نيودلهي... خيوط من الحرير ومهرجان ألوان لاستقبال السياح

"الحرير، التوابل، الألوان، الطبيعة، موسيقى، وحضارات متنوعة" بهذه العبارات تصف طالبة جامعية لـ"العربي الجديد" درست في الهند، العاصمة نيودلهي. تقول "تجمع نيودلهي حضارات وتقاليد وأعرافا مختلفة، تؤثر بمن يزورها".

مهرجانات موسيقية، عروض حية، مأكولات غنية، لن تجدها إلا في شوارع العاصمة. فلكل شارع قصة، ولكل قصة سحرها، من شارع المأكولات حيث تختلط النكهات من التوابل مع الأعشاب والخضار، إلى شارع الأوان كما يسمى، حيث تقام المهرجانات الغنائية والعروض الحية.

تعتبر "نيودلهي" الواقعة في شمال البلاد، نسخة مصغرة عن الهند، من خلال مزاراتها، معابدها، آثارها، وحتى طبيعتها. وخلال شهر أبريل/ نيسان، تعد الرحلة إلى نيودلهي ملائمة جداً، في ظل طقس معتدل. كما تعتبر من المدن الرخيصة، حيث لا يتطلب زيارتها دفع تكاليف مرتفعة أسوة بمدن أخرى توازيها بسحرها وجمالها.

فن معماري

في مدينة دلهي القديمة، والتي لا تزال محافظة على فنها المعماري، يمكن للسائح أن يتعرف على حياة المواطنين قبل مئات السنين. تختلف الأماكن التي يمكن زيارتها في المدينة القديمة، سواء من القلعة الحمراء التي تعتبر من رموز السياحة الأثرية. والتي تم تشييدها في القرن السابع عشر، على يد الإمبراطور المغولي شاه جهان عام 1638، واستكمل العمل فيها عام 1648.

كانت قديماً عاصمة للمغول، تتميز القلعة ببنائها الضخم، وهندستها الإسلامية. تتضمن قاعات كبيرة حولت إلى متاحف لعرض القطع الأثرية القديمة والتي تعود إلى حقبة المغول، كما تتضمن العديد من المخطوطات والرسومات القيمة.

يتوه السائح بكثرة الأماكن الأثرية التي يزورها، بعيداً عن القلعة الحمراء، فزيارة قطب مينار، أطول المباني التاريخية في البلاد، يعتبر متعة أيضاً، خاصة بعدما أدرجته منظمة اليونيسكو في قائمة التراث العالمية. كما يستمتع السائح أيضاً بزيارة مسجد الجامع، والذي يعود تاريخ بنائه إلى العام 1656 يتميز المسجد بساحته الواسعة، وفنه المعماري الإسلامي.

 

ثقافات مختلفة

تتنوع الثقافات التي تميز نيودلهي، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال المزارات والمعابد المختلفة. يعطي معبد اللوتس وسط البلاد مثالاً على هذا التنوع. يتخذ من وردة اللوتس شكلاً له. يتضمن 9 بوابات، ومساحة داخلية تتسع لأكثر من 2000 شخص، تقام فيه احتفالات دينية. ويجذب مزار "سوامينارايان أكشاردام" السياح. وهو مزار هندوسي ذو أحجار كبيرة ووردية اللون.

يشكل المتحف الوطني فرصة أيضاً لزيارة حقبات ماضية عاشتها نيودلهي، حيث يعرض تماثيل صنعت بالحجر الرملي وأواني قديمة. وفي وسط نيودلهي، ستتفاجأ ببوابة ضخمة يصل ارتفاعها إلى 42 متراً، تسمى بوابة الهند، وهي نصب تذكاري لشهداء ماتوا خلال الحرب العالمية الأولى، تحيط بها الحدائق.

 

أماكن مدهشة

الطبيعة في نيودلهي مدهشة، حيث تكثر الحدائق العامة والمساحات الخضراء، وعادة ما يزور السياح حدائق لودي، التي تضم مئات النباتات النادرة والأشجار المعمرة والمثمرة. ويقصدها السكان المحليون والسياح باستمرار. تحتوي أعمالا معمارية وفنية تعود إلى القرن الخامس عشر الميلادي.

كذلك، يقصد السائح ضريح همايون، وهو عبارة عن مجمع من الأبنية على طراز العمارة المغولية، يضم جثمان الإمبراطور المغولي نصير الدين همايون. تحيط بالضريح حديقة كبيرة. وقد تم تصميمها على الطراز الحدائقي الفارسي. كما يمكن زيارة أماكن أخرى، كالأسواق الشعبية والبازارات التي تقدم مصنوعات يدوية بأسعار زهيدة.

 

شارع التوابل

في نيودلهي شارع مخصص للأكل، يشتهر بتقديم المأكولات الهندية بشكل مختلف. يتميز الشارع بكثرة المحال التجارية المخصصة لبيع التوابل والأعشاب الطبيعية. في قلب المدينة القديمة، تتنوع خيارات الطعام أمام السياح. محبو اللحوم سيجدون مطاعم مخصصة لتقديم الكباب الهندي بالتوابل الحارة، أما محبو الأطعمة النباتية، فهنا المكان الأمثل لتذوق السمبوسك الحارة، الباراتا بأنواعها وأصنافها المختلفة، وغيرها من الأطعمة النباتية الحارة.

يعود تاريخ معظم المطاعم والمحال التجارية هناك إلى ما قبل العام 1900، ما يجعل متعة تذوق الأطعمة، ساحرة وسط الفن المعماري القديم، إذ أن السوق ما زال محافظاً على طابعه القديم.

الأسعار بسيطة جداً، بدولار أو دولارين يمكنك تناول أشهر المأكولات، وشراء ألذ أنواع التوابل والأعشاب التي ربما لم تسمع عنها أو ترها إلا في الهند، وتحديداً في هذا السوق. بعد الانتهاء من الطعام، كوب من الشاي مع الزعفران والتوابل الحارة ينتظرك. مذاقه لا يمكن نسيانه أبداً.