بعد أيام من تداول أنباء غير رسمية على شبكات التواصل الاجتماعي عن اعتقال أصحاب قنوات إخبارية خاصة على تطبيق تيليغرام، أكد الأمن السيبراني للحرس الثوري الإيراني الخبر، متهماً الموقوفين بنشر "وثائق سرية".
وذكر موقع "غرداب" التابع لقيادة الأمن السيبراني للحرس الثوري الجمعة، أن استخبارات الحرس "بعد مجموعة إجراءات فنية واستخباراتية استمرت لأشهر عدة" تمكنت من اعتقال مدراء قنوات "نيمه محرمانه" (نصف سرية)، و"سرائر"، و"سايه نويس" (الكتابة في الظل).
وعزت اعتقال هؤلاء إلى "نشر وثائق سرية والتشويش على الرأي العام".
وكتب موقع "غرداب"، في تقرير، أن المعتقلين "كانوا يسعون إلى كسب ثقة المتلقين من خلال نشر وثائق سرية، ثم بث الخلاف والفرقة بين مسؤولي البلاد عبر نشر أخبار انتقائية كاذبة".
وأضاف المصدر الخاص بالموقع أن المعتقلين هم ثلاثة أشخاص "قاموا خلال فترة نشاطهم بممارسة هذه التصرفات من خلال شبكة تيليغرام مستغلين الثغرات القانونية الموجودة في إدارة الفضاء الافتراضي في البلاد".
وطالب المصدر الأمني، وسائل الإعلام الإيرانية بـ"تجنب التكهنات حول الملف"، واعداً بنشر المزيد من الأخبار عنه لاحقاً.
من جهته، شكر النائب المحافظ مالك شريعتي استخبارات الحرس الثوري الإيراني في تغريدة على "الخطوة الحازمة" في إشارة غير مباشرة إلى اعتقال هؤلاء، معرباً عن أمله في نشر تقرير حول أسمائهم "خاصة الآمر في هذه الحلقة الخطيرة". واتهم شريعتي المعتقلين و"حماتهم بنشر ميكروب الخلاف في البلاد خصوصاً بين المسؤولين".
ضمن تشکر از اقدام قاطع حفاظت سپاه، امیدوارم بزودی گزارش اسامی افراد عامل و خصوصا آمر این حلقه خطرناک، سوابق فعالیتها وعناصر حامیشان در مراکز مهم دارای دسترسی به اطلاعات حساس که میکرب اختلاف در کشور را بویژه میان مسئولان پخش میکردند، برای مردم #شفاف و برای دیگران مایه عبرت شود. pic.twitter.com/Kx8an5DOYf
— مالک شریعتی (@malekshariati) June 15, 2022
وتمتلك القنوات الثلاث، عشرات آلاف المتابعين، وكانت متخصصة بنشر ما تسميه "أخباراً وتقارير وثائق خاصة" من وراء الكواليس في المؤسسات الإيرانية الحاكمة. كما وصفت قنوات مقربة من الحرس المعتقلين بأنهم "الصندوق الأسود لتيليغرام". وآخر ما نشرته هذه القنوات كان عما وصفته بأنه "تلاسن كلامي" بين عضوين من مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، وهي مؤسسة سيادية خلال بحث تطورات الاتفاق النووي في ضوء التوترات الجديدة بشأن هذه الملف.
وذكرت هذه القنوات أن الأمين السابق لمجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي (محافظ) قد اقترح انسحاب طهران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، لكن اقتراحه هذا واجه معارضة قوية من الرئيس السابق للبرلمان الإيراني علي لاريجاني.
ولاحقاً، نفى مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني صحة وقوع "تلاسن كلامي" بين الرجلين، قائلا إنه "لم يحصل أي حوار بين الأعضاء مع البعض حول هذا الموضوع"، أي الانسحاب الإيراني من المعاهدة.
وفي الإطار نفسه، انتشرت الخميس أنباء غير مؤكدة على وسائل إعلام وحسابات افتراضية مقربة من الحرس الثوري الإيراني عن اعتقال الناشط السياسي الإعلامي المحافظ علي قلهكي المقرب من الأوساط الحاكمة المحافظة.
يذكر أن السلطات الإيرانية كانت قد حظرت منصة تيليغرام عام 2018 بأمر قضائي لكنها لا تزال تعتبر من شبكات التواصل الاجتماعي الأكثر رواجاً وشعبية في البلاد رغم حظرها. وتنشط عبرها الكثير من المؤسسات الرسمية ووكالات الأنباء الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية وغير الرسمية.