التجربة مستمرّة. أفلام عربية تُعرض مجّاناً عبر Vimeo أو "يوتيوب"، في زمن العزلة المفروضة على العالم، بسبب تفشّي فيروس "كورونا". سينمائيون يُبادرون، وآخرون يشاركون، وبعض الآراء يعكس توجّساً من مواضيع يرى، هذا البعض، أنّها غير ملائمة للمُشاهدة في ظرفٍ مخيف ومُقلق كالذي يعيشه الناس الآن. آخرون يُشاهدون، وإنْ تكن الأعداد متواضعة، فهي تبقى مهمّة، لأنّ العرض غير سينمائيّ، والحالة مُثيرة لقلاقل، والمواضيع المطروحة تعكس جوانب من أحوالٍ مضطربة وممزّقة.
مثلٌ أول: "ظلال" (2010) للتونسي مصطفى حسناوي والمصرية ماريان خوري (يُعرض لغاية 30 مارس/ آذار 2020). اختياره مشفى متخصّصًا بالاضطرابات النفسية في القاهرة محاولة لمقاربة أحوال أناسٍ ينبذهم المجتمع، بدلاً من دعمهم في مواجهة خرابهم الذاتيّ. يذهب المخرجان إلى المُقيمين فيه لاضطرابات نفسية يعانون ثقلها عليهم، فيكتشفان عالماً مختلفاً، "يحمي" ناسه من خارجٍ يرفضهم.
مثلٌ ثانٍ: "الحوض الخامس" (2012) للّبناني سيمون الهبر اختبارٌ سينمائي وثائقيّ في كيفية التعامل مع ذاكرة مليئة بأهوال حربٍ أهلية غير منتهية، انطلاقاً من لحظة آنيّة مفتوحة على تفاصيل عيشٍ وعلاقاتٍ. و"القطاع صفر" (2011) للّبناني نديم مشلاوي تجربة بصرية تنبثق من لغة الصورة الوثائقية لتكشف مزيداً من أهوال ماضٍ عنيفٍ وحاضرٍ أعنف، وإنْ يختلف العنفان أحدهما عن الآخر، شكلاً وممارسة وقولاً.
مع جورج الهاشم، في ثاني فيلم روائي طويل له بعنوان "نار من نار" (2016، يُعرض لغاية 29 مارس/ آذار 2020)، هناك اختلافُ سينمائي وثقافي وفني في مقاربة الماضي في لحظة راهنة. ذاكرة وتاريخ يُطلّان على راهنٍ مفتوح على أسئلةٍ، تبدأ بالذات والمخيّلة والعلاقات والحرب (وإنْ تبقى الحرب مرجعاً لمرحلة، لا مساحة للتأمّل فيها وفي أحوالها وتأثيراتها)، وتبدو كأنها لن تنتهي في معنى الهوية وارتباطها بالانتماء، والسينما وموقعها في ذاكرة فرد وتاريخ بلد، واللغات وامتداداتها في لهجات وبيئات. وهناك أيضاً التلاعب الجمالي والسينمائي بالمُشاهِد، كما بشخصيات الفيلمين المتداخلين أحدهما بالآخر، وبالممثلين الذين يؤدّون شخصياتٍ، بعضها مفتوح على الفيلمين، وبعضها الآخر يمارس لعبة الإغواء الجماليّ في الحدود الواهية والملتبسة بين المتخيّل والواقع، وبين الفيلم الأساسي (نار من نار) والفيلم المُصوَّر داخله (نار)، وبين الماضي والحاضر.
هناك أيضاً "الرقيب الخالد" (2013) للسوري زياد كلثوم: تجربة الخدمة العسكرية والنزاع الداخلي وأهوال الواقع، في مقاربة وثائقية تُلغي المسافة بين الأشكال السينمائية، كي تعكس شيئاً من مرارة وألم ومعاينة حسّية لمعنى الحياة والسينما.
هذه أمثلة. فرغم غياب خطط واضحة لبثّ الأفلام في زمن العزلة القسرية، يتردّد أنّ أفلاماً مختلفة ستُعرض في أوقاتٍ لاحقة، كالروائي "إلى أين؟" (1957) لجورج نصر، والوثائقي "نصر" (2017) لبديع مسعد وأنطوان واكد، و"1958" (وثائقي، 2009) لغسان سلهب، وغيرها.
مثلٌ أول: "ظلال" (2010) للتونسي مصطفى حسناوي والمصرية ماريان خوري (يُعرض لغاية 30 مارس/ آذار 2020). اختياره مشفى متخصّصًا بالاضطرابات النفسية في القاهرة محاولة لمقاربة أحوال أناسٍ ينبذهم المجتمع، بدلاً من دعمهم في مواجهة خرابهم الذاتيّ. يذهب المخرجان إلى المُقيمين فيه لاضطرابات نفسية يعانون ثقلها عليهم، فيكتشفان عالماً مختلفاً، "يحمي" ناسه من خارجٍ يرفضهم.
مثلٌ ثانٍ: "الحوض الخامس" (2012) للّبناني سيمون الهبر اختبارٌ سينمائي وثائقيّ في كيفية التعامل مع ذاكرة مليئة بأهوال حربٍ أهلية غير منتهية، انطلاقاً من لحظة آنيّة مفتوحة على تفاصيل عيشٍ وعلاقاتٍ. و"القطاع صفر" (2011) للّبناني نديم مشلاوي تجربة بصرية تنبثق من لغة الصورة الوثائقية لتكشف مزيداً من أهوال ماضٍ عنيفٍ وحاضرٍ أعنف، وإنْ يختلف العنفان أحدهما عن الآخر، شكلاً وممارسة وقولاً.
مع جورج الهاشم، في ثاني فيلم روائي طويل له بعنوان "نار من نار" (2016، يُعرض لغاية 29 مارس/ آذار 2020)، هناك اختلافُ سينمائي وثقافي وفني في مقاربة الماضي في لحظة راهنة. ذاكرة وتاريخ يُطلّان على راهنٍ مفتوح على أسئلةٍ، تبدأ بالذات والمخيّلة والعلاقات والحرب (وإنْ تبقى الحرب مرجعاً لمرحلة، لا مساحة للتأمّل فيها وفي أحوالها وتأثيراتها)، وتبدو كأنها لن تنتهي في معنى الهوية وارتباطها بالانتماء، والسينما وموقعها في ذاكرة فرد وتاريخ بلد، واللغات وامتداداتها في لهجات وبيئات. وهناك أيضاً التلاعب الجمالي والسينمائي بالمُشاهِد، كما بشخصيات الفيلمين المتداخلين أحدهما بالآخر، وبالممثلين الذين يؤدّون شخصياتٍ، بعضها مفتوح على الفيلمين، وبعضها الآخر يمارس لعبة الإغواء الجماليّ في الحدود الواهية والملتبسة بين المتخيّل والواقع، وبين الفيلم الأساسي (نار من نار) والفيلم المُصوَّر داخله (نار)، وبين الماضي والحاضر.
هناك أيضاً "الرقيب الخالد" (2013) للسوري زياد كلثوم: تجربة الخدمة العسكرية والنزاع الداخلي وأهوال الواقع، في مقاربة وثائقية تُلغي المسافة بين الأشكال السينمائية، كي تعكس شيئاً من مرارة وألم ومعاينة حسّية لمعنى الحياة والسينما.
هذه أمثلة. فرغم غياب خطط واضحة لبثّ الأفلام في زمن العزلة القسرية، يتردّد أنّ أفلاماً مختلفة ستُعرض في أوقاتٍ لاحقة، كالروائي "إلى أين؟" (1957) لجورج نصر، والوثائقي "نصر" (2017) لبديع مسعد وأنطوان واكد، و"1958" (وثائقي، 2009) لغسان سلهب، وغيرها.