يبدو طبيعياً الابتعاد عن النمط الغذائي أمام كافة المغريات المتوافرة في الأعياد، حتى بالنسبة إلى من يتبع حمية ويسعى إلى خفض وزنه أو الحفاظ عليه. وبالنسبة إلى اختصاصية التغذية، مايا شبارو، لا يبدو هذا من الأخطاء الكبرى.
ففي اجتماعات العائلة والأصدقاء يجد الكل نفسه عاجزاً عن المقاومة، ويزيد الاندفاع للأكل من دون ضوابط أو حرمان. لكن مع انتهاء هذا الفترة لا يمكن الاستمرار بالنمط نفسه وبالعادات الخاطئة المتبعة.
ليس ضرورياً اتباع حمية بعد موسم الأعياد. فهذه الفكرة يمكن أن تنعكس سلباً على الشخص وتكون لها نتيجة معاكسة لدى البعض بسبب فكرة الحمية التي لا تبدو جذابة. يبدو الوضع أكثر سوءاً بعد، بحسب شبارو، في ظروف وباء كورونا التي زادت من حدة التوتر لدى الجميع، بشكل يصعب معه تحمل المزيد من الضغوط.
"في مثل هذه الظروف يصعب الخضوع لحمية صارمة لاعتبارها قد تزيد من حدة التوتر. يضاف إلى ذلك أن الحمية الصارمة قد تتسبب بانخفاض معدل المناعة في الجسم، ما لا يعتبر مناسباً أبداً في هذه المرحلة التي نحتاج فيها إلى تقوية جهاز المناعة في مواجهة الوباء"، تقول شبارو.
قد تكون الحمية حلاً بإشراف اختصاصية تغذية. لكن ماذا في حال الخضوع لها بطريقة عشوائية؟ من الطبيعي أن تتأثر المناعة سلباً عندها ويزيد ذلك خطر الإصابة بالأمراض ومنها "كوفيد-19"، خصوصاً في حال اتباع حمية صارمة بهدف خفض الوزن سريعاً. لذلك يُنصح بالعودة تدريجاً إلى نمط الحياة المتوازن السابق، كما قبل الأعياد.
تدعو شبارو هنا إلى القيام بتغييرات في العادات الغذائية المتبعة تساعد على استعادة الرشاقة تدريجيًا مثل الابتعاد عن الطعام المقلي وتجنب الأطعمة الدسمة، ومنها الجبنة الصفراء والزبدة والسمنة والمايونيز وتجنب اللحوم المصنعة والحلويات التي تم الإكثار من تناولها حكماً في فترة الأعياد، والحد من تناول الزيتون.
كما من الضروري الحرص على تناول الوجبات الغذائية الأساسية وعدم إهمال أي منها، على أن تحتوي على اللحوم (دجاج، سمك، لحم أحمر) كمصدر للبروتينات التي تساعد على بناء العضلات في الجسم، علماً أن الأسماك، كالتونا مثلاً، هي من الأطعمة الممتازة لاستعادة الرشاقة.
ويُنصَح بتناول الحليب ومشتقاته من ألبان وأجبان سواء كانت كاملة الدسم أو قليلة الدسم كمصادر للكالسيوم الضروري للجسم في كافة الأوقات، وبشكل خاص في هذه المرحلة، لاعتباره يساعد على امتصاص الفيتامين "د" الذي ينصح به حالياً لمقاومة فيروس كورونا.
لاستعادة الرشاقة بعد موسم الأعياد والتخلص من الكيلوغرامات القليلة التي يمكن أن تكون قد تكدست خلال هذه الفترة ليست الحمية ضرورية، بل يبدو اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على أطعمة من مختلف المجموعات الغذائية واتباع عادات غذائية صحية، السر الوحيد لتحقيق الهدف والحفاظ على الرشاقة للمدى البعيد.
أما الحمية فلا يُحبَّذ الاعتماد عليها مع انتشار الوباء، خصوصاً إذا كانت صارمة، لأن الجسم بأمس الحاجة حالياً لكافة المكونات الغذائية اللازمة لدعم المناعة وتقويتها.