لم يخلُ حفل توزيع جوائز "موركس دور إنترناشيونال"، الذي أقيم الأحد الماضي في دبي، من التكلّف والمجاملات. جاء ذلك على حساب تقييم الأعمال الفنية، من تمثيل وغناء ومسرح وسينما؛ أي تقييمها وفقاً لمعايير فنية واضحة، بدلاً من المحسوبيات والشللية.
قبل عشرين عاماً، أطلق طبيبان لبنانيان، هما فادي وزاهي حلو، جائزة فنية عُرفت باسم "موركس دور". الطبيبان حلو، الهاويان في عالم الفن، اعتمدا منذ البداية على مصالحهما الخاصة، واستطاعا لعقدين من الزمن جني أرباح عن طريق الرعاية التجارية، متسلحين بحفل سنوي، مع إعطاء إشارات مستمرة تقول إن هذه الجائزة تمثل لبنان.
في العودة إلى البدايات، واجهت "موركس دور" اتهامات كثيرة، تقول إنها جائزة مدفوعة، ولطالما نفى الطبيبان هذه الاتهامات، فيما لا يقدم أي منهما أي تفاصيل عن المعايير الواجب اتباعها لتقديم أو إعلان الفائزين كل عام.
ومنذ سنوات، تحولت الجائزة إلى ما يشبه محطة سنوية لمجموعة من الفنانين تربطهم علاقات صداقة مع الطبيبين. هكذا علق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتهاء الحفل في إمارة دبي، وقال بعض المتابعين إن الجائزة تعاني من رتابة في اختيار المكرمين؛ إذ هم الفنانون أنفسهم تتكرر أسماؤهم كل عام. وتساءل هؤلاء عن سبب فوز الممثلين ذاتهم وشركات إنتاج الدراما العربية نفسها في كل دورة؟
من أبرز التساؤلات التي وردت على لسان المتابعين: ما هي الأسباب التي تدفع إلى فوز الممثلة نادين نسيب نجيم بالجائزة كل عام؟ وأكثر من ذلك، كتب البعض عن الرابط بين شركة الإنتاج التي تنتمي إليها نجيم، وهي شركة "الصبّاح"، وفوز الثنائي كل عام بالجائزة نفسها، ما يرسم علامات استفهام كبيرة. واللافت، في هذا السياق، دخول شركة إنتاج ثانية منافسة لـ"الصبّاح"، على الخط نفسه، هي "إيغل فيلمز"، وحصدها مجموعة من الجوائز الخاصة بفنانين فازوا بها قبل أعوام قليلة سابقة.
للسنة الأولى، تنظم "موركس دور" حفل توزيع الجوائز خارج بيروت، في إمارة دبي تحديداً. إغراءات كثيرة قدمت للطبيبين للقدوم إلى دبي بسبب ما وصلت إليه الأمور في لبنان، ما اقتضى تسهيل المهمة كاملة، وتكليف شركة إماراتية بتنظيم الحدث "العالمي"، بحسب ما ظهر على اللوحات الإعلانية والشاشات ضمن الحفل وخارجه. يبدو أن دبي ستفتح أمام أصحاب الجائزة طريقاً سنوياً لتقديم هذه الفعالية، والاعتماد على نسبة الحضور التي تساعد على تنشيط السياحة والترويج للإمارة.
وفق معلومات خاصة، غابت لجنة تصنيف الأعمال الفنية التي تأهلت للفوز بالجائزة هذه السنة، ولم تعتمد إلا على العلاقات وروابط الصداقة التي تجمع المنظمين، أو أصحاب الجائزة، بشركات الإنتاج والفنانين على حد سواء. وأضافت المعلومات أن الرعاية التجارية في دبي حققت نسبة عائدات مالية للأخوين حلو، ما يضمن استمرار هذه الجائزة لسنوات، والتهافت على المشاركة في تنظيم حفلها السنوي. لم يعد يهم المكان، الأهم هو الاستمرار في ما يشبه مسرحية لا تخلو من المصالح التي تتلاءم وتطلعات الفريقين؛ أي المنظم، والفنان.