نجح تدخل قوات الأمن، مساء الخميس، في رفع الحصار عن مقر إذاعة "شمس أف أم" التونسية، بعد ساعات طويلة من وصول عمال من بلدية الكرم (الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية)، ومحاصرتهم المحطة، واعتدائهم اللفظي على العاملين فيها. كما استقدم العمال الغاضبون شاحنتين للنفايات وهددوا برمي حمولتيهما أمام الإذاعة.
وجاء هذا التصعيد بعد بث الإذاعة تحقيقاً أجراه برنامج "الماتينال" مع الإعلامي حمزة البلومي.
وتطرق التحقيق إلى تجاوزات قام بها عمال البلدية من خلال إقفال محل أحد التجار بالقوة. ورغم أن البلومي منح رئيس بلدية الكرم فتحي العيوني حق الرد واستضافه فى برنامجه، لكن عمال البلدية أصرّوا على الاعتداء على العاملين فى الإذاعة ومحاصرة مقرها، مطالبينها بإصدار اعتذار رسمي عما بثته.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، أكدت رئيسة فرع نقابة الصحافيين التونسيين في الإذاعة خولة السليتي أن "ما يحصل اعتداء صارخ على حرية الصحافة والتعبير، وهو أمر غير مقبول ومدان"ّ. وأضافت: "لقد تعرض الزميلان حمزة البلومي ومحمد بوغلاب، العاملان فى برنامج (الماتينال)، إلى الاعتداء اللفظي والتهديد بالاعتداء الجسدي من قبل المحتجين. ولولا قدوم قوات الأمن لتطورت الأمور بشكل دراماتيكي".
واعتبرت السليتي ما حصل "جريمة في حق الإعلام التونسي ومحاولة من بعض الأطراف السياسية لترهيب الصحافيين وتخويفهم".
من ناحيتها، أصدرت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، والنقابة العامة للإعلام المنضوية تحت لواء الاتحاد العام التونسي للشغل، وعدد من المنظمات الحقوقية بيانات، مساء أمس الخميس، عبرت فيها عن تخوفها من الاعتداءات المتكررة على حرية الصحافة وترهيب الصحافيين لإسكاتهم ومنعهم من القيام بدورهم في كشف الحقائق للتونسيين.
وحمّلت هذه البيانات مسؤولية ما حصل إلى رئيس بلدية الكرم فتحي العيوني، المعروف بـ"مواقفه العدائية" ضد الصحافيين وتصريحاته المتكررة ضدهم، وهو ما يؤدي إلى "تأليب بعض مناصريه ضد الصحافيين والمؤسسات الإعلامية، ما يتسبب في حالات عنف مادي ولفظي".
يذكر أن إذاعة "شمس أف أم" هي إذاعة خاصة أسستها نسرين بن علي، ابنة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، عام 2010، لتعود الدولة وتصادرها بعد ثورة 2011.