شكّل عشرات الإعلاميين السوريين، الخميس، جسماً إعلامياً جديداً في محافظة إدلب الخارجة عن سيطرة النظام السوري، تحت اسم "رابطة الإعلاميين السوريين"، لتنظيم العمل الإعلامي وحماية حقوق الصحافيين وتدريبهم وتطوير خبراتهم.
وجاء التشكيل بعد أكثر من سنتين من الإعداد، وفق ما أفاد به عضو مجلس إدارة الرابطة عمر حاج أحمد لـ"العربي الجديد"، موضحاً أن حملات القصف التي شنّتها قوات النظام وروسيا على المنطقة أخّرت إطلاق "رابطة الإعلاميين السوريين".
وأضاف حاج أحمد أنّ النظام الداخلي للرابطة أقر، بعدما أعده خبراء سوريون وعرب ودوليون في مدينة إدلب، بمشاركة 216 عضواً، وهم صحافيون وناشطون من محافظات إدلب وحلب وحماة واللاذقية وحمص ودمشق ودرعا، انتخبوا أعضاء مجلس إدارة وأعضاء مجلس للرابطة.
وأكد أن الرابطة جسم مستقل لا يتبع لأي جهة سياسية أو مدنية أو عسكرية، مشيراً إلى أنها ممولة من بعض الأعضاء، لكنّها ستسعى مستقبلاً إلى إقامة شراكات مع منظمات إعلامية عربية وأجنبية.
وأشار إلى أن تمركز الجهات التي تنظّم العمل الإعلامي السوري خارج البلاد أبعدها نوعاً ما عن معاناة صحافيي الداخل، وهذا كان أحد الأسباب التي دعت إلى إطلاق الرابطة.
وأوضح أن عدد الأعضاء الحالي جاء بعد فتح باب الانتساب لأقل من شهر، ثمّ إغلاقه مؤقتاً بسبب الأعمال التنظيمية وتشكيل المكاتب الإدارية وانتخاب أعضاء مجلس الإدارة واختيار الرئيس ورؤساء المكاتب.
ورحب رئيس "نادي الصحافيين السوريين" الذي يتخذ من مدينة غازي عنتاب التركية مقراً له، عبد العزيز العذاب بإطلاق الرابطة، مشيراً في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن تعدّد الأجسام الصحافية أمر صحي.
ولفت العذاب إلى أن تشكيل النادي جاء خدمة للصحافيين، وأي جهد آخر يخدمهم مرحب به، ولا مانع من كون أي صحافي موجوداً في أي جسم، أو ترك جسم والالتحاق بآخر، والبحث عن المكان الذي يوفّر له الحماية والاستقرار. وبيّن أن مؤسسات عدة تعنى بالإعلاميين السوريين شكّلت أخيراً "مجلس الإعلام السوري"، وتركت باب الانضمام مفتوحاً للجهة التي تتوفر فيها الشروط والمعايير المحددة، و"هذا إقرار بالاعتراف بالآخر وحق أي جهة بتشكيل المزيد من المؤسسات، إذا كان هدفها حماية الصحافيين".
بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011 وخروج مناطق شاسعة عن سيطرة النظام، بدأ صحافيون وناشطون مدنيون بتوثيق أحداثها، ومع مرور السنوات تحوّل معظمهم إلى محترفين، منهم من التحق بكبرى وسائل الإعلام العربي والأجنبية، ومنهم من اعتقل في سجون النظام أو الفصائل والتشكيلات العسكرية الأخرى.
وبسبب كثرة العاملين في هذا المجال أصبح من الضروري وجود جهات تنظم عملهم، وتعمل على حمايتهم وتدريبهم، ومن أبرز هذه الجهات "رابطة الصحافيين السوريين" و"نادي الصحافيين السوريين" و"اتحاد الإعلاميين السوريين".
لكن يبقى التحدي الأكبر على الجسم الجديد وجوده في منطقة خاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام، التي لها تاريخ حافل باعتقال وقتل الإعلاميين والتضييق عليهم، وتقييد العمل الصحافي وفرض شروط صارمة لممارسته في مناطق سيطرتها.