أعلنت مصر، اليوم السبت، عن اكتشافها ورشتين للتحنيط في منطقة آثار سقارة ضمن جبانة منف، عاصمة دولة الفراعنة المصرية القديمة، إحداهما للبشر والأخرى للحيوانات، وصفتا بأنهما "الأكبر والأكثر اكتمالاً" حتى اليوم.
ويبعد موقع آثار سقارة 15 كيلومتراً إلى الجنوب من القاهرة ومن أهرامات هضبة الجيزة الشهيرة، وهو أُدرج على قائمة التراث العالمي ليونسكو، ويشتهر بهرم الفرعون زوسر المدرّج.
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري أن الورشتين، وبينهما واحدة "لتحنيط الأدميين" وأخرى "لتحنيط الحيوانات المقدسة"، تعودان إلى "أوآخر عصر الأسرة الـ30 وبداية العصر البطلمي"، أي إلى ما بين 2400 و2000 عام.
اكتشاف أكبر ورشة للتحنيط في العالم بمصر ام الدنيا 🇪🇬❤️
— انجازات مصر 🇪🇬 Egypt (@engazatmasr2020) May 27, 2023
الصور الأولى للكشف الأثري الجديد بسقارة،
وتكشف البعثة المصرية العاملة بسقارة تفاصيل الكشف الأثري الجديد بالمنطقة، وهو عبارة عن اكتشاف أكبر ورشة تحنيط آدمية وحيوانية بجبانة البوباسيطون بمنطقة آثار سقارة.
واصطفت العشرات… pic.twitter.com/9iEl6UiU8l
وشرح أن ورشة تحنيط البشر "عبارة عن مبنى مستطيل الشكل من الطوب اللبن مقسم من الداخل إلى عدد من الحجرات تحتوي كل منها على سريرين للتحنيط الآدمي"، كانت توضع عليهما الجثامين، ويبلغ طول السرير نحو مترين وعرضه متراً وارتفاعه 50 سنتيمتراً، وهو مكون من عدة كتل حجرية، مغطى من أعلى بطبقة من الملاط بها ميول وينتهي بميزاب".
وأشار إلى أن علماء الآثار المصرين عثروا داخل الورشة "على عدد كبير من الأواني الفخارية، من بينها أوانٍ على شكل إناء الحس (...)، ربما كان يجرى استخدامها فى عملية التحنيط"، وعلى مجموعة من "الأدوات والأواني الطقسية"، وكذلك في تلك المخصصة للحيوانات.
وكان المصريون القدماء يحنطون خصوصاً القطط والتماسيح. وفي مارس/آذار الفائت، أعلنت القاهرة الكشف عن أكثر من ألفين من رؤوس الكباش المحنطة التي تعود الى العصر البطلمي. كذلك عثر على عدد كبير من الحيوانات الأخرى المحنطة، ومنها مجموعة من النعاج والكلاب والماعز البري والأبقار والغزلان.
وأُعلن أيضاً، السبت، العثور على مقبرتين، إحداهما لشخص من الأسرة الخامسة (حوالى 2400 قبل الميلاد) كان مديراً للكتبة، والثانية من الأسرة الثامنة عشرة (1400قبل الميلاد) وكان يحمل لقب كاهن الإلهة قادش.
وأوضحت وزارة الآثار أن المقبرتين تحملان نصوصاً هيروغليفية ومزينتان بمناظر للحياة اليومية.
وتعلن السلطات المصرية بانتظام عن اكتشافات أثرية خلال الآونة الأخيرة، لكنّ بعض الخبراء يعتقدون أن الهدف من ذلك سياسي واقتصادي أكثر مما هو علمي.
فالبلد العربي الأكبر من حيث عدد السكان (105 ملايين نسمة) يعاني من أزمة اقتصادية حادة، ويعول على السياحة، التي تدر عائدات بالعملة الأجنبية تشكل أكثر من 10% من إجمالي الناتح القومي وتساهم في تشغيل أكثر من مليوني شخص.
(فرانس برس)