أعلنت منظمة "حملة الشارة الدولية" المعنية بحماية الصحافيين، يوم الثلاثاء، عن وفاة 1060 صحافياً، في 73 دولة حول العالم، جراء إصابتهم بمرض "كوفيد-19" بين مارس/ آذار عام 2020 وإبريل/ نيسان عام 2021، بينهم 9 من مصر و3 من المغرب و2 من الجزائر، وعلى الأقل 1 من كل من كردستان العراق والأردن ولبنان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وأوضحت "حملة الشارة الدولية"، من مقرها في جنيف، أنه من الصعب تحديد سبب العدوى (منزلية أم في العمل)، مشيرة إلى أن أرقامها تقوم على معلومات الإعلام المحلي ونقابات الصحافيين وممثلي حملة الشارة في القارات المختلفة.
لكن "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"، وهي منظمة مصرية غير حكومية، رصدت وفاة 11 صحافياً وصحافية جراء إصابتهم بفيروس كورونا الجديد في مصر، وهم: محمد منير، وعباس الطرابيلي، وملك إسماعيل، ومحمد عاصم القرش، وخالد توحيد، وإسماعيل منتصر، ومحمود رياض، ومحيي الدين سعيد، وسامية زين العابدين، إضافة إلى رانيا جاويش وسيد التوارجي اللذين توفيا خلال الأسبوعين الأولين من إبريل/ نيسان الحالي، ولم يشملهما إحصاء "حملة الشارة الدولية".
ورغم أن كل سيناريوهات الفقد مأساوية، إلا أن واقعة وفاة الصحافي المصري محمد منير قد تكون الأشد. توفي منير في الثالث عشر من يوليو/ تموز الماضي، إثر إصابته بفيروس كورونا الجديد، بعدما ساءت حالته الصحية بعد أيام من إخلاء نيابة أمن الدولة المصرية سبيله في الثاني من الشهر نفسه، وبعد أيام من نشره فيديو يطالب فيه بإدخاله إلى مستشفى للعزل الصحي.
كانت قوات الأمن المصرية قد ألقت القبض على محمد منير في 15 يونيو/ حزيران الماضي، واقتادته إلى جهة غير معلومة، بعد أيام من ترويعه ومحاولة اقتحام منزله في غيابه وتفتيشه وسرقة بعض الأغراض منه، حسبما أعلن سابقاً. بعدها ظهر في نيابة أمن الدولة العليا في "التجمع الخامس"، شرقي القاهرة، حيث وجهت له اتهامات بـ"مشاركة جماعة إرهابية" و"نشر أخبار كاذبة" و"إساءة استخدام موقع التواصل الاجتماعي". وتقرر حبسه 15 يوماً علي ذمة التحقيقات.
اعتقال منير جاء على خلفية المداخلة الهاتفية التي أجراها مع قناة "الجزيرة" القطرية، بشأن غلاف مجلة "روز اليوسف" الذي أثار جدلاً، واعتبرته السلطات المصرية "مسيئاً للكنيسة المصرية"، في يونيو/ حزيران الماضي.
ظل في قسم شرطة الطالبية في محافظة الجيزة، إلى أن شعر بمشاكل صحية، فنقل لإجراء فحص طبي في مستشفى "سجن طرة"، حيث تبينت إصابته بفيروس كورونا الجديد، فتدخلت حينها نقابة الصحافيين المصريين لإخلاء سبيله. ونشر منير مقطعا مصورا على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في 7 يوليو/ تموز الماضي، شكا فيه من سوء حالته الصحية وحاجته إلى جهاز تنفس اصطناعي، مناشداً نقابة الصحافيين مساعدته. نقل إلى مستشفى العجوزة حيث توفي في 13 يوليو الماضي.
وفاة منير ليس سببها غير احتمالين: إما أن الفيروس نُقل إليه في السجن أو المستشفى، أو أنه أصيب به قبل دخول السجن أثناء فترة احتجازه في قسم شرطة الطالبية من دون أن تكتشف إدارة السجن ذلك. وفي الحالتين، فإن وزارة الداخلية تعتبر مسؤولة عما حصل لمنير، فضلاً عن ضلوعها في تعريض المحتجزين الآخرين للخطر.
يشار إلى أن منظمة "كوميتي فور جستس" المستقلة، ومقرها في جنيف، رصدت في تقريرها الصادر في 13 إبريل/ نيسان الحالي، وفاة أكثر من 10 معتقلين داخل مقار الاحتجاز المصرية، جراء سوء الرعاية الصحية قبل انتشار الجائحة. وأشارت إلى أن السلطات المصرية استخدمت الجائحة كسلاح جديد للتنكيل بالمعتقلين لديها.
كما رصد التقرير 101 وفاة داخل مقار الاحتجاز خلال عام 2020. وتوزعت الوقائع المرصودة بين الوفاة نتيجة الحرمان من الرعاية الصحية (89 وفاة)، والوفاة نتيجة سوء أوضاع الاحتجاز (6 وفيات)، ونتيجة التعذيب (خمس وفيات)، وحالة انتحار واحدة. ب
لغ عدد السجون التي صدر قرار بإنشائها بعد ثورة يناير/ كانون الثاني 2011 وحتى عام 2021، 35 سجناً، ليصبح عدد السجون الأساسية في مصر نحو 78 سجناً، وفقاً لـ"الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" التي قدرت عدد السجناء والمحبوسين احتياطياً والمحتجزين في مصر حتى بداية مارس/ آذار الماضي بنحو 120 ألف سجين، بينهم نحو 65 ألف سجين ومحبوس سياسي، ونحو 54 سجيناً ومحبوساً جنائياً، ونحو ألف محتجز لم تتوصل لمعرفة أسباب احتجازهم.