على مدار عقود طويلة فرض النظام السوري الأناشيد التي تمجده، على محطات التلفزيون والإذاعة، وفي المدارس، والمسيرات التي كانت تخرج في ذكرى استيلاء حافظ الأسد على السلطة والتي أطلق عليها اسم "الحركة التصحيحية"، وبقية المناسبات الأخرى التي تتعلق بحزب البعث.
كانت أغنيات تقتصر على الولاء لشخص الأسد الأب وبعده الابن، أو حزب البعث والنظام الحاكم.
ومع بداية الثورة السورية في مثل هذه الأيام قبل 7 سنوات، كانت الأغنيات أحد أهم أدواتها، سواء تلك التي أنجزها أشخاص محترفون في مجال الغناء، أو تلك التي ولدت بشكل عفوي خلال المظاهرات، واستلهمت كلماتها البسيطة من شعارات الثورة والتظاهر ضد بشار الأسد.
وكان سميح شقير قد أطلق أغنيته "يا حيف" باكراً جداً مع بداية التظاهرات في درعا، ورد النظام بالرصاص، ثم أنتجت العديد من الأغنيات بتقنيات جيدة، وأحدثت صدى مدوياً رغم حظر تداولها علناً في سورية، وتسببها بالاعتقال للعديد من الأشخاص الذين كانوا يحملونها على هواتفهم، منهم وصفي المعصراني، ويحيى حوى، وخاطر ضوا.
وعلى صعيد المظاهرات لمع اسم إبراهيم القاشوش، وعبد الباسط الساروت، وانتشرت الأغنيات التي كانوا يرددونها في حمص وحماة، ومن أبرزها "جنة جنة جنة والله يا وطننا" بصوت عبد الباسط الساروت، حيث كان المتظاهرون يغنونها ويرقصون ويلوحون بأعلام الثورة على إيقاعها.
اشتهرت أهازيج القاشوش الذي كان يستخدم عبارات الناس في الشارع، ويطالب النظام بالرحيل، وأبرزها "يلا ارحل يا بشار"، "ساقط ساقط يا بشار".
ومن كلماتها "يا بشار مانك منا، خود ماهر وارحل عنا".
الكثير من الأشخاص الذين تمتعوا بصوت جيد وقدرة على الغناء، ساهموا في المظاهرات، وأدوا أغنيات ومواويل تناولت مطالب الناس، وآلامهم، وحزنهم على شهدائهم، وحلمهم بالحرية وسورية المستقبل، كما كانوا يغنون للمدن المنكوبة والتي تتعرض للعنف.
كما شهدت المظاهرات الحلبية أغنيات بصبغة الطرب الذي اشتهرت به مدينتهم، حيث غنوا ضد القصف، وطالبوا برحيل الأسد، ونعوا بلدهم الذي يدأب على تدميره.
وعند الحديث عن أغنيات الثورة السورية، لا يمكن إغفال "سكابا يا دموع العين سكابا، على شهداء سورية وشبابا" إلى جانب "جنوا جنوا البعثية"، تلك التي كانت تصدح في كثير من المدن، معبرة عن الألم العميق الذي يعيشونه يومياً بفقدان المزيد من الشباب لمجرد خروجهم في التظاهرات.
(العربي الجديد)