ينطلق اليوم الأحد في مدينة إسطنبول التركية البازار الخيري الأول الذي تقيمه دار الأتاسي بمشاركة نساء سوريات، ينتجن في منازلهن أعمالاً يدوية ومأكولات سورية طازجة ومخللة ومجففة.
ويهدف البازار إلى تعرفة المجتمع في تركيا والزوار بمنتجات اللاجئات لأغراض التسويق والترويج، وتبني بعض المشروعات "عسى تتم مأسسة العمل"، بحسب ما يقول مؤسس جمعية الأتاسي ورئيس مجلس الإدارة نور محمد نديم الأتاسي.
ويقول الأتاسي، لـ"العربي الجديد"، إن السيدات السوريات هنّ "أكثر من ضحّى ودفع الثمن، خلال الثورة وبعدها، فهن أمهات الشهداء وأخواتهم وهن زوجات المعتقلين أو أرامل المفقودين، ورغم كل ذلك، آثرن العمل، خارج المنزل وداخله، ليؤمنّ تكاليف المعيشة وتعليم الأطفال في مهاجرهن "لذا رأينا أبسط واجباتنا تجاههن أن نبدأ فعاليات الدار الرسمية بأعمالهن".
ومن خلال التحضير للبازار الخيري، يقول الأتاسي "واجهنا حالات عظيمة" لشابات سوريّات يعملن بمنازلهن أعمالاً فنية يدية، لتأمين تكاليف التعليم العالي، إذ درسنّ في الجامعات التركية بالتوازي مع العمل اليدوي "بل ويسعين للشهرة العالمية"، إذ اختارت بعضهن علامات تجارية خاصة بهنّ، وبدأن الإنتاج والتوسّع وحجز مكان لهنّ في السوق التركية.
ويضيف أنه إلى جانب أعمال السيدات السوريات اليدوية، ستقام خلال البازار أنشطة للأطفال السوريين على يد متخصصين، بهدف بناء الشخصية وتلمّس طريق الإبداع والاختراع.
ووفق المتخصصة بالتأهيل وتنمية مواهب الأطفال، زينة العظم، سيكون نشاط الأطفال "حسياً فنياً أولياً بهدف البحث عن مواهب وحالات خاصة، من خلال طرائق متعددة سأعتمدها".
وترى العظم أن فترة المعرض غير كافية للاكتشاف، أو إطلاق الحكم على المواهب الخاصة، "لكنها فرصة نحاول اغتنامها، إضافة لهدف الترفيه والاحتكاك ولفت انتباه الأهل لمزيد من العناية والدفع بما لدى أولادهم من مهارات" على حد قولها.
وتشهد تركيا التي تستضيف أكثر من 3,6 ملايين سوري، نسبة النساء منهم 46,2% بحسب جمعية اللاجئين التركية، أسواقاً خيرية وبازارات ومعارض، لتسويق إنتاج السوريات وإعادة التأهيل والتدريب، لكن بازار الأتاسي يقدم بحسب المشاركة "ود" من مدينة حلب السورية جميع الخدمات وفرص العرض بالمجان "ولم ندفع سوى مائة ليرة تركية رهن للمشاركة سنستردها عند انخراطنا في البازار" كما أوضحت.
وتضيف "أشارك أنا وأختي "دانا" من خلال إكسسوارات صناعة يدوية وبعض العطور والزيوت وكريمات البشرة، نركبها نحن عبر مزج مواد طبيعية مثل بذور الشيا والزيوت العطرية والطبيعية الخام"، مبينة أن "هذه ليست مشاركتنا الأولى، رغم أننا نعمل منذ عام فقط".
يهدف البازار إلى تعرفة المجتمع في تركيا والزوار، بمنتجات اللاجئات لأغراض التسويق والترويج
وتشير "ود" إلى أن إنتاجها وأختها بات اليوم "علامة تجارية" خاصة بالعطور وأخرى بالمرطبات ومركبات البشرة، موضحة "افتتحنا محلاً صغيراً مؤخراً ونسعى للانتشار حتى خارج تركيا، ولدينا عشرات آلاف المتابعين والمتفاعلين على مواقع التواصل".
وتتنوّع مشاركات السوريات في بازار الأتاسي الخيري الأول بين "المأكولات الشامية" والصناعات اليدوية والحرفية الفنية، بحسب عضو اللجنة التحضيرية للبازار رزان الأتاسي التي تعتذر عبر "العربي الجديد" لعدم قدرة الدار على استيعاب جميع المتقدمات ووعدت ببازار آخر قريباً.
وتشرح الأتاسي أن هناك مشاركات من المطبخ السوري والفلسطيني تتضمن منتجات غذائية مشهورة مثل الكبة والمعمول والمخللات والمكدوس وخل العنب والتفاح، وهي خالية من أي مواد حافظة أو ملونات صناعية، والأكثر مشاركة على صعيد الغذائيات الحلويات بأنواعها، وجميعها صناعة يدوية منزلية بمواد أولية طبيعية.
يذكر أن البازار الخيري هو النشاط الأول لدار الأتاسي بتركيا، بعد ترخيص الجمعية الرسمي عام 2020 والافتتاح الشهر الماضي.
ويعتبر الأتاسي مؤسس الجمعية أنها امتداد لفكرة العمل الجماعي المستمر "منذ وجودنا في سورية واستمرت عبر "جمعية الأتاسي الخيرية" بالولايات المتحدة عام 2002 ومن غير مستبعد التوسع في تركيا أو إيجاد أشكال اندماج وتوأمة، أو تعاون مع جمعيات سورية"، لأن العمل الجماعي المنظم والمؤسسي برأيه هو الخلاص لحالات التجريب والفشل التي منيت به عديد من الحالات السورية في المهجر بعد عام 2011.