يقترب "آيفون" من التحول إلى ساحة معركة وصراع بين عملاق الأجهزة "آبل" وعملاق الإنترنت "فيسبوك"، إذ فور تحديث "آبل" أجهزة "آيفون" و"آيباد" إلى نظام تشغيل iOS14 في الأسابيع القليلة المقبلة، سيتلقى ما يصل إلى مليار مستخدم رسالة تسأل هل يسمحون بأن تستمر تطبيقات مثل "فيسبوك" في جمع بياناتهم.
ماذا سيحدث؟
إذا ألغى المستخدم جمع البيانات، فإن الإعلانات التي يراها المستهلكون على الأرجح لن تكون ذات صلة، "وهذا سيكون مزعجاً" بالنسبة لخبراء. وقد تواجه "فيسبوك" انخفاضاً يصل إلى 3 مليارات دولار من عائدات الإعلانات إذا لم يؤيد مستخدمو "آيفون" استمرارها في جمع البيانات.
وعلى المدى الطويل، قد يؤثر ذلك سلباً على عائدات أي موقع يعتمد على الإعلانات، مثل المواقع الأخبارية.
ويمكن لمستخدمي "آيفون" حالياً الانتقال إلى الإعدادات لمنع التتبع عبر المواقع. لكن "آبل" ستضيف ميزة "شفافية تتبع التطبيقات" لمنح المستهلكين مزيداً من التحكم في كيفية التعامل مع بياناتهم، مما سيشكل مشكلة لدى الشركات التي تعتمد على بيانات المستخدم من أجل كسب المال.
هل تحتاج الإعلانات إلى بيانات؟
قال الرئيس التنفيذي لـ"آبل"، تيم كوك، إنه يعتقد أنه يتم جمع الكثير من البيانات من دون داعٍ. وأوضح خلال مؤتمر أنه "لا تحتاج التكنولوجيا إلى مجموعات ضخمة من البيانات الشخصية، مجمعة معاً عبر عشرات المواقع والتطبيقات، من أجل تحقيق النجاح. كانت موجودة وازدهرت لعقود من دونها".
بينما تقول "فيسبوك" إن "الإعلانات المخصصة طريقة مهمة لاكتشاف الأشخاص الشركات الصغيرة على "فيسبوك" و"إنستغرام". وتعتبر أن هذه الإعلانات تسمح لـ"فيسبوك" و"إنستغرام" بأن تكونا خدمتين مجانيتين.
إنها الحرب
"فيسبوك" هي المستهدف الأكبر من وراء تغيير "آبل". فالموقع الأزرق بنى نشاطه الإعلاني الرقمي وثروته الضخمة على الإعلانات المصممة خصيصاً لكل مستخدم بناءً على ما يريد ويحتاج، وذلك من خلال تتبع نشاط المستخدم داخل التطبيق وفي مختلف المواقع.
وقال نائب رئيس شركة "فيسبوك" للإعلانات ومنتجات الأعمال، دان ليفي، في منشور على الإنترنت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إن "الشركات ستُجبر على اللجوء إلى الاشتراكات والمدفوعات الأخرى داخل التطبيق لتحقيق الإيرادات، مما يعني أن (آبل) ستربح".
ورفعت شركة الألعاب "إيبيك غيمز"، مطورة لعبة "فورتنايت"، دعوى تردد الانتقاد ضد "آبل"، وتتهمها بمحاولة استغلال موقعها لزيادة إيراداتها من التطبيقات.
وتحصل "آبل" على خصم 30 في المئة من الإنفاق في العديد من التطبيقات على أجهزة iOS، تماماً كما تفعل "غوغل" على أجهزة "أندرويد".
وتابع ليفي أنه "سوف تضطر العديد من الخدمات المجانية إلى البدء بفرض الرسوم أو الخروج من السوق".