منذ عام 1994، تتحوَّل مدينة مانهايم الألمانيَّة في شهر إبريل/ نيسان من كلّ عام، إلى مقصد لمئات الشباب الذين يقصدون المدينة كي يكونوا جزءاً من مهرجان Time Warp السنويّ، والذي يحتفل بفصل الربيع في ألمانيا والمدينة بتحويلها إلى منصَّة لموسيقى "التكنو" الإلكترونيَّة بكافّة أشكالها. ويتحوُّل كلوب Ludwighafen إلى مقرّ أساسي للحفل، إذْ استقبل قبل أسبوع أكثر من 18 ألف إنسان أتوا إلى المدينة من كلّ أنحاء العالم. وأشار عمدة المدينة في تصريح لصحيفة "شبيغل"، إلى أنَّ هذا الحفل يخرج مدينة مانهايم من مللها وسكونها وعزلتها، إذ تضجُّ بالناس وتنشط حركة السوق ويصعب الحصول على حجز في الفنادق. تجري هذه التجربة الموسيقية الكثيفة في Ludwighafen المكوَّن من 6 طوابق، والذي يسمح لأبرز فناني الموسيقى الإلكترونيَّة العالميين ومهندسي وفنيي الصوت البارزين بتقديم جديدهم في مهرجان الموسيقى الإلكترونية الأكبر في العالم، كما أنَّ شركات الإنتاج الكبرى تهتم بهذا الحفل، كي تختار جديدها وترى احتمالات إصدار ألبومات جديدة. وشاركت في حفل الأسبوع الماضي نخبة من أهم صناع الموسيقى الإلكترونيّة حول العالم مثل: بوريس بريشا وآدام باير ورود هاد ومارسيل ديتمان ولين فاكي وبين كلوك وفايس فاتال ولوسي وشتيفن باومان وريكاردو فيلال بوس وأمير يافا سول وجميس جونس ودوبي فاير. ولا يكون الحفل منزوعًا من السياق السياسي أو الاجتماعي، إذْ رفع في هذه السنة شعار التعدّدية والتسامح وتقبُّل الآخر، وهذا كردّ على صعود اليمين المتطرّف في أوروبا عمومًا وألمانيا خصوصاً. كما تمّ تخصيص كل عائدات المهرجان في عام 2015، كمساعدات للاجئين الذين أتوا إلى أوروبا بشكل كثيف آنذاك، وذلك في محاولة لربط الموسيقى الإلكترونيَّة، وحياة الحفلات الصاخبة، بالمتغيّرات السياسية والاجتماعية وبالحس الإنساني.