اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب شخصيات من عالم الإعلام والتكنولوجيا للانضمام إلى إدارة ولايته الثانية. وقد عيّن أخيراً الجرّاح محمد أوز الذي اكتسب شهرته بفضل برنامجه التلفزيوني "دكتور أوز شو"، مديراً لبرنامج التأمين الصحي العمومي العملاق.
وقال الرئيس المنتخب في بيان إنّ "الولايات المتحدة غارقة في أزمة صحة عامة وما من طبيب مؤهل أكثر من الدكتور أوز لكي يعيد لأميركا صحّتها". وأكّد ترامب أنّ هذا التعيين "سيؤدّي أيضاً إلى تقليل الهدر والاحتيال في الوكالة الحكومية الأكثر كلفة في بلادنا".
وأوز المولود قبل 64 عاماً لأبوين مهاجرين تركيّين، حقّق نجّاحاً باهراً في عالم التلفزيون لدرجة أنه حاز نجمة على "ممشى المشاهير" في هوليوود. بالمقابل، فشل هذا الجرّاح في دخول عالم السياسة من بوابة الانتخابات بعدما ترشّح في 2022 بدعم من ترامب لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا.
وسارع معارضو الملياردير الجمهوري إلى انتقاد قراره تعيين هذا النجم التلفزيوني في منصب حسّاس كهذا. وهذا ليس أول تعيين من نوعه يقدم عليه ترامب، إذ سبق لقطب العقارات ونجم تلفزيون الواقع السابق أن اختار مقدّم البرامج السابق في شبكة فوكس نيوز بيت هيغسيث لتولّي منصب وزير الدفاع، في قرار لقي انتقادات حادّة. وتعليقاً على اختياره أوز وهيغسيث، قال النائب الديمقراطي جيم هايمز "نحن بصدد أن نصبح أول برنامج لتلفزيون الواقع في العالم لديه أسلحة نووية".
ويدين الدكتور أوز بشهرته إلى الأيقونة التلفزيونية الأميركية أوبرا وينفري التي استضافته في برنامجها باعتباره خبيراً في مطلع العقد الأول من القرن الحالي. لكنّ توصياته الصحية التي تتخلّلها أحياناً عبارات مثل "سحر" و"معجزة"، أثارت انتقادات من زملاء له، كما اتّهمه آخرون بالترويج لعلاجات أو مكمّلات غذائية غير فعّالة وربّما خطرة، ولا سيّما نصائحه المتعلّقة بكوفيد.
من فوكس نيوز إلى الدفاع
قبل أوز إذاً، سبق أن اختار ترامب مذيع شبكة فوكس نيوز اليمينية بيت هيغسيث، لمنصب وزير الدفاع. وبيت هيغسيث هو مذيع في "فوكس نيوز" ومن قدامى المحاربين، إذ خدم جندياً في الجيش الأميركي في العراق وأفغانستان. وانتقد نهج إدارة بايدن تجاه الأمن القومي ووصفه بالضعيف، كما كتب كتاباً يصف قيادة الجيش بأنها أكثر تركيزاً على التنوع من مواجهة التهديدات العالمية. وقد شجّع هيغسيث ترامب بشكل بارز على منح العفو والإعفاءات في قضايا جرائم الحرب البارزة، على الرغم من اعتراضات البنتاغون، كما دعا إلى نهج "أكثر قوة" لإدارة الجيش الأميركي.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن هيغسيث حافظ على علاقات وثيقة مع دونالد ترامب منذ فترة طويلة، واستمر الرئيس السابق في الثناء عليه ومشاهدة قناة فوكس نيوز حتى مع انتقاده للشبكة ككل. ولم يكن اختيار ترامب له متوقعاً، وقد وصفه بأنه "قوي وذكي ومؤمن حقيقي بمبدأ أميركا أولاً"، وأضاف: "مع وجود بيت على رأس وزارة الدفاع، سيكون أعداء أميركا على علم، وسيعود جيشنا عظيماً مرة أخرى، ولن تتراجع أميركا أبداً". ولا يزال يتطلب شغل هذا المنصب موافقة مجلس الشيوخ.
إيلون ماسك طبعاً
كما كلّف دونالد ترامب إيلون ماسك والمرشح الرئاسي الجمهوري السابق فيفيك راماسوامي بقيادة وزارة جديدة لكفاءة الحكومة. وقال ترامب في بيان: "معاً، سيمهد هذان الأميركيان الرائعان الطريق لإدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية، وتقليص اللوائح الزائدة، وخفض النفقات الباهظة، وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية". وكان ترامب قد اقترح إنشاء لجنة الكفاءة الحكومية باعتبارها جزءاً من قائمة الخطط الاقتصادية الجديدة التي كشف عنها في أوائل سبتمبر/أيلول. وفي ذلك الوقت، قال إن ماسك وافق على قيادتها في حال ضمان عودته إلى البيت الأبيض.
وأيّد ماسك دونالد ترامب بقوة وتبرّع بـ118 مليون دولار لدعم حملته لولاية ثانية، وأطلق هبة يومية قيمتها مليون دولار للناخبين المسجلين في الولايات المتأرجحة. وقد دافع عن اختياره في حسابه على "إكس" الذي يتابعه 203 ملايين شخص. وهو معروف بالدفع بنظريات المؤامرة المناهضة للهجرة والدعاية اليمينية، كما شكّك في نزاهة الانتخابات منسجماً مع خطاب ترامب ومناصريه.
ويعتبر ماسك الوجه الأبرز في عالم التكنولوجيا، خصوصاً بعد شرائه منصة إكس (تويتر سابقاً)، إلى جانب استثماراته الضخمة في عالم السيارات الكهربائية عبر شركة تسلا، والفضاء. إذ أسّس عام 2001 شركة سبايس إكس التي تركّز بشكل أساسي على تصنيع الطيران والنقل الفضائي لهدفَين: الأول هو تقليل تكاليف النقل الفضائي والثاني استعمار المريخ. وتدريجياً توسع دور الشركة فباتت الأولى في عالم الأقمار الصناعيّة المزوّدة لخدمة الإنترنت ستارلينك.