عليكم نسيان قمصانكم التقليدية في سوق واقف، وهو ممر تجاري تحوّل إلى ما يشبه العرض الفوضوي للأزياء في مونديال قطر 2022.
فهنا في قطر أعاد المشجعون القادمون من سائر أنحاء العالم صياغة أغطية الرأس والثياب الخليجية التقليدية. وجرّبت النساء الغربيات ارتداء الحجاب، بينما ارتدى المشجعون الإنكليز أزياء عليها شكل الصليب.
وارتداء الجماهير للملابس الملونة الفريدة هو بلا شك مشهد لم يسبق له مثيل في كأس العالم من قبل.
وكانت "الغترة" الزي الأكثر شهرة بين المشجعين الأجانب في كأس العالم، وهي غطاء رأس تقليدي يرتديه الرجال في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية.
وتمكن بعض المشجعين من شراء الغترة من بائعين مختلفين في الدوحة، ومن بينهم مجموعة من مشجعي كرواتيا ارتدوا أيضاً ثياباً بيضاء مزينة بألوان علم بلادهم الوطني.
وتمتلئ الأزقة الضيقة لسوق واقف وسط الدوحة بالباعة الجائلين الذين يبيعون الغترة بألوان وطنية مختلفة، من الأزرق الساطع والأخضر والأصفر في البرازيل إلى الأحمر والأبيض والأخضر في المكسيك.
ويكويها البائعون ويطوونها جيداً كي تلائم رؤوس المشجعين على غرار النمط القطري في ارتداء الغترة الذي يشبه ثعبان الكوبرا.
إلى هذا، قال ريكاردو بالاسيوس (41 عاماً)، وهو مشجع من فنزويلاً، بينما كان يرتدي غطاء رأس باللونين الأحمر والأبيض: "السكان المحليون اندهشوا بعض الشيء من أن شخصاً ما يرتدي قميص إسبانيا ويرتدي غطاء الرأس هذا".
وأضاف بالاسيوس أن شكوى القطريين الوحيدة حتى الآن هي "أننا لا نعرف كيفية ارتداء هذا الزي بالشكل الصحيح".
كما قال إن السكان المحليين أوقفوه في الشارع وأعادوا تعديل غطاء رأسه بحيث يبدو كما ينبغي.
وانتشرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر ما تحدث عنه المشجع الفنزويلي.
في متجر لبيع العباءات المصنوعة يدوياً يجلس الخياطون على الأرض لإنهاء تفاصيل الثياب التي يمكن أن يصل سعرها إلى ألفي دولار.
ويعرض المتجر أيضاً عباءات مزينة بأعلام الدول ويبيعها مقابل 50 دولاراً لأنها مصنوعة باستخدام آلة بدلاً من المصنوعة يدوياً.
ويأمل صاحب المتجر في جسر الهوة بين الثقافات المختلفة التي تلتقي في الدوحة من أجل كأس العالم.
وقال أسعد الحاج من متجره إنهم يحاولون جذب الزائرين إلى الزي التقليدي من أجل الربط بين الثقافات.
وقال المواطن القطري ناجي النعيمي، عضو مجلس سوق واقف للداما، وهو مركز حيوي للقهوة وطاولة الزهر في السوق المقام في الهواء الطلق، إن ارتداء عشرات المشجعين البيض واللاتينيين اللباس القطري الوطني لا يزعجه مطلقاً، بل على العكس، يرى أنه نمط محبب.
وشبّه الأمر بارتداء مواطني شبه الجزيرة العربية الجينز أو البدلات عند السفر إلى أوروبا.
(أسوشييتد برس)