وحاول جندي أميركي مجهول الهوية، في إبريل/نيسان عام 2003، وبعد فترة وجيزة من غزو الجيش الأميركي لبغداد واختفاء صدام حسين، تهريب بندقيتين ومسدس إلى فورت ستيوارت في ولاية جورجيا الأميركية، إلا أنه اكتشف في مطار هيثرو بلندن، وتبين أن الأسلحة الثلاثة لم تكن عادية، بل مطلية بالذهب، وتعود ملكيتها لصدام حسين.
ولم يكن من الصعب تخيل كيفية وصول الجندي إلى مقتنيات الرئيس العراقي، إذ إنه كان في فرقة المشاة الثالثة، ومقرها فورت ستيوارت، وهي أولى الوحدات الأميركية التي دخلت بغداد، وأمنت قصور حسين الرئاسية، ومارست هواية الحرب التقليدية الشائعة، النهب.
Facebook Post |
واكتشف الثوار الليبيون أيضًا بعد تلك الحادثة بثماني سنوات، وبينما كانوا يمشطون أنقاض قصور معمر القذافي، عددًا من الأسلحة الذهبية، بينها بنادق ومسدسات مطلية بالذهب، كما عرف هتلر بولعه بالأسلحة الذهبية، وفقًا لمجلة "ناشيونال إنترستس".
Facebook Post |
وأخذت الزخارف على الأسلحة في القديم، شكل نقش مباشر على مادة السلاح، كالعظم أو الخشب أو المعدن، ثم طورت تقنيات أخرى لترصيعها بمواد ثمينة، مثل الأحجار الكريمة والفضة والذهب، مثلما كان شائعًا على السيوف والبنادق القديمة، ثم ظهرت تقنيات أحدث، وصار طلاء الأسلحة بالذهب أسهل بكثير، ويتطلب براعة أقل.
ويمكن لأي شخص اليوم الحصول على المواد اللازمة لطلاء مسدس بالذهب، كما تتوفر مقاطع فيديو على "يوتيوب" عن العملية، حيث ينظف السلاح في البداية، ثم يغطى بطبقة رقيقة من النحاس بفرشاة خاصة، وتوضع طبقة الطلاء الذهبي فوقها، ويغمر السلاح بالماء.
ولا تعتبر البنادق والمسدسات المطلية بالذهب مفيدة، لأن لمعان الذهب يجعل مستخدمها يلاحظ على الفور من مكان بعيد، كما من الصعب إطلاق النار منها، لأن الذهب يزيد قليلًا أبعاد الأجزاء المطلية، ويقال إن صدام حسين كان يستخدم بنادقه العادية فقط، أثناء إطلاق النار في الأماكن العامة.
Facebook Post |
وكان هتلر والقذافي وصدام حسين، من الزعماء الديكتاتوريين الذين استولوا على السلطة وتمسكوا بها بقوة السلاح، وكانوا يعتبرون أنفسهم ثوريين، حيث قاد هتلر انقلاب "بير هول" الشهير على الحكومة البافارية، وكان صدام رئيسًا لمجلس قيادة الثورة في العراق، في حين كان القذافي معروفًا باسم "مرشد الثورة الليبية"، لذا لم يكن غريبًا أن يحملوا أسلحة عادية في البداية، باعتبار أنهم صوروا أنفسهم كـ"رجال من أجل الشعب".
وبدأ هتلر مسيرته بمسدس شرطة عادي، وكذلك فعل القذافي وصدام حسين، ويبدو أنهم قرروا لاحقًا إبراز أسلحتهم وتمييزها، فكان الحل الوحيد غمسها بالذهب، أو أن الأمر كان مجرد ذوق رديء، من أشخاص يعيشون داخل فقاعة، بعيدًا عن الناس الذين يتعذر عليهم انتقاد أفكارهم علانية، خشية تعذيبهم أو إرسالهم للسجن، بحسب ما تقوله "ناشيونال إنترستس".
Facebook Post |
وتشير المجلة إلى أن فكرة الأسلحة المطلية بالذهب جذابة للغاية، إن لم يخبرك أحد أنها ليست كذلك، في دولة مبنية على العنف، ومع ذلك لم يكن كل الطغاة ميالين لها، إذ لم يمتلك ستالين أسلحة ذهبية، ولا كيم جونغ إل في كوريا الشمالية، ولا عيدي أمين في أوغندا، على الرغم من أن الأخيرين تمتعا أيضًا بذوق رديء، ولكن بطريقة مختلفة.
واشتهر كيم بلباسه البسيط، وقيل إنه كان يحاول إخفاء ثرائه بذلك عن الشعب، في حين عرف أمين بلباسه العسكري المبالغ ببذخه، أما بشار الأسد فيبدو أنه مثل والده، أكثر مللًا ورسمية من أن يمتلك مخبأ للأسلحة الذهبية، أما في حال أهداه شخص كالقذافي واحدًا، فربما يخفيه في خزانة ما، وفق "ناشيونال إنترستس".