انطلقت، مساء اليوم الخميس، فعاليات "مهرجان صغير" الذي نظمه مسرح خشبة في حيفا وصندوق روى، بمعرض فني عنوانه "بحور هجرية" تضمن رسومات لأطفال من جمعية مجلس الخيال من القدس.
ويشمل المهرجان، الذي سيستمر حتى السبت، عروضاً فنية وأفلاماً ونقاشات مفتوحة ووُرش عمل.
المعرض يهدف إلى التوعية وتسليط الضوء على قضية اللاجئين في العالم العربي بين فئة الشباب واليافعين حول العالم، باستخدام أداة الخيال وتقنيات الفنون.
وهدف المهرجان، وفق المنظمين، توفير "مساحة للقاء كل من يهتم بالمبادرة والنضال في المجالات الاجتماعيّة والسياسيّة والثقافيّة في فلسطين. لثلاثة أيام سنفسح مكاناً للتفكير والنقاش الديمقراطيّ والمنفتح، ونكتسب أدوات نستخدمها للتنظيم والعمل، ونشاهد عروضاً فنيّة تفتح نوافذ الإبداع حين تنغلق الظروف".
وقال مدير جمعية مجلس خيال من القدس والقيم على "بحور هجرية" أحمد نبيل إن "المعرض يهدف إلى التوعية بقضية اللاجئين عبر البحر، ويضم 11 عملاً من لوحات زيتية رسمها أعضاء في مجلس الخيال منذ 7 سنوات. هم يتدربون على الفنون التشكيلية والبصرية في مرسم ومقر مجلس الخيال في بلدة بيت صفافا، وهذا المعرض الخامس لهم".
"مجلس الخيال" مؤسسة غير ربحية في القدس "تهدف لحماية وتطوير الخيال الفلسطيني في مجال الفنتازيا والمجال العلمي، بالإضافة إلى تنمية الفتية في القدس وفلسطين عموماً، ونشر ثقافة الخيال عن طريق الفنون والأدب".
من جهتها، قالت الفنانة المشاركة في المعرض، ملك سلمان (18 عاماً) من القدس: "شاركت بعملين في المعرض، الأول عبارة عن فيديو آرت، والثاني لوحة تحمل اسم حلم عائم. العملان يتحدثان عن قضية اللجوء بغض النظر عن الدولة. هذه القضية حساسة جداً وتمسنا جميعاً". وأضافت: "لوحتي تتحدث أكثر عن كيف يسافر اللاجئون عبر البحر ويصلون إلى دولة ثانية، ويمكن ألا يصلوا. حلم المهاجر يبقى، ولكنه يغرق. استخدمت أدوات وتقنيات بسيطة جداً كي أستطيع أن أظهر قضية كبيرة جداً بطريقة بسيطة".
وقال الفنان صفوان عاصي (15 عاماً) من القدس: "لوحتي تحمل عنوان في ظل الجانب الآخر. اللوحة تتحدث عن اللاجئين ومستقبلهم، نرى في اللوحة ظل اللاجئ الذي يلقيه على الجانب الآخر من الحدود والحاجز، وظله يقول له تعال حقق حلمك. اللاجئ لا يعرف إذا كان يستطيع أن يصل إلى هناك، ويوجد حدود تقول له لا تخاطر ولا تمر من هنا، ولكن في نفس الوقت في الجهة الثانية يوجد كل أحلام اللاجئ".
من جهتها، قالت عضو صندوق روى، سهير أسعد، إنه "صندوق لدعم المبادرات الفلسطينية الصغيرة بالأساس، الهدف هو خلق نموذج في عالم التمويل. والمجتمع هو الذي يقرر أولوياته. الصندوق يعمل بلجان اجتماعية على امتداد فلسطين، وهؤلاء الناس يخرجون إلى المجتمع ويرشحون مبادرات والصندوق يدعمها".
وأضافت أسعد: "نحاول أن نخلق نموذجاً في العمل السياسي والمجتمعي، وأن نتحدث عن احتياجاتنا. واحتياجاتنا في فلسطين أن نوجد مبادرات للنشاطات والناشطين، بحيث يشاركون في نقاشات مفتوحة، ويكتسبون أدوات عمل، ويفكرون في تحدياتهم وأسئلتهم مع بعض. ونعرض فن الخيال وأنواع فنون أخرى ترتكز على إنتاج ثوري بميزانيات محدودة".
وفي حديث مع المنسق الإعلامي لصندوق روى، مجد كيال، قال لـ"العربي الجديد": "المهرجان بدأ من صندوق روى ومسرح خشبة، ويتطور بسرعة إلى أن يكون ملك كل الناس، ففيه أكثر من 150 متطوعاً، وأكثر من 70 مساهماً".
وأضاف كيال أن "الفكرة الأساسية هي أن يكون هناك برنامج ثقافي سياسي اجتماعي بعروض وورشات عمل لكيفية تطوير المجتمع الفلسطيني".