أعلنت دار "متروبوليتان أوبرا" في نيويورك، يوم الأربعاء، إلغاء كل برنامجها لموسم 2020-2021 بسبب جائحة "كوفيد-19"، بعدما كانت قد أرجأت إطلاقه في نهاية ديسمبر/ كانون الأول، وهو قرار يخلّف آثاراً مالية كبيرة.
واعتبرت الدار، بعد التشاور مع السلطات الصحية، أن معاودتها نشاطها "لن تكون آمنة" ما دام اللقاح المضاد لفيروس كورونا الجديد لم يُعطَ للسكان على نطاق واسع. وأوضحت الدار، في بيان أصدرته الأربعاء، أن السلطات رجّحت أن يستغرق الأمر "ما بين خمسة وستة آشهر على الأقل"، بعد أن يصبح اللقاح متوافراً للجميع.
ولم يسمح حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، بعد بمعاودة تنظيم الأنشطة الفنية في القاعات المغلقة، أياً كان عدد الحضور.
وتُعتبَر "متروبوليتان أوبرا" إحدى أولى المؤسسات الثقافية الرئيسية في الولايات المتحدة التي تلغي موسمها بالكامل. ورغم صعوبة أوضاعها، لا تزال برودواي مثلاً تراهن رسمياً على إمكان معاودة النشاط في 2021.
وقال المدير العام للدار، بيتر غيلب، لوكالة "فرانس برس"، إن "متروبوليتان أوبرا" تعيش راهناً "المرحلة الأكثر صعوبة" في تاريخها الممتد 137 عاماً. وكشف أن إلغاء أنشطة الأسابيع الثمانية الأخيرة من موسم 2019-2020 وكامل الموسم التالي يفوّت على الدار مداخيل تبلغ 154 مليون دولار أميركي.
وأضاف غيلب الذي يتولى منصبه منذ 14 عاماً: "البعض يعتقد أن (متروبوليتان أوبرا) صرح تاريخي لا يمكن أن يتأثر، لكن من الواضح أن ما من مؤسسة في منأى" عن التعرض لصعوبات مالية. وأوضح أن "متروبوليتان أوبرا" تحتاج إلى خفض نفقاتها لكي تتمكن من البقاء.
ويشكل قرار إلغاء الموسم ضربة جديدة للدار التي تجهد منذ سنوت لاجتذاب جمهور أصغر سناً ولملء المقاعد الـ3800 في الصالة التي تُعتبر بين الأكبر في العالم. وللدار موازنة كبيرة بلغت 312 مليون دولار في موسم 2018-2019، ولا تشكّل عائدات بيع التذاكر سوى جزء قليل من رقم الأعمال، وقد بلغت 85 مليون دولار في الموسم نفسه.
وتتكل الدار على التبرعات مصدراً رئيسياً لمداخيلها. وأشار غيلب في هذا الصدد إلى أن الدار تلقّت منذ بداية الجائحة "سيلاً" من التبرعات، وأن 30 ألف مانح انضموا إلى داعميها.
وفي مطلع يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت "متروبوليتان أوبرا" تأجيل إطلاق موسم 2020-2021 إلى 31 ديسمبر/ كانون الأول، وألغت إنتاج "أوبرا عايدة" و"إنجل بلو".
وعرضت الدار الأربعاء برنامجها لموسم 2021-2022، على أن تفتتحه بـ"فاير شات أب إن ماي بونز"، وهي أوبرا لحّنها عازف الجاز ترنس بلانتشارد، لـ"متروبوليتان" مع أوبرا "تياتر دو سان لوي".
ويتضمن البرنامج ثلاثة أعمال معاصرة للمرة الأولى منذ موسم 1928-1929. وكما سبق أن أعلنت، في يونيو/ حزيران، تعتزم "متروبوليتان أوبرا" تقديم ساعة إزاحة الستارة لكثير من العروض، واختصار وقتها "استجابة لتوقعات جمهور سيكون أكثر حذراً" من العادة بسبب الجائحة، "أقلّه في البداية".
(فرانس برس)