جديد "مهرجان مالمو للسينما العربيّة" يتمثّل بتغيير موعد دورته السنوية، وباعتماد الـ"أونلاين" وسيلة لتنظيم دورته الـ11. التغيير حاصلٌ من النصف الأول من أكتوبر/ تشرين الأول إلى النصف الأول من إبريل/ نيسان. الـ"أونلاين" مطلبٌ، فالتأجيل غير وارد، والرغبة في الاستمرار أقوى من أنْ يُعطِّلها وباء، يُعطِّل دورات مهرجانات أخرى، إمّا بتأجيلها أو إلغائها، وإمّا بتنظيمها افتراضياً. النصف الأول من إبريل/ نيسان ملائمٌ أكثر، فالاختيارات تتمكّن من تقليص المسافة بين تاريخ الإنتاج وموعد العرض. الـ"أونلاين" أداة، وسؤال استخدامه دائماً مرهونٌ بأحوال العالم في المقبل من الأيام، وبمآلٍ سيفرضها كورونا، وما بعد كورونا أيضاً.
أسباب تغيير موعد تنظيم دورة جديدة لـ"مهرجان مالمو للسينما العربية" غير مهمّة، فالأهمّ تنظيم دورة سنوية تُعرض فيها أفلام عربية، يغلب عليها الإنتاج الحديث، أي ذاك الحاصل قبل فترة قصيرة على موعد عروضها في المهرجان نفسه. لائحة أفلام المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة مثلاً، المختارة للدورة الـ11 (6 ـ 11 إبريل/ نيسان 2021)، تعكس شيئاً أساسياً من أسباب التغيير. بعض تلك الأفلام مُشاركٌ في مهرجانات دولية، تشهد عروضها الدولية الأولى قبل أشهرٍ قليلة، وتفوز بجوائز. التمنّي بعرضها واقعياً أمام مُشاهدين عربٍ وأجانب في مالمو السويدية حاضرٌ، لكنّ كورونا يفرض الـ"أونلاين"، وهذا مقبولٌ في زمن ارتباكاتٍ جمّة.
باستثناء هذين الأمرين، لا جديد يُذكر. عروض أفلام، ومشاريع مُقدَّمة للحصول على منح في مراحل إنتاجية مختلفة. هذا جزءٌ من المهرجان. الإضافة، المرافقة للجديد، تتمثّل باعتماد تطبيق "زوم" في لقاءات مباشرة مع صانعي الأفلام. إدارة المهرجان راغبةٌ في إضفاء مناخٍ واقعي، قدر المستطاع، على دورة افتراضية.
12 فيلماً روائياً طويلاً، في مسابقة الدورة الجديدة هذه، مُنتجة كلّها عام 2020. هذا مُفيد لمهرجانٍ، يُفترض به أنْ يواكب أحدث الإنتاجات العربية، فيختار بعضها، على الأقلّ. التنويع حاضرٌ في حكاياتها ومشاغلها ومناخاتها. الأفلام الروائية القصيرة، بدورها، حديثة الإنتاج. عروضها موزّعة على 3 مجموعات، تضمّ كلّ واحدة منها 6 أفلام، باستثناء واحدة تضمّ 5. في برنامج "ليال عربيّة"، هناك 3 أفلام (إنتاج عام 2020 أيضاً): "قِلّتلِّكْ خلص" (لبنان) لإيلي خليفة، و"40 عاماً وليلة" (السعودية) لمحمد الهليل، و"أفلامهنّ" (إنتاج مشترك بين الأردن ومصر ولبنان وتونس والمغرب) للأردنيّة ميسون خالد والمغربية ريم مجدي والتونسية آمنة نجار واللبنانية فرح شاعر والمصرية تغريد أبو الحسن.
الفيلم الجماعي "أفلامهنّ" يروي حكايات 5 نساء، منتميات إلى عوالم مختلفة، لكنهنّ يواجهن تحدّيات ومصاعب متشابهة: اضطهاد، ظلم اجتماعي، عدم مساواة، تحيّز، عنف. التعريف بالفيلم يقول إنهنّ يحتجن إلى أقصى درجات التحمّل والتصميم على البقاء "على قيد الحياة". كلّ واحدة منهنّ تبحث عن قوّة فيها للتغلّب على كلّ شيء. الفيلم السعودي يرتكز على لقاء عائليّ بين 5 أشقاء وعائلاتهم في عيد الفطر. يتعرّض الوالد لحادث سير، فتبدأ رحلة كلّ واحد منهم في ذاته وذكرياته وأحواله. إيلي خليفة يختبر تجربة سينمائية توحي بأنّ المخرج يترك كاميرته تتجوّل مع شخصياتٍ تلتقي وتتباعد، وتروي حكاياتٍ وتُعبِّر عن مشاعر، علماً أنّ خليفة يؤدّي الشخصية الأساسية للحبكة والمسار والمناخ والهوامش.
تجربة ثانية لـ"مهرجان مالمو للسينما العربية" في زمن كورونا. تجربة تنتظر نتائج الدورة الـ 11. الاختبار مطلبٌ، ونتائجه رهنٌ بكيفية تعامله مع راهنٍ، موغل في ارتباكاتٍ ومطبّات جمّة.