تنطلق غداً الأحد الدورة السادسة من مهرجان أيام فلسطين الثقافية تحت شعار "المقاومة الثقافية" على المسرح الوطني اللبناني، في مدينة صور جنوبي البلاد. تنظم المهرجان جمعية تيرو للفن ومسرح إسطنبولي، وتتخلله عروض مسرحية وسينمائية وموسيقية، ومعارض للفنون التشكيلية والأشغال اليدوية.
وقال مؤسس المسرح الوطني اللبناني الممثّل والمخرج قاسم إسطنبولي، لـ"العربي الجديد"، إن هذه الدورة مهداة لفلسطين. وأضاف: "نحن نقاوم بالثقافة والمسرح... هذه الفعالية ليست وليدة الساعة، فنحن ندأب منذ سنوات على إقامة نشاطات مماثلة كي لا ننسى القضية التي استشهد من أجلها ولا يزال الكثيرون". ورأى إسطنبولي أن "الفنان مرآة الناس، وعليه أن يناصر الحق ويقف بوجه الظالمين".
بعد بدء العدوان الإسرائيلي على غزة عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذها المقاومون الفلسطينيون في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعاد قاسم إسطنبولي تقديم مسرحيته "قوم يابا"، وهي من تأليف الأديب الفلسطيني سلمان ناطور، وسينوغرافيا الإسبانية آنا سندريرو ألفاريز، وأداء وإخراج إسطنبولي.
وتتناول المسرحية قصصاً حقيقية عاشها الشعب الفلسطيني من قبل عام 1948 ولغاية يومنا الحاضر، من خلال علاقة أب بابنه الذي يسرد له حكايا الوطن واللجوء والمقاومة. وقد عرضت المسرحية في دول عربية عدة وفي أوروبا وجنوب أميركا.
وحاز إسطنبولي من خلالها على جائزة أفضل ممثل في مهرجان "عشيّات طقوس" في الأردن عام 2013، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان المنصورة المسرحي عام 2023 .
اختيرت جمعية تيرو للفنون كأحد المرشحين النهائيين لجوائز الشباب العالمية عن فئة قيادة الإبداع في لندن لهذا العام.
كانت جمعية تيرو للفنون ومسرح إسطنبولي قد نظما أسبوع السينما الفلسطينية تضامناً مع غزة في المسرح الوطني اللبناني في مدينتي صور وطرابلس بين 7 و11 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، وعرضا مجاناً أفلام روائية ووثائقية، منها "ليس لهم وجود" للمخرج مصطفى أبو علي، و"المتبقي" للمخرج سيف الله داد رواية الكاتب غسان كنفاني، و"الزمن الباقي" للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، و"جنين جنين" للمخرج محمد بكري، و"ناجي العلي" للمخرج عاطف الطيب، و"الجنة الآن" للمخرج هاني أبو أسعد، و"عرس الجليل" للكاتب والمخرج ميشيل خليفي. وأكد إسطنبولي حينها "ضرورة المقاومة الثقافية في وجه الظلم والاستبداد، وأن تلعب الفنون دورها في توصيل صوت الناس والحقيقة للعالم".
يذكر أن فعاليات فنية وثقافية تقام في لبنان منذ الشهر الماضي تضامناً مع غزة والفلسطينيين. على سبيل المثال لا الحصر، نظّم "نادي لكلّ الناس" و"مسرح المدينة" فعالية عنوانها "غزّة في القلب" خلال الشهر الحالي، تضمّنت عرض مسرحية "ألاقي زيّك فين يا علي" لرائدة طه، وثلاثة أفلام هي: "3000 ليلة" لمي المصري، و"نشيد الحجر" لميشيل خليفي، و"ليلى والذئاب" لهيني سرور. ونظم "مسرح زُقاق" البيروتي نشاطاً ثقافياً تحت عنوان "يوم لفلسطين"، تضمّن عرض فيلم "إن شئت كما في السماء" لإيليّا سليمان، ولقاء حواري مع نصري الصايغ عنوانه "كيف وصلنا إلى هنا؟"، ومسرحية "غزال عكّا" لرائدة طه، ووقفة غنائية وموسيقية مع سلوى جرادات وحسام حوّا.