قبل أكثر من 3 سنوات، أعلن الرئيس التنفيذي في شركة "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، وضع خطة لمشاركة بيانات في كيفية تفاعل المستخدمين على المنشورات والروابط، مع الباحثين الأكاديميين، ليتمكنوا من دراسة الأخبار الزائفة على الموقع الأزرق. استخدم الباحثون هذه البيانات خلال العامين الماضيين، في دراسات عدة ركزت على انتشار الأخبار الزائفة والمضللة.
لكن البيانات التي شاركتها "فيسبوك" مع الباحثين الأكاديميين تبين أن فيها ثغرة كبيرة، وفقاً لرسائل داخلية اطلعت عليها صحيفة "نيويورك تايمز" ومقابلات مع الباحثين أنفسهم.
ووفق ما أفادت "نيويورك تايمز" الجمعة، فإن البيانات التي شاركتها "فيسبوك" تضمنت تفاعلات نصف المستخدمين فقط في الولايات المتحدة، لا كلهم، كما زعمت الشركة. وقالت "فيسبوك" للباحثين إنّ البيانات المتعلقة بالمستخدمين خارج الولايات المتحدة، والتي شاركتها معهم أيضاً، لا يبدو أنها غير دقيقة.
وقال باحثون، للصحيفة الأميركية، إن ما حصل "يقوّض" الثقة بـ"فيسبوك".
واعتذرت الشركة من الباحثين الأكاديميين الأسبوع الماضي، عبر رسالة بالبريد الإلكتروني، قالت فيها: "نحن نعتذر بصدق عن الإزعاج الذي قد يسببه هذا الأمر، ونود أن نقدم أكبر قدر ممكن من الدعم". أضافت الشركة أنها تحدّث مجموعة البيانات لإصلاح المشكلة، ولكن، نظراً لحجم البيانات الكبير، فقد يستغرق الأمر أسابيع قبل اكتمال العمل.
أجرى ممثلو الشركة، وبينهم عضوان من "فريق البحث المفتوح والشفافية"، مكالمة مع باحثين يوم أمس الجمعة، اعتذروا فيها عن الخطأ، وفق ما نقلت "نيويورك تايمز" عن شخصين حضرا الاجتماع.
شكا باحثون، خلال المكالمة، أنهم خسروا شهوراً من العمل بسبب الخطأ. وقال أحدهم إن درجة الدكتوراه التي كان يُعدّ لها معرضة للخسارة بسبب الخطأ، بينما أعرب آخر عن قلقه من أن "فيسبوك" كانت إما مهملة، أو ــ الأسوأ ــ تقوض البحث عمداً.
رصد الخطأ في مجموعة البيانات، لأول مرة، من قبل الأستاذ المشارك والباحث المتخصص في وسائل التواصل الاجتماعي، فابيو جيغلييتو، من "جامعة أوربينو" في إيطاليا. قال جيغلييتو إنه اكتشف عدم الدقة بعد أن قارن البيانات التي نشرتها "فيسبوك" علناً الشهر الماضي، حول أعلى المشاركات على الخدمة، بالبيانات التي قدمتها الشركة حصرياً للباحثين. ووجد أن نتائج الاثنين كانت مختلفة.