كانت قاعات السينما قديماً مقسمة إلى ثلاثة أقسام: بلكون وصالة وتِرسو التي تعدّ الأقل تميزاً، باعتبارها الأقل كلفة والأكثر شعبية. وفريد شوقي كان "ملك التِرسو" الذي أحبته الجماهير، بصفته بطلاً شعبياً معبراً عن واقعها وأحلامها.
ولد شوقي في الثلاثين من يوليو/تموز عام 1920، في حي السيدة زينب، في العاصمة المصرية القاهرة. وأكمل تعليمه إلى أن حصل على شهادته العليا من المعهد العالي للفنون المسرحية.
بدأ رحلته السينمائية عام 1946 حين اشترك في فيلم "ملاك الرحمة" مع يوسف وهبي، واستمر في تميزه إلى حين وفاته في 27 يوليو/تموز عام 1998 عن عمر 78 عاماً، ليقدم أكثر من 320 فيلماً إلى جانب مسرحيات ومسلسلات تلفزيونية وإذاعية.
كما كان له حضور في السينما التركية حيث شارك في حوالي 15 فيلماً سينمائياً في الفترة من 1965 إلى 1973. ويبدو أن نكسة يونيو/ حزيران عام 1967 دفعته للبقاء خارج مصر، ليعود بعد نصر أكتوبر/تشرين الأول عام 1973.
وإلى جانب "ملك التِرسو" لُقب شوقي بـ"وحش الشاشة" و"العملاق و"أبو علي" و"الملك".
ولم تقتصر مشاركاته السينمائية على التمثيل، بل كان مؤلفاً وكاتباً للسيناريو ومنتجاً. ويحفظ لفريد شوقي أن أفلامه استطاعت أن تغير عدداً من القوانين في مصر، نظراً لتأثيرها الكبير على المجتمع وصناع القرار؛ فيلم "جعلوني مجرماً" (1954)، الذي شارك في تأليفه وأخرجه عاطف سالم، ساهم في صدور قانون ينص على الإعفاء من السَّابقة الجنائية الأولى كي يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة خالية من الوصمة التي تلاحقه وتقضي على حياته بعد قضاء عقوبة السجن.
وفيلم "كلمة شرف" (1973، إخراج حسام الدين مصطفى)، الذي شارك شوقي في كتابة السيناريو الخاص به، أدّى إلى تعديل أحد أهم قوانين السجون، والسماح للسجين بزيارة استثنائية بضوابط معينة إلى أهله، في حالات وفاة أحد الأقارب من الدرجة الأولى وزواج أحد أبنائه.