تمثّل الألحان القبطية عنصراً رئيسياً في احتفالات المسيحيين الشرقيين بميلاد المسيح وغيره من الأعياد. ويتفق عدد من المؤرخين والموسيقيين على اعتبار الموسيقى القبطية الوريث الشرعي للموسيقى الفرعونية، حيث أخذ المسيحيون الأوائل ألحاناً من عباداتهم المصرية القديمة ووضعوا لها النصوص المسيحية، وهو ما أثبته الفيلسوف والمؤرخ فيلو السكندري (20 ق.م – 50 م). ويقول الأنبا متاوس: "إن الكنيسة حافظت على ألحانها المدونة في الراس، لا في الكراس، وذلك نحو ألفي سنة بالتسليم الشفاهي، حفظته الكنيسة كتراث ثمين ولم تفرط فيه"، ولذلك يقال إن الموسيقى القبطية هي أقدم موسيقى في العالم. ويذهب عالم المصريات الفرنسي ومؤسس علم الآثار القبطي إتيين دريوتون (1889-1961) إلى أن مفتاح غموض الموسيقى الفرعونية يوجد في صفحات الموسيقى الكنسية القبطية.
توجد العديد من القرائن التي تثبت علاقة الموسيقى القبطية بالفرعونية، فلحن "غولغوثا" كان يستعمله المصريون القدامى في المناسبات الجنائزية، وكذلك لحن "بيك أثرونوس" كان يُنشد في تنصيب الملك الجديد بعد موت أبيه، وهو لحن نصفه حزن على موت ملك ونصفه سرور بتنصيب ملك جديد، وقد اقتبسته الكنيسة بنصوص مسيحية تناسب مشاعر يوم الجمعة العظيمة.
كما أن ألحاناً قبطية حُفظت بأسماء مدن مصرية قديمة لم يعد لها وجود مثل لحن "سنجاري" ولحن "أدريبي"؛ وهما مدينتان قديمتان في دلتا مصر. كما ورثت الكنيسة نفس التقاليد الفرعونية المرتبطة بالألحان مثل حظر استعمال الآلات الموسيقية في الغناء الطقسي، وهو ما كان معمولاً به في مقبرة أوزوريس بجزيرة فيلا المقدسة، ومنها أيضاً استعمال المرتلين كفيفي البصر الذين كانوا يضعون أيديهم على وجناتهم أثناء الأداء.
ولطقوس المناسبات المسيحية، ألحانٌ تعبر عنها نصاً وموسيقى؛ ومن تلك المناسبات: عيد الميلاد المجيد، الغطاس، أحد الشعانين، البصخة المقدسة، سبت النور، عيد القيامة، عيد الصعود، العنصرة، صوم الرسل، تمجيد السيدة العذراء، طقس شهر كيهك، طقوس التسبحة، القداسات.
وعلى الرغم من تعدد القداسات؛ فإن القداسات المستعملة حالياً هي قداس يعقوب الرسول، والقديس باسيليوس الكبير، وقداس القديس غريغوريوس. فأما القداس الأول فيطلق عليه أيضاً اسم الكيرلسي، وقد فقدت أغلب نغماته لصعوبة تداولها على الأجيال. أما القداس الباسيلي فنصه أجنبي وألحانه مصرية سهلة، وهناك أجزاء منه متأثرة بالموسيقى البيزنطية. في حين أن القداس الغريغوري الذي تُصلي به الكنيسة في الأعياد السنوية الكبرى فهو نص أجنبي أيضاً لكن كل نغماته مصرية. وكل قسم من هذه الأقسام الثلاثة له نغمات تنسجم مع ما فيه من معان، كما أن اللغة اليونانية القديمة تغلب على أصولها.
أقدم الألحان
وبالنسبة لألحان الكنيسة القبطية؛ فإن "لحن الإكلمندس السكندري" يعد أقدم هذه الألحان ويعود لسنة 180م، وكان يردد أثناء طقس العماد. و"لحن عيد الصليب" ويعود تاريخه لعام 226م، و"لحن ترنيمة الصباح" وتعود للقرن الرابع الميلادي، و"لحن الثالوث الأقدس" الذي عُثر عليه في بقايا أوراق بردية ترجع إلى أواخر القرن الثالث الميلادي، إذ اكتشفت تلك الأوراق بمدينة البهنسا بمحافظة المنيا.
اقــرأ أيضاً
ويقول الباحث راغب حبش مفتاح إن معظم واضعي تلك اللحون مجهولون، وإن عدد الألحان الكنَسيّة يتجاوز 300 لحن بين صغير وكبير، ومنها ما هو نصه بالقبطية وما هو نصه باليونانية القديمة، ولكن موسيقاها كلها قبطية إلا النادر منها فموسيقاها يونانية.
وقد سجل القس شمس الرياسة أبو البركات ابن كبر، وهو من رجال القرن الثالث عشر في موسوعته "مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة الكثير من المعلومات حول الموسيقى الكنسية في عصره، حتى صار المرجع الرئيس في بابه. ومن المراجع الحديثة المهمة أيضاً كتاب "الألحان القبطية: روحانيتها وموسيقاها" تأليف الدكتور جورج كيرلس عوض يوسف، وهو أستاذ الموسيقى القبطية بجامعة حلوان والمدرس المساعد بمعهد الدراسات القبطية ومايسترو فرقة دافيد للألحان القبطية.
توجد العديد من القرائن التي تثبت علاقة الموسيقى القبطية بالفرعونية، فلحن "غولغوثا" كان يستعمله المصريون القدامى في المناسبات الجنائزية، وكذلك لحن "بيك أثرونوس" كان يُنشد في تنصيب الملك الجديد بعد موت أبيه، وهو لحن نصفه حزن على موت ملك ونصفه سرور بتنصيب ملك جديد، وقد اقتبسته الكنيسة بنصوص مسيحية تناسب مشاعر يوم الجمعة العظيمة.
كما أن ألحاناً قبطية حُفظت بأسماء مدن مصرية قديمة لم يعد لها وجود مثل لحن "سنجاري" ولحن "أدريبي"؛ وهما مدينتان قديمتان في دلتا مصر. كما ورثت الكنيسة نفس التقاليد الفرعونية المرتبطة بالألحان مثل حظر استعمال الآلات الموسيقية في الغناء الطقسي، وهو ما كان معمولاً به في مقبرة أوزوريس بجزيرة فيلا المقدسة، ومنها أيضاً استعمال المرتلين كفيفي البصر الذين كانوا يضعون أيديهم على وجناتهم أثناء الأداء.
ولطقوس المناسبات المسيحية، ألحانٌ تعبر عنها نصاً وموسيقى؛ ومن تلك المناسبات: عيد الميلاد المجيد، الغطاس، أحد الشعانين، البصخة المقدسة، سبت النور، عيد القيامة، عيد الصعود، العنصرة، صوم الرسل، تمجيد السيدة العذراء، طقس شهر كيهك، طقوس التسبحة، القداسات.
وعلى الرغم من تعدد القداسات؛ فإن القداسات المستعملة حالياً هي قداس يعقوب الرسول، والقديس باسيليوس الكبير، وقداس القديس غريغوريوس. فأما القداس الأول فيطلق عليه أيضاً اسم الكيرلسي، وقد فقدت أغلب نغماته لصعوبة تداولها على الأجيال. أما القداس الباسيلي فنصه أجنبي وألحانه مصرية سهلة، وهناك أجزاء منه متأثرة بالموسيقى البيزنطية. في حين أن القداس الغريغوري الذي تُصلي به الكنيسة في الأعياد السنوية الكبرى فهو نص أجنبي أيضاً لكن كل نغماته مصرية. وكل قسم من هذه الأقسام الثلاثة له نغمات تنسجم مع ما فيه من معان، كما أن اللغة اليونانية القديمة تغلب على أصولها.
أقدم الألحان
وبالنسبة لألحان الكنيسة القبطية؛ فإن "لحن الإكلمندس السكندري" يعد أقدم هذه الألحان ويعود لسنة 180م، وكان يردد أثناء طقس العماد. و"لحن عيد الصليب" ويعود تاريخه لعام 226م، و"لحن ترنيمة الصباح" وتعود للقرن الرابع الميلادي، و"لحن الثالوث الأقدس" الذي عُثر عليه في بقايا أوراق بردية ترجع إلى أواخر القرن الثالث الميلادي، إذ اكتشفت تلك الأوراق بمدينة البهنسا بمحافظة المنيا.
وقد سجل القس شمس الرياسة أبو البركات ابن كبر، وهو من رجال القرن الثالث عشر في موسوعته "مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة الكثير من المعلومات حول الموسيقى الكنسية في عصره، حتى صار المرجع الرئيس في بابه. ومن المراجع الحديثة المهمة أيضاً كتاب "الألحان القبطية: روحانيتها وموسيقاها" تأليف الدكتور جورج كيرلس عوض يوسف، وهو أستاذ الموسيقى القبطية بجامعة حلوان والمدرس المساعد بمعهد الدراسات القبطية ومايسترو فرقة دافيد للألحان القبطية.