أعلنت "أوبن إيه آي"، الأربعاء، أن مؤسسها المشارك، سام ألتمان، سيعود إلى منصب الرئيس التنفيذي للشركة، بعد أيام من إقالته من جانب مجلس الإدارة، فيما كانت "مايكروسوفت"، التي لم تشفَ جراح استحواذها على "أكتيفيجن بليزارد" بعد، جاهزة لاستقبال المئات من موظفي "أوبن إيه آي".
وكانت الشركة قد أقالت ألتمان الجمعة الماضي، في خطوة فاجأت وادي السيليكون، حيث كان رجل الأعمال البالغ 38 عاماً يُعتبر من الشخصيات الرائدة في قطاع يواجه تحديات كبيرة، وهو الذكاء الاصطناعي.
وبحسب وسائل إعلام أميركية، اتّهم مجلس إدارة الشركة سام ألتمان بإعطاء أولوية للتطور السريع لـ"أوبن إيه آي"، الشركة التي ابتكرت برنامج تشات جي بي تي ChatGPT، من دون تخصيص وقت لتحليل المخاطر المرتبطة بذلك، قبل أن تتراجع الشركة عن قرارها أخيراً وتعيده إلى منصبه.
"مايكروسوفت" جهّزت كل شيء
رداً على إقالة سام ألتمان، وقّع نحو 700 من أصل 770 موظفاً في الشركة الناشئة التي تتخذ كاليفورنيا مقراً لها، رسالة يهددون فيها بترك الشركة إن رفض مجلس الإدارة الاستقالة.
في أثناء ذلك، كانت "مايكروسوفت" تستعد للترحيب بالمئات من موظفي "أوبن إيه آي" في مكاتبها في سان فرانسيسكو قبل عودة سام ألتمان إلى منصبه، وفقاً لتقارير من شبكة CNBC وموقع "أكسيوس".
وبدأت شركة التكنولوجيا العملاقة، التي استثمرت أكثر من 10 مليارات دولار في شركة الذكاء الاصطناعي، ويُقال إنها تمتلك 49 في المائة منها، في توفير مساحة لموظفي "أوبن إيه آي" في مكاتبها في سان فرانسيسكو، التي لا تبعد سوى 10 دقائق بالسيارة عن المقر الرئيسي لـ"أوبن إيه آي".
وأورد "إكسيوس" عن مصدر مطلع أن الشركة أعدّت أجهزة كمبيوتر محمولة ومجموعات تدريب حتى يتمكن الموظفون من الانضمام إليهم ومواصلة عملهم على الفور.
وقال مدير التكنولوجيا التنفيذي بشركة مايكروسوفت، كيفن سكوت، في منشور على "إكس" الثلاثاء، إن "مايكروسوفت" "ستطابق" تعويضات موظفي "أوبن إيه آي" المستعدين للانضمام إلى الشركة.
أرخص صفقة استحواذ لـ"مايكروسوفت"؟
لولا إعادة ألتمان إلى منصبه، لظفرت "مايكروسوفت" بأرخص صفقة استحواذ عملاقة، من دون الحاجة إلى مجهود أو إجراءات قانونية لا تزال تعيش آثار متاعبها. ومن دون أي جهود، فتحت "مايكروسوفت" باب التوظيف لسام ألتمان ومسؤولين سابقين كُثُر في "أوبن إيه آي" إذا ما اختاروا ترك الشركة.
ويؤكد ميغيل فييرو، أحد المسؤولين في "مايكروسوفت"، أنّ الرئيس التنفيذي، ساتيا ناديلا، التزم توظيف كل موظفي "أوبن إيه آي" الذين قرّروا الاستقالة. ويعني ذلك، لو تمّ وقتها، الاستيلاء على القوى الفاعلة في "أوبن إي آي" من دون قلق بشأن الحصول على موافقة الجهة التنظيمية.
ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن كارولينا ميلانيسي من شركة كرييتف إستراتيجيز: "لو حاولت مايكروسوفت شراء أوبن إيه آي، لما حصلت على موافقة من هيئات المنافسة".
ووصف نائب مدير مركز الأعمال وحقوق الإنسان في جامعة نيويورك ستيرن، بول باريت، هذه المستجدات بأن "مايكروسوفت أنجزت أرخص عملية استحواذ على الإطلاق".
الاستحواذ على موظفي "أوبن إيه آي"... هل كان حلماً قصيراً؟
أعلن ألتمان عودته إلى منصب الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" صباح الأربعاء الماضي عبر حسابه في "إكس"، بعد "التوصل إلى اتفاق" مع الشركة.
وكتب ألتمان أن هذا القرار جاء "بدعم" من مدير "مايكروسوفت"، وأنه سيواصل البناء على شراكة "أوبن إيه آي" القوية مع الشركة.
وقد تكون إقالة ألتمان مسرحية لاستحواذ سهل ورخيص، وقد تكون مجرّد استغلال لأزمة "أوبن إيه آي"، سارعت "مايكروسوفت" إلى استثمارها، لكن في كلتا الحالتين قد تكون هذه الجهود ذهبت سدى، أو أقله هذا ما يظهر على السطح من التقارير الإخبارية، في ظل غموض يلفّ ما جرى حقاً في الأيام الأخيرة في أروقة "أوبن إيه آي".