أعلن "مهرجان الجونة السينمائي" عن أفلامٍ اختارها لعرضها في دورته الـ6، المُقامة بين 13 و20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أبرزها "تشريح سقوط" للفرنسية جوستين تريَّيه، الفائز بـ"السعفة الذهبية" لمهرجان "كانّ" في دورته الـ76 (16 ـ 27 مايو/أيار 2023)، و"على متن أدامان" للفرنسي نيكولا فيليبير، الفائز بـ"الدبّ الذهبي ـ أفضل فيلم" لـ"مهرجان برلين السينمائي" في دورته الـ73، المُقامة بين 16 و26 فبراير/شباط 2023).
يروي الأول ("العربي الجديد"، 31 مايو/أيار 2023) حكاية ساندرا (ساندرا هولر)، الكاتبة الألمانية التي تُقيم مع زوجها صامويل (صامويل تييس) وابنهما دانيال (ميلو ماشادو غرانير) المُصاب بعمى جزئي، في بيتٍ جبلي في جبال الألب الفرنسية. يُتوفّى صامويل في ظروف غامضة، ويصعب على التحقيقات تحديد ما إذا كانت وفاته انتحاراً، أم حادثاً مفتعلاً. أما الثاني ("العربي الجديد"، 3 مارس/آذار 2023)، فوثائقي يُصوَّر في دار رعاية لكبار السنّ، تطلّ على نهر السين في باريس. تهتمّ الدار بكبار السنّ الذين يعانون اضطرابات عقلية، وتقدّم لهم الرعاية المطلوبة كي لا يفقدوا العلاقة بالحاضر، وتساعدهم على رفع معنوياتهم. تنتشر على متن القارب أجواء رقيقة ومرحة من الحرية، مشبّعة بدفء وتعاطف وفضول.
من الأفلام الأخرى، المُعلن عن اختيارها، هناك May December للأميركي تود هاينز: بعد مرور 20 عاماً على قصّة حبّ بين زوجين (هناك فرقٌ شاسع بين عمريهما)، شغلت صحف الفضائح في البلد حينها، تظهر نجمة هوليوودية في المنطقة، القادمة إليها لتمضية وقتٍ مع العائلة، بهدف التقرّب من الزوجة، التي يُفترض بالممثلة أنْ تؤدّي دورها في فيلمٍ لا يزال في مرحلة التحضيرات. هذا يُعرِّض الأسرة لضغوط كثيرة. بالإضافة إلى وثائقي طويل بعنوان "ليلة غامضة، وداعاً هنا، في أي مكان" لسيلفان جورج: "مليلة" حيز جغرافي إسباني في المغرب. حدود برية بين القارتين الإفريقية والأوروبية. في عبورهم بينهما، يحاول مالك وأصدقاؤه، شباب قاصرون من المغرب، بلوغ أوروبا بأي وسيلة. في الوقت نفسه، يمسحون المدينة كأجهزة قياس الزلازل، التي تكشف عن حاضر أكثر احتراقاً، وعن حركات ماضٍ بعيد.
هناك أيضاً "زهرة بوريتي" لجُواو سالافيزا ورينيه نادر مِسورا: يجهد مجتمع "كراهو"، السكان الأصليين في البرازيل، في الدفاع عن أرضه وحياته وناسه، معتمداً أشكالاً مختلفة من المقاومة. هذا كلّه من خلال باتبرو العائدة بالزمن إلى نحو 3 عقود، أي إلى تاريخ أجدادها الأصليين، في قلب الغابات البرازيلية. ناس "كراهو" عانوا اضطهاداً متواصلاً، لكنّهم تابعوا مسيرتهم النضالية، متمسّكين بطقوس أجدادهم، وبحبّهم للطبيعة. أما The Echo، لتاتيانا هويزو، فيعاين أحوال القرية المكسيكية "إيل إيكو"، التي يعتني أطفالها بالماعز، وبكبار السنّ في عائلاتهم. بينما تصارع التربة ضد الجفاف والصقيع، يتعلّم هؤلاء الأطفال التكيّف مع مفهوم الموت والمرض، ومع الحبّ أيضاً، بالصمت والكلمات.