يُطمئِن غلافُ العدد الأخير (يناير/ كانون الثاني 2021) للمجلة السينمائية الفرنسية "بروميير" مشاهدي الأفلام ومتابعي قضايا السينما. العام المنصرم مليءٌ بخضّات وارتباكات وتعطيل، تصنع قلقاً وتشاؤماً ومخاوف. مشاريع كثيرة تتوقّف. مهرجانات عدّة تتحوّل إلى الرقميّ. منصّات تتّسع مساحة انتشارها، و"أوسكار" يوافق على مشاركة أفلامٍ معروضة عليها (المنصّات) للتنافس على جوائز النسخة الـ93 لجوائزه (25 إبريل/ نيسان 2021).
المتغيّرات كثيرة. المُقبل من الأيام مفتوحٌ على احتمالات وتساؤلات. "بروميير" تمنح قرّاءها تفاؤلاً وراحة، منبَثِقَين من وفرة أفلامٍ مُنتظَرة، إذْ يقول غلاف عددها الأخير هذا إنّ هناك 117 فيلماً "ستحضر في العام الجديد"، من "جيمس بوند" إلى "كاملوت"، مروراً بـ"ماتريكس 4". عنوان الغلاف يدعو القرّاء/ المشاهدين إلى "اكتشاف الأفلام كلّها، الأكثر إثارة للمُشاهدة في الصالات".
الغلاف يقول إنّ هناك وفرة في عدد الأفلام، وإنّ هناك مُشاهدة ستحصل في الصالات. تفاؤل وراحة سيتأكّدان فعلياً في يوميات العام الجديد، مع أخبارٍ عن تفشّي سلالة ثانية من كورونا، واستمرار إغلاق المرافق العامة في أوروبا وغيرها. تفاؤل وراحة يصطدمان بتأثيراتٍ سلبية، موغلة في أحوال أناسٍ وبلدان، فيبدوان على غلاف "بروميير" كأنّهما متنفّس، ولو متواضعاً، في مناخٍ عابقٍ بالاضطرابات والتمزّقات والفوضى والخراب والآلآم.
صحيحٌ أنّ أفلاماً عدّة جاهزة لعروض تجارية قبل تفشّي كورونا، وبعضها غير منتهٍ تصويرها بسبب كورونا. صحيحٌ أنّ أفلاماً تنتقل، في زمن كورونا، من مشاريع معطّلة إلى أفلامٍ تنتظر مهرجانات وصالاتٍ. لكنّ "بروميير" تنتظر عام 2021 بـ"إثارة غير معتادة"، مفضّلة تناول 117 فيلماً (معلومات وصُور عن كلّ واحدٍ منها، مع حوارات متفرّقة مع بعض صانعيها) "ستصنع أياماً جميلة للسينما وصالاتها في هذه الأشهر المقبلة"، كما في افتتاحية غايل غولان (رئيس التحرير)، الذي يستخدم تعبير "طرد الأرواح الشريرة" في سياق دعوته إلى مواجهة عام 2020، بالاعتماد على الحالة الجديدة المنتَظَرة، و"نسيان" كورونا، مُنبّهاً ـ في الوقت نفسه ـ إلى أنّ الوباء لا يزال موجوداً، "فلنضع الأقنعة" دائماً.
التفاؤل والراحة مهمّان. تريد "بروميير" انتقالاً هادئاً من عامٍ قاسٍ إلى عامٍ يتمنّى كثيرون أنْ يكون أفضل، أو بحسب رئيس تحريرها: "الأجمل والأكثر سينيفيلية من الأعوام السابقة". يقول أيضاً إنّ الوباء غير متمكّن من تسديد "ضربة قاضية" على السينما، لكنّه قادرٌ على "منعنا من ممارسة طقوسنا"، وهذا دافعٌ للمجلة إلى دعوة قرّائها إلى "لقاء على الضفة الأخرى، عام 2021، حيث نستمرّ في الاهتمام بكلّ الأفلام، تلك التي تُضحِك وتُبكي وتهزّ، وتلك التي ترسم المستقبل وتنظر إلى الماضي".
ملفٌ يمنح المهتمّ لحظات هادئة، ويحثّه على انتظار متفائل لمقبلٍ من أيامٍ، يرغب كثيرون في أنْ تكون أجمل من السابق، حياتياً وسينمائياً.