قال رئيس فريق التنقيب التابع لجامعة كامبردج، كريس هاندر، يوم الأحد الماضي، إن التنقيبات الأخيرة التي أجرتها بعثة التنقيب في كهف شاندر الواقع ضواحي مدينة إربيل شمالي العراق، ستوفّر فهماً أفضل للعوامل التي أدت لانقراض إنسان النياندرتال، وذلك تعليقاً على إعلان جديد حول العثور على بقايا فحم، تفسر جانباً من طريقة عيش الإنسان القديم النياندرتال.
منذ سنوات يجري فريق تنقيب أجنبي، يضم باحثين وأساتذة متخصصين بالآثار من جامعة كامبردج وجامعات أوروبية ثانية، عمليات تنقيب واسعة في مناطق أثرية قديمة شمالي العراق.
ونقلت قناة رووداو، في إقليم كردستان العراق، عن كريس هاندر قوله إن "كهف شاندر سيكون عاملاً لفهم الأسباب التي أدت إلى انقراض إنسان النياندرتال"، مبيناً أن "الرأي السائد هو أنهم كانوا أقل نجاحاً منّا".
وأسفرت التنقيبات الجديدة في الكهف، وفقاً لرئيس البعثة، عن العثور على بقايا فحم تعود للعصر الذي عاش فيه إنسان النياندرتال، قال إن "من شأنها أن تشكل نقطة تحوُّل عملية جديدة في فهم تاريخ الإنسان البدائي".
يقع كهف شاندر، في سفح جبل برادوست في منطقة بارزان على ارتفاع يبلغ أكثر من ألفي متر من سطح البحر، شرقي إربيل عاصمة إقليم كردستان شمالي العراق. وأسفرت التنقيبات السابقة في الكهف عن العثور على بقايا عظام تعود لـ11 إنساناً يقدر عمرها بـ75 ألف عام.
ووفقاً لمدير آثار إدارة مدينة سوران في محافظة إربيل، عبد الوهاب سليمان، فإن "ما عثر عليه خلال التنقيبات الجديدة يظهر أن إنسان النياندرتال كان يطهو، وهو ما يعارض التصوُّرات السابقة التي تفيد بأن حياته اقتصرت على الهجرة والصيد وكان يأكل ما يعثر عليه من نباتات بالإضافة إلى اللحم النيء".
ومطلع العام الحالي، أعلنت السلطات الرسمية في إقليم كردستان العراق أن فريقين من جامعة كامبردج البريطانية وجامعة أوتونوما الإسبانية عثرا في كهف شاندر على هيكل عظمي بشري يعتقد أنه يعود لإنسان النياندرتال.
وأضافت أن الفريقين يواصلان عمليات التنقيب والبحث في كهف شاندر الذي عاش إنسان النياندرتال فيه منذ نحو 40 ألف سنة.
وأخذ فريق جامعة كامبردج عينات من أغلب طبقات الكهف لغرض تحليلها ودراستها. كما عثر الفريق أيضاً على مجموعة آلات مصنوعة من العظام ونوع من الصخور لا يوجد في المنطقة نفسها، وتبين أن مصدره هو مدينة وان شرق تركيا.
وتقع مدينة سوران التي تضم كهف شاندر على بعد 110 كيلومترات شرقي محافظة إربيل عاصمة إقليم كردستان شمالي العراق، على مقربة من الحدود مع تركيا. وتضم 346 قرية إضافة إلى المدينة ذاتها، ويقطنها حالياً نحو 20 ألف نسمة، ويحيطها عدد من الجبال الضخمة أبرزها جبل زوزك وجبل كورك وجبل هندرين.