في شارع النبي دانيال، أحد الشوارع العريقة بالإسكندرية؛ لا يزال "معبد إلياهو هانبي" شاهداً على التاريخ، فهذا المعبد اليهودي العريق شُيد سنة 1345، وعانى من غزو الفرنسيين لمصر حين قصفه نابليون بونابرت سنة 1798، وأمر بتدميره لإقامة حواجز لرماة المدفعية بين حصن كوم الدكة وبحر الإسكندرية، ثم أعيد بناؤه في عهد أسرة محمد علي في 1850.
واليوم، ورغم أن عدد اليهود في الإسكندرية صار ضئيلاً جداً بما لا يتجاوز أصابع اليدين، فإن المعبد لا يزال يقدم خدماته لقلة من المصلين اليهود، لكنهم قلّما يستطيعون تجميع عشرة أفراد في الوقت ذاته، وهو العدد اللازم لتقديم الخدمة الدينية في المعبد الذي تأسس كي يقدم خدماته لأكثر من 700 شخص.
يُعد "إلياهو هانبي" أو كنيس النبي إلياهو" من أكبر المعابد اليهودية في الشرق الأوسط، وهو مُشيد على الطراز الإيطالي القديم، وذو أعمدة وأرضيات رخامية عالية الجودة ورائعة الشكل، وله نوافذ كبيرة من الزجاج الملون الذي يسمح بدخول الضوء متعدد الألوان داخل المعبد. ويضم الكنيس مكتبة مركزية في غاية الأهمية تحتفظ بخمسين نسخة عتيقة من التوراة، إضافة إلى مجموعات قديمة من الكتب يعود بعضها إلى القرن الخامس عشر.
قديماً؛ كان المعبد يخدم طائفة يهودية ازدهرت لعقود طويلة في الإسكندرية، ووصل تعدادها إلى 25000 شخص، قبل أن ينخفض بدءًا من الخمسينيات، بعد إعلان الكيان الصهيوني على أرض فلسطين 1948، حيث بدا أن الوجود اليهودي في مصر أمر بالغ الصعوبة، بعد تلك الحروب التي خاضها الصهاينة مع مصر والعرب على أساس ديني. ولم يتمسك بالبقاء في مصر إلا قلة تكاد تكون معروفة بالاسم.
ورغم أن المعابد اليهودية في مصر جزء من التراث المصري الذي عُرف بتعدده وتسامحه، فإن الحكومات لا تلتفت إليها، كما هو حالها مع الآثار عموماً، إلا عندما يراد استغلالها سياسياً أو دولياً. ففي عام 2009 انتشرت تقارير صحافية عالمية حول محاولة مصر لتحسين حالة المعابد اليهودية والإنفاق على تجديدها وترميمها، وهو ما كان أحد الأوراق التي روّج لها وزير الثقافة آنذاك، فاروق حسني، حين ترشح لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو للتربية والعلم والثقافة، خلفا للياباني كويتشيرو ماتسورا، وذلك قبل أن يفشل في الحصول على المنصب.
في عام 2012، أغلق معبد "إلياهو هانبي" لأسباب أمنية، بحجة أن الشرطة في أعقاب ثورة يناير لا تستطيع حماية المعبد. ولكن بعد 30 يونيو/حزيران 2013 وبدء حالة التودد المصري لإسرائيل؛ استعادت المعابد اليهودية الاهتمام الحكومي بها.
وصرح مسؤولو وزارة الآثار بأن الحكومة لن تتوانى في ترميم الآثار اليهودية في مصر، باعتبارها آثارًا مصرية أصيلة. ثم وُضع المعبد اليهودي في الإسكندرية تحت إشراف الهيئة العربية للتصنيع (التابعة للقوات المسلحة)، والتي سلّمته بدورها لأكبر شركتي مقاولات مصرية لتجديده وترميمه، بكلفة تصل إلى 100 مليون جنيه مصري (5.5 ملايين دولار)، حيث يُنتظر أن يعاد افتتاح المعبد بعد ترميمه قريبًا.
يذكر أن يهود الإسكندرية كانوا أكثر انتشارا في أرجاء المدينة وأحيائها، مقارنة بأقاربهم القاهريين الأكثر عددًا، فرغم ضخامة أعدادهم في القاهرة قبل الهجرة، والذي بلغ ثمانين ألف يهودي تقريبا؛ فإن معظمهم كان يتمركز في أماكن محددة، مثل الحي اليهودي (حارة اليهود) الذي لم يتبقَ فيه منهم الكثير، وأصبح عدد السكان اليهود لا يتجاوز المائة فرد في القاهرة، وفق بعض التقديرات بعد سنة 2004.
واليوم، ورغم أن عدد اليهود في الإسكندرية صار ضئيلاً جداً بما لا يتجاوز أصابع اليدين، فإن المعبد لا يزال يقدم خدماته لقلة من المصلين اليهود، لكنهم قلّما يستطيعون تجميع عشرة أفراد في الوقت ذاته، وهو العدد اللازم لتقديم الخدمة الدينية في المعبد الذي تأسس كي يقدم خدماته لأكثر من 700 شخص.
يُعد "إلياهو هانبي" أو كنيس النبي إلياهو" من أكبر المعابد اليهودية في الشرق الأوسط، وهو مُشيد على الطراز الإيطالي القديم، وذو أعمدة وأرضيات رخامية عالية الجودة ورائعة الشكل، وله نوافذ كبيرة من الزجاج الملون الذي يسمح بدخول الضوء متعدد الألوان داخل المعبد. ويضم الكنيس مكتبة مركزية في غاية الأهمية تحتفظ بخمسين نسخة عتيقة من التوراة، إضافة إلى مجموعات قديمة من الكتب يعود بعضها إلى القرن الخامس عشر.
قديماً؛ كان المعبد يخدم طائفة يهودية ازدهرت لعقود طويلة في الإسكندرية، ووصل تعدادها إلى 25000 شخص، قبل أن ينخفض بدءًا من الخمسينيات، بعد إعلان الكيان الصهيوني على أرض فلسطين 1948، حيث بدا أن الوجود اليهودي في مصر أمر بالغ الصعوبة، بعد تلك الحروب التي خاضها الصهاينة مع مصر والعرب على أساس ديني. ولم يتمسك بالبقاء في مصر إلا قلة تكاد تكون معروفة بالاسم.
ورغم أن المعابد اليهودية في مصر جزء من التراث المصري الذي عُرف بتعدده وتسامحه، فإن الحكومات لا تلتفت إليها، كما هو حالها مع الآثار عموماً، إلا عندما يراد استغلالها سياسياً أو دولياً. ففي عام 2009 انتشرت تقارير صحافية عالمية حول محاولة مصر لتحسين حالة المعابد اليهودية والإنفاق على تجديدها وترميمها، وهو ما كان أحد الأوراق التي روّج لها وزير الثقافة آنذاك، فاروق حسني، حين ترشح لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو للتربية والعلم والثقافة، خلفا للياباني كويتشيرو ماتسورا، وذلك قبل أن يفشل في الحصول على المنصب.
في عام 2012، أغلق معبد "إلياهو هانبي" لأسباب أمنية، بحجة أن الشرطة في أعقاب ثورة يناير لا تستطيع حماية المعبد. ولكن بعد 30 يونيو/حزيران 2013 وبدء حالة التودد المصري لإسرائيل؛ استعادت المعابد اليهودية الاهتمام الحكومي بها.
وصرح مسؤولو وزارة الآثار بأن الحكومة لن تتوانى في ترميم الآثار اليهودية في مصر، باعتبارها آثارًا مصرية أصيلة. ثم وُضع المعبد اليهودي في الإسكندرية تحت إشراف الهيئة العربية للتصنيع (التابعة للقوات المسلحة)، والتي سلّمته بدورها لأكبر شركتي مقاولات مصرية لتجديده وترميمه، بكلفة تصل إلى 100 مليون جنيه مصري (5.5 ملايين دولار)، حيث يُنتظر أن يعاد افتتاح المعبد بعد ترميمه قريبًا.
يذكر أن يهود الإسكندرية كانوا أكثر انتشارا في أرجاء المدينة وأحيائها، مقارنة بأقاربهم القاهريين الأكثر عددًا، فرغم ضخامة أعدادهم في القاهرة قبل الهجرة، والذي بلغ ثمانين ألف يهودي تقريبا؛ فإن معظمهم كان يتمركز في أماكن محددة، مثل الحي اليهودي (حارة اليهود) الذي لم يتبقَ فيه منهم الكثير، وأصبح عدد السكان اليهود لا يتجاوز المائة فرد في القاهرة، وفق بعض التقديرات بعد سنة 2004.