نسخة سينمائية جديدة، تتناول شخصية لارا كروفت، التي قدّمتها الأميركية أنجلينا جولي مرّتين اثنتين. فبعد 15 عاماً على الحلقة الثانية (2003)، تمّ تحقيق "تومب رايدر"، للنرويجي رُوَار أوثوغ (1973)، عن سيناريو لجينيفا روبرتسن ـ دووارت وألاستِر سيدونس، مقتبس عن سلسلة ألعاب فيديو "تومب رايدر"، للاستديو الأميركي "كريستال ديناميكس".
بعد مرور 7 أعوام على اختفاء والدها المشهور، ترفض لارا كروفت (21 عاماً) أن تستلم إدارة الشركة العائلية. ولكي تكسب قوتها اليومي، تعمل كساعية بريد عبر الدراجة الهوائية، في لندن. في الوقت نفسه، تتابع تحصيلها العلمي الجامعي.
لكن، ذات يوم، ترث كروفت (السويدية أليسيا فيكاندر، 1988) من والدها منتوجاً صناعيّاً، تعثر فيه على مفتاحٍ، يتيح لها الدخول إلى غرفة سرّية، مليئة بأغراض خاصّة بوالدها نفسه، بينها شريط فيديو مُسجّل عليه اعتراف والدها باكتشافه قبراً معروفاً باسم "والدة الموت"، موجود في جزيرة تقع في جنوب اليابان، في قلب "بحر الشيطان". في الجزيرة، هناك منظّمة تُسمّي نفسها "الثالوث"، يبحث رجالها عن القبر، ما يجعلها، في حال نجاحهم بالمهمة، "قادرة على وضع العالم في دائرة الخطر".
مصحوبة بفريق من الأصدقاء، تُقرِّر لارا البحث عن الجزيرة، كي تمنع وقوع القبر بين أيدي رجال المنظّمة. لكن البعثة تواجه تبدلاً كبيراً في رحلتها، فيتعرّض الجميع لمآسٍ وتحديات جمّة.
تمّ تحديد إطلاق العروض التجارية للفيلم الجديد (94 مليون دولار أميركي ميزانية إنتاج)، في 14 مارس/ آذار المقبل في فرنسا، و16 مارس/ آذار نفسه في كيبيك والولايات المتحدّة الأميركية، علماً أن الفيلم سيُعرض في 3308 صالات أميركية في أول عطلة نهاية الأسبوع، على أن يرتفع العدد، لاحقاً، إلى 3349 صالة، كحدّ أقصى.
لكن الإعلان الأول عن المشروع عائدٌ إلى مارس/ آذار 2011، عندما تأكّد خبر شراء غراهام كينغ، وشركته الإنتاجية GK Films، حقوق اقتباس الاستثمار التجاري لألعاب الفيديو "تومب رايدر". والخبر يتضمّن أيضاً تأكيداً على أن مشروعاً سينمائياً "يتمّ بلورته" حينها، بالتعاون مع استديوهات "مترو ـ غولدوين ـ ماير".
يومها، كشف داريل غالاغير، مدير "كريستال ديناميكس"، أن المشروع السينمائي الجديد يُقدِّم لارا كروفت في صورة أكثر شباباً من تلك التي أدّتها أنجلينا جولي: "الشخصية الجديدة أقرب إلى صورة لعبة الفيديو، التي كانت تخضع لتطويرٍ، لحظة الإعلان عن المشروع".
أما اختيار أليسيا فيكاندر، السمراء الجميلة السويدية، التي اكتُشفت في "أكس ـ ماشينا" (2015) للبريطاني ألكس غارلاند، فقد "أثار نوعاً من التوتر لدى عشّاق السلسلة"، منذ اللحظة الأولى للإعلان عنه، "لأنهم لا يتخيّلون فيكاندر في زيّ امرأة فاتنة، تُدعى لارا كروفت". وهذا أدّى إلى تساؤلٍ، تداوله كثيرون: "هل هذه رغبة في أن تكون الشخصية ذات إغراء أكبر وأقوى؟".
يقول متابعون لتنفيذ المشروع: "ما من شكّ في أن اختيار هذه الممثلة السويدية مثاليّ". في حين أن الصحافي فرانسوا رييو نقل عن أليسيا فيكاندر، عاشقة "أنديانا جونز"، قولها إن الناس متفاجئون بأنها هي من نفّذ المشاهد الخطرة كلّها: "ماضيّ المتعلّق بالرقص ساعدني على التورّط كلّياً في هذا الدور الذي يتطلّب جهداً جسدياً. خضعت لتدريبات مكثّفة، 6 أيام في الأسبوع، كي أتلقّن قواعد الفنون القتالية المختلطة، وتقنيات كمال الأجسام. أنجلينا جعلت لارا كروفت شخصية حركة وتشويق، وضعتها في مرتبة الـ "أيقونة". لذا، علينا أن نذهب في اتّجاه آخر" (المجلة السينمائية الشهرية الفرنسية "بروميير"، يناير/ كانون الثاني 2018).
في المقابل، قال المخرج رُوَار أوثوغ إن القصة "أصلية بامتياز"، وأنها أكثر قتامة، وأكثر إنسانية، وأكثر واقعية: "يكشف الفيلم حكاية لارا التي تبحث عن والدها المختفي"، أثناء قيامها بتلك الرحلة المحفوفة بالمخاطر: "عثرنا على توازنٍ بين المغامرة الملحمية والحساسية العاطفية في العلاقة القائمة بين أب وابنة".