انطلقت مساء السبت في قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي وسط العاصمة التونسية، الدورة الـ33 لأيام قرطاج السينمائية التي تتواصل فعالياتها حتى 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022.
وحضر حفل الافتتاح عدد من النجوم من العالم العربي وأفريقيا، أبرزهم هالة صدقي وبشرى من مصر، ومنى واصف وعبد المنعم عمايري من سورية، بينما غاب كل من دريد لحام وغادة عبد الرازق، رغم إعلان اللجنة المنظمة للمهرجان حضورهما. كذلك غاب نجوم الصف الأول في السينما التونسية والعربية، أي هند صبري ودرة وظافر العابدين.
وافتتحت المهرجان المديرة العامة للدورة سنية الشامخي التي أكدت البعد العربي والأفريقي لهذه الفعالية التي تسعى منذ تأسيسها عام 1966 لنشر سينما الجنوب وتقديمها للجمهور التونسي والعربي، مشيرة إلى أن هذه الدورة أولت القضية الفلسطينية مكانة خاصة، من خلال الاحتفاء بالأفلام السينمائية التي تناولت القضية.
من ناحيتها، عبّرت وزيرة الشؤون الثقافية التونسية حياة قطاط القرمازي عن أهمية المهرجان في تجسير العلاقة بين الفاعلين السينمائيين في الضفة الجنوبية للمتوسط، لتعلن الانطلاق الرسمي للمهرجان.
كذلك شهد حفل الافتتاح تكريم عدد من السينمائيين الراحلين، وأهمهم الممثل التونسي هشام رستم والمخرجة التونسية كلثوم برناز، لتنطلق بعدها العروض مع فيلم الافتتاح "فاطمة السلطانة التي لا تنسى" للمخرج المغربي محمد عبد الرحمن التازي، وهو فيلم يتناول حياة عالمة الاجتماع والناشطة النسوية المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي.
لكن حفل الافتتاح لم يمرّ من دون انتقادات، وجهها بعض النقاد التونسيين الذين استهجنوا اعتماد اللغة العربية فقط في الحفل من دون توفير ترجمة فورية للمشاركين من غير العرب من الدول الأفريقية والغربية.
أما وصول الفنانين إلى السجادة الحمراء، فلم يخلُ من الرسائل والجدل. فقد ارتدى عدد من النجوم، بينهم الممثلة التونسية فاطمة سعيدان، وعائلة المخرج التونسي عصام بوقرة، ملابس تحمل صورة المخرج الشاب، مطالبين بالإفراج عنه بعدما قضى أكثر من عام في السجن من دون محاكمة، بسبب اتهامه باستهلاك القنب الهندي المعروف في تونس باسم "الزطلة".
يذكر أنه يتنافس في هذه الدورة لأيام قرطاج السينمائية 12 فيلماً روائياً طويلاً على الجائزة الكبرى "التانيت الذهبي".
وستكون السينما التونسية ممثلة في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بفيلمين، هما "تحت الشجرة" للمخرجة أريج السحيري (مرشح لجوائز أوسكار) و"وحلة" للمخرج نادر الرحموني.
وستحتكم الأفلام المتسابقة على نيل جوائز الأفلام الروائية الطويلة إلى لجنة متكونة من المخرج المغربي محمد عبد الرحمن تازي (رئيس) وبشرى رزة من مصر، وأبولين تراوري من بوركينا فاسو، وسيليا ريكو كلافلينو من إسبانيا، ومي المصري من فلسطين، وعبد اللطيف بن عمار من تونس، وسالم إبراهيم من الجزائر.
وخصصت لهذه الدورة ميزانية تقدّر بحوالى 3.1 ملايين دينار (965 ألف دولار) ودعمتها الحكومة بـ2.3 مليون دينار (716 ألف دولار)، وفق ما ذكر منظمون في المهرجان.