"أناقة إمبراطورية": منسوجات إيران الصفوية في متحف الفن الإسلامي

يكشف معرض "أناقةٌ إمبراطورية: منسوجات من إيران الصفوية"، الذي يقيمه متحف الفن الإسلامي في الدوحة في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل عن مجموعة من المنسوجات الفاخرة النادرة، التي تدلّ على الدور الهام للحرير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية في إيران خلال الحقبة الصفوية بين العامين 1501 و1736.

واعتباراً من 23 أكتوبر المقبل وحتى 20 إبريل/ نيسان 2024، تستضيف قاعة عرض الشيخ سعود في متحف الفن الإسلامي، في إطار مبادرة قطر تُبدِع، وهي حركة ثقافية وطنية على مدار العام ترعى وتروّج وتحتفي بالأنشطة الثقافية في قطر.

وكان المتحف الوطني للفنون الآسيوية، التابع لمؤسسة سميثسونيان، قد وضع تصوراً لمعرض أناقةٌ إمبراطورية: منسوجات من إيران الصفوية، واستضافه في العاصمة الأميركية واشنطن في إطار العام الثقافي قطر – الولايات المتحدة الأميركية 2021.

ويُنظم المعرض بإشراف نيكوليتا فازيو، القيّم الفني في متحف الفن الإسلامي، وذلك من خلال التوسع في المفهوم الأصلي للمعرض الذي نظمته مؤسسة سميثسونيان سابقاً.

ويضم مجموعة واسعة من التحف بلغت أكثر من 100 قطعة اختيرت من مجموعة متحف الفن الإسلامي ومتاحف قطر الدائمة، وقطعاً فنية مُعارة من مكتبة قطر الوطنية، بالإضافة إلى 20 قطعة من منسوجات البروكار الحريري النفيس، و12 سجادة تعود إلى الحقبة الصفوية.

ونظراً للدور القوي الذي لعبته هذه المنسوجات كوسائط تجسد الأفكار الفنية الحديثة وقتذاك، والتي حفزت مبدعيها على تبني لغة بصرية جديدة، فقد كانت من بين أكثر السلع الفاخرة تداولاً في جميع أنحاء العالم. كما يزدان المعرض بمجموعة من أربع صور زيتية بالطول الكامل تقدم لمحة عن التنوع السكاني الذي تميزت به عاصمة الإمبراطورية الصفوية.

وأُضيفت جزئية جديدة إلى سردية المعرض، بهدف عرضه في متحف الفن الإسلامي، لتشمل قسماً يركز على تصاميم الأزياء المعاصرة. وقد قام مركز قطر الإبداعي للابتكار وريادة الأعمال في مجالات الأزياء والتصميم (M7)، بتكليف فنانين محليين تصميم أزياء مستوحاة من المنسوجات التي يقدمها المعرض. ويشرف على هذا الجزء من المعرض القيّم الفني في متحف الفن الإسلامي، تارا ديجاردان.

ويبدأ المعرض بتقديم السياق الجغرافي والتاريخي الذي سَنَّ فيه حاكم الإمبراطورية الشاه عبّاس احتكار الحرير وأطلق صناعة المنسوجات الممولة من الدولة، فيما يركز الجزء الثاني على أصفهان التي كانت عاصمة الإمبراطورية وقلبها التجاري في ذلك الوقت.

علوم وآثار

التحديثات الحية

اليابان تؤجل إطلاق مهمتها للقمر "مون سنايبر" للمرّة الثالثة

أمّا الجزء الثالث فيستكشف فنون وممارسات التمثيل الذاتي في المجتمع الصفوي من خلال الأزياء، وربط المنسوجات التاريخية بالرسوم التوضيحية واللوحات المعاصرة لها. بينما يشكل القسم الرابع والأخير "شغف الأزياء"، نقطة وصل بين الماضي والحاضر من خلال تقديم مجموعة مختارة من القطع والملابس وحقائب اليد كُلّف بها مصممون مقيمون في قطر واستوحوا تصميماتها من المنسوجات الصفوية في مجموعة متحف الفن الإسلامي.

وفي بيان من متاحف قطر، قالت رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، إنّ "إقامة معرض أناقة إمبراطورية في العاصمة واشنطن علامة بارزة في فعاليات العام الثقافي قطر – أميركا 2021، ومثال ساطع عن قدرة التبادل الثقافي على مد جسور التواصل بين الشعوب وتعزيز التفاهم المشترك بينها. وما كان لشيء آخر أن يأتي بثمار أفضل، لأن التبادل الثقافي هو موضوع هذا المعرض فائق الروعة".

وقالت مديرة متحف الفن الإسلامي، جوليا غونيلا: "يضيء المعرض على فترة مهمة من التاريخ الإيراني، اكتسبت إيران خلالها هوية بصرية غاية في التميز. وتمثل الأعمال الفنية التي أنتجت في إيران الجزء الأكبر في مجموعة متحف الفن الإسلامي".

وتأتي إقامة المعرض بعد أكثر من عام على إعادة افتتاح متحف الفن الإسلامي أبوابه للجمهور في حلته الجديدة، بعد مشروع واسع النطاق لتحسين مرافقه وإعادة تصور وتركيب قاعات عرض مجموعته الدائمة.