها بسياق معاصر لما يحدث في عالمنا اليوم.
وعن المعاناة المؤلمة للجدران التي تقسم العائلات والمجتمعات أخذت كلمة العميد المساعد لشؤون الأبحاث والدراسات في الجامعة كاي هنريك بارث، منحى شخصياً، هو وزوجته كاترين شولز بارت، فكلاهما عاش فترة من حياته على أحد جانبي الجدار.
يذكر أن جدار برلين الذي لطالما اعتبر مانعاً مادياً وحاجزاً أيديولوجياً وفاصلاً فكرياً، هُدم في عام 1989، وأصبح سقوطه نهاية رمزية للحرب الباردة، إذ توحّدت ألمانيا للمرة الأولى منذ عام 1945.