يختتم، اليوم، الموسم الثاني من برنامج "ذا فويس كيدز"، بنفس المدربين، كاظم الساهر ونانسي عجرم وتامر حسني. إذْ انتهى كلّ مدرب من اختيار فريقه، وبدأت مرحلة "المواجهات". جمع البرنامج عدة أصوات جميلة وعذبة، وكانت متنوعة بشكل كبير، كما اعتدنا من برنامج "ذا فويس"، داخل الوطن العربي أو خارجه.
متوسط مواليد الأطفال يتراوح بين عامي 2006 و2007. نسهر مع هذا الجيل الجديد، جيل نشأ مع بداية تغيرات كثيرة في المجتمع، واطّلع على موسيقى كثيرة مختلفة. مشاهدة الحلقات الأولى طرحت عدة أسئلة عن ثقافة الأطفال الموسيقية، وبمن تأثروا وماهيّة شخصياتهم الغنائية، وما هي علاقتهم الشخصية مع المدربين، والتي، بالطبع، ستؤثر على اختياراتهم وتوجهاتهم. سنبحث عن هذه الأطروحات من خلال مراجعة فرق المدربين الثلاثة.
علينا النظر إلى المرحلة الأولى وفحصها، بكل ما تحمل من تباين في الاختيارات، اختيار الأغنية أو اختيار المدرب. وأيضاً، كيف كانت فلسفة وسياسة المدربين في الالتفات للمتسابقين، وعلاقة هذه الاختيارات بالعامل الزمني. أغاني الجيل الجديد، أغان من إنتاج ما بعد الألفية بخمس سنوات، الأغاني لمطربين لبنانيين (مثل وائل كفوري وآدم ونانسي عجرم وملحم زين)، ما عدا أغنية من مصر (شيرين عبد الوهاب)، ليتضح أننا أمام سيطرة لبنانية على الساحة الغنائية في السنوات العشر الأخيرة، خاصّة مع الأوضاع السياسية في مصر خلال السبع السنوات الأخيرة.
ما يميز هذه الاختيارات، أنها كلها تحتوي على مساحات غنائيّة طربيّة بشكلٍ ما، أغان ليست سهلة في أدائها، رغم بساطتها وتحقيقها النجاح التجاري. كانت أيضاً الأغاني الأجنبية، وهي أغان حديثة وناجحة، باستثناء أغنية لداليدا، وأخرى لأديث بياف.
نانسي كان لها النصيب الأكبر من الأطفال الذين غنّوا أغاني جديدة. بدايةً من اختيار الأطفال أن يغنوا أغنية لنانسي من البداية، كما حدث مع أبي الفارس وسلمى صفوت، أو غناء أغنية مثل "مستنياك" لعزيزة جلال، لكنها انتشرت أكثر عندما غنتها نانسي عجرم. اختيار الأطفال لنانسي من بين المدربين، يؤكّد بأنَّ نانسي، وبعد مشوار فني، بدأته بإثارة الضجة بكليب "أخاصمك آه"، تمتلك صوتاً جيّداً، صوتا قادرا على الاستمرار والتطوير من نفسه، لتصبح مطربة جيدة، لها تاريخ وجيل عاش طفولته على صوتها وأغانيها. ولم يشاهد كل محاولاتها الأولى للفت الانتباه وإثارة الضجة في بداية مشوارها.
غنى الأطفال أغاني "النوستالجيا" ما بين التسعينيات وبداية الألفيّة الثانية. ويستمر اختفاء الأغنية المصرية من الساحة الفنية. حتى عندما عاد الأطفال إلى أغان صدرت قبل ولادتهم بعدة سنوات، كانت الأغاني من لبنان والخليج وتونس، كجورج وسوف وطلال مداح ومحمد عبده وصابر الرباعي وذكرى. كل ذلك يطرح السؤال عن مدى طربية الأغاني المصرية، في آخر جيل موسيقي. وإذا ما انجرفت مصر وراء أغاني "البوب"، بشكل أكبر من كل الدول العربية، في محاولة منها لتأكيد تصدرها للمشهد الموسيقي الزمني، دون التفكير في مصير الأغاني بعد عدة سنوات من تصدرها، إلى أين ستذهب، وماذا سيبقى منها في ذهن الأجيال الجديدة.
اختفى عمرو دياب ومحمد منير، من هذه المرحلة. أكثر مطربَيْن تربعا على عرش الأغنية في الوطن العربي، آخر 30 عاما. كما اختفت أغاني أنغام أيضًا، حتى الطربية منها. إذن نحن أمام تجديد تام لشكل الساحة الغنائية. ساحةٌ يتربّع على عرشها تامر حسني ونانسي عجرم، وشيرين عبد الوهاب، وملحم زين. كان كاظم يتخبط في كل ذلك، كيف يواجه هذا الجيل الجديد، مَن من الجيل الجديد تعلق بقصائد كاظم الصعبة في الاستماع والغناء أيضاً. صراع البقاء على الساحة الفنية، كان ذلك أهم صراع لكاظم، لأغانيه خاصة، ولهذه المساحة الطربية من الغناء عامة.
لذلك، كان لكاظم فلسفة خاصة في التعامل مع المتسابقين، إذْ كان يشتبك مع المدربين الآخرين فقط في الأغاني الطربية القديمة. ويرى كاظم أن من يغني هذه الأغاني الصعبة والقديمة، بكل تأكيد يكن له احتراما وتقديرا ولتاريخه الطربي. لذلك فاز في 6 مواجهات بين المدربين الثلاث.
أمّا في الاختيارات الأخرى، فكان كاظم وحده من يلتف للمتسابق، 9 أطفال من 15 طفلا هو عدد فريق كاظم، إذْ كان هو وحده من حرَّك كرسيه للطفل. 9 مرات فاز كاظم بالمتسابق، دون أيّ منافسة أخرى، هذا يوضّح ثقافة كاظم في محاولات عدم الاشتباك مع المدربين الآخرين، لأن الاشتباك ليس في صالحه بشكل عام.
لكن في نفس الوقت، كانت الأغنية الطربية حاضرة بقوة في اختيارات الأطفال، بين عزيزة جلال ونجاة وليلى مراد ومحمد عبد الوهاب، وفيروز ومحمد عبد المطلب، ووديع الصافي وصباح فخري، وأم كلثوم. رغم أن أم كلثوم كان حضورها قليلا بأغنية واحدة فقط، وهذا يطرح تساؤلاً جديداً عن اكتشاف الجيل الجديد لأغان طربية غير كلثومية. ربما هذا الأمرُ ليس بجديد، ولكن، علينا طرح هذا التساؤل، وعلينا معرفة هوية الجيل الجديد الموسيقية.
ربما نستطيع من خلالها إعادة تقييم مطربين ومطربات، بعيداً عن الحكم الزمني لهم وقت صعودهم، وبعيدا عن ذوقنا الغنائي. نعيد تقييم مطرب مثل تامر حسني، ونحاول أن نرى بعين الجيل الجديد، ونبحث وراء سر نجاحه. من ملاحظات الحلقات الأولى أيضاً، نرى أن تامر يمتلك ذاكرة موسيقية عربية مذهلة حقًا، وهو الوحيد في البرنامج الذي يعرف الأغنية من أول ما يبدأ اللحن، بشكل مثير وجميل.
متوسط مواليد الأطفال يتراوح بين عامي 2006 و2007. نسهر مع هذا الجيل الجديد، جيل نشأ مع بداية تغيرات كثيرة في المجتمع، واطّلع على موسيقى كثيرة مختلفة. مشاهدة الحلقات الأولى طرحت عدة أسئلة عن ثقافة الأطفال الموسيقية، وبمن تأثروا وماهيّة شخصياتهم الغنائية، وما هي علاقتهم الشخصية مع المدربين، والتي، بالطبع، ستؤثر على اختياراتهم وتوجهاتهم. سنبحث عن هذه الأطروحات من خلال مراجعة فرق المدربين الثلاثة.
علينا النظر إلى المرحلة الأولى وفحصها، بكل ما تحمل من تباين في الاختيارات، اختيار الأغنية أو اختيار المدرب. وأيضاً، كيف كانت فلسفة وسياسة المدربين في الالتفات للمتسابقين، وعلاقة هذه الاختيارات بالعامل الزمني. أغاني الجيل الجديد، أغان من إنتاج ما بعد الألفية بخمس سنوات، الأغاني لمطربين لبنانيين (مثل وائل كفوري وآدم ونانسي عجرم وملحم زين)، ما عدا أغنية من مصر (شيرين عبد الوهاب)، ليتضح أننا أمام سيطرة لبنانية على الساحة الغنائية في السنوات العشر الأخيرة، خاصّة مع الأوضاع السياسية في مصر خلال السبع السنوات الأخيرة.
ما يميز هذه الاختيارات، أنها كلها تحتوي على مساحات غنائيّة طربيّة بشكلٍ ما، أغان ليست سهلة في أدائها، رغم بساطتها وتحقيقها النجاح التجاري. كانت أيضاً الأغاني الأجنبية، وهي أغان حديثة وناجحة، باستثناء أغنية لداليدا، وأخرى لأديث بياف.
نانسي كان لها النصيب الأكبر من الأطفال الذين غنّوا أغاني جديدة. بدايةً من اختيار الأطفال أن يغنوا أغنية لنانسي من البداية، كما حدث مع أبي الفارس وسلمى صفوت، أو غناء أغنية مثل "مستنياك" لعزيزة جلال، لكنها انتشرت أكثر عندما غنتها نانسي عجرم. اختيار الأطفال لنانسي من بين المدربين، يؤكّد بأنَّ نانسي، وبعد مشوار فني، بدأته بإثارة الضجة بكليب "أخاصمك آه"، تمتلك صوتاً جيّداً، صوتا قادرا على الاستمرار والتطوير من نفسه، لتصبح مطربة جيدة، لها تاريخ وجيل عاش طفولته على صوتها وأغانيها. ولم يشاهد كل محاولاتها الأولى للفت الانتباه وإثارة الضجة في بداية مشوارها.
غنى الأطفال أغاني "النوستالجيا" ما بين التسعينيات وبداية الألفيّة الثانية. ويستمر اختفاء الأغنية المصرية من الساحة الفنية. حتى عندما عاد الأطفال إلى أغان صدرت قبل ولادتهم بعدة سنوات، كانت الأغاني من لبنان والخليج وتونس، كجورج وسوف وطلال مداح ومحمد عبده وصابر الرباعي وذكرى. كل ذلك يطرح السؤال عن مدى طربية الأغاني المصرية، في آخر جيل موسيقي. وإذا ما انجرفت مصر وراء أغاني "البوب"، بشكل أكبر من كل الدول العربية، في محاولة منها لتأكيد تصدرها للمشهد الموسيقي الزمني، دون التفكير في مصير الأغاني بعد عدة سنوات من تصدرها، إلى أين ستذهب، وماذا سيبقى منها في ذهن الأجيال الجديدة.
اختفى عمرو دياب ومحمد منير، من هذه المرحلة. أكثر مطربَيْن تربعا على عرش الأغنية في الوطن العربي، آخر 30 عاما. كما اختفت أغاني أنغام أيضًا، حتى الطربية منها. إذن نحن أمام تجديد تام لشكل الساحة الغنائية. ساحةٌ يتربّع على عرشها تامر حسني ونانسي عجرم، وشيرين عبد الوهاب، وملحم زين. كان كاظم يتخبط في كل ذلك، كيف يواجه هذا الجيل الجديد، مَن من الجيل الجديد تعلق بقصائد كاظم الصعبة في الاستماع والغناء أيضاً. صراع البقاء على الساحة الفنية، كان ذلك أهم صراع لكاظم، لأغانيه خاصة، ولهذه المساحة الطربية من الغناء عامة.
لذلك، كان لكاظم فلسفة خاصة في التعامل مع المتسابقين، إذْ كان يشتبك مع المدربين الآخرين فقط في الأغاني الطربية القديمة. ويرى كاظم أن من يغني هذه الأغاني الصعبة والقديمة، بكل تأكيد يكن له احتراما وتقديرا ولتاريخه الطربي. لذلك فاز في 6 مواجهات بين المدربين الثلاث.
أمّا في الاختيارات الأخرى، فكان كاظم وحده من يلتف للمتسابق، 9 أطفال من 15 طفلا هو عدد فريق كاظم، إذْ كان هو وحده من حرَّك كرسيه للطفل. 9 مرات فاز كاظم بالمتسابق، دون أيّ منافسة أخرى، هذا يوضّح ثقافة كاظم في محاولات عدم الاشتباك مع المدربين الآخرين، لأن الاشتباك ليس في صالحه بشكل عام.
لكن في نفس الوقت، كانت الأغنية الطربية حاضرة بقوة في اختيارات الأطفال، بين عزيزة جلال ونجاة وليلى مراد ومحمد عبد الوهاب، وفيروز ومحمد عبد المطلب، ووديع الصافي وصباح فخري، وأم كلثوم. رغم أن أم كلثوم كان حضورها قليلا بأغنية واحدة فقط، وهذا يطرح تساؤلاً جديداً عن اكتشاف الجيل الجديد لأغان طربية غير كلثومية. ربما هذا الأمرُ ليس بجديد، ولكن، علينا طرح هذا التساؤل، وعلينا معرفة هوية الجيل الجديد الموسيقية.
ربما نستطيع من خلالها إعادة تقييم مطربين ومطربات، بعيداً عن الحكم الزمني لهم وقت صعودهم، وبعيدا عن ذوقنا الغنائي. نعيد تقييم مطرب مثل تامر حسني، ونحاول أن نرى بعين الجيل الجديد، ونبحث وراء سر نجاحه. من ملاحظات الحلقات الأولى أيضاً، نرى أن تامر يمتلك ذاكرة موسيقية عربية مذهلة حقًا، وهو الوحيد في البرنامج الذي يعرف الأغنية من أول ما يبدأ اللحن، بشكل مثير وجميل.