أفرجت السلطات المصرية، اليوم الاثنين، عن الكاتب الصحافي، مجدي أحمد حسين، بعد أيام من نفي وزارة الداخلية أنه بدأ إضراباً عن الطعام احتجاجاً على استمرار حبسه.
وكان من المنتظر أن يتم الإفراج عن حسين خلال الشهر الماضي، لكن السلطات استمرت في اعتقاله لأسباب غير قانونية.
وكتب عضو مجلس نقابة الصحافيين، هشام يونس: "الحمد لله، الكاتب الكبير الأستاذ مجدي أحمد حسين في منزله أخيراً، بعد أيام من انتهاء محكوميته. وبعد أن قضى عقوبته كاملة"، وأضاف يونس: "استجابت السماء لدعوة رمضانية مخلصة، وننتظر المزيد من فرج السماء".
وبذلك يكون مجدي حسين رابع صحافي يُفرج عنه في رمضان الحالي بعد خالد داود وسولافة مجدي وحسام الصياد.
وأكمل مجدي أحمد حسين (70 عاماً)، الملقب بـ"شيخ الصحافيين"، عامه السابع داخل السجن، رغم أنه من المفترض أن يطلق سراحه بعد قضاء مدة محكوميته.
وألقي القبض عليه في الأول من يوليو/تموز عام 2014 من منزله، واقتادته قوات الأمن للتحقيق، ومنذ ذلك الوقت وهو مسجون في سجن ليمان طرة. ويعاني الصحافي من الأمراض في ظل تقدمه في العمر.
وتقرر حبس "شيخ الصحافيين" برفقة آخرين 15 يوماً على ذمة التحقيقات بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية، والتحريض والتخطيط لتنفيذ ودعم وتمويل منظمات إرهابية، وذلك في القضية المعروفة إعلامياً بـ"تحالف دعم الشرعية".
وحصل على إخلاء سبيل في تلك القضية في 16 مارس/آذار عام 2016، ولم يغادر القسم لوجود حكم غيابي في قضية نشر تخص صحيفة "الشعب"، التي كان يترأس تحريرها والموقوفة قبل صدور الحكم، ليحكم عليه بالسجن 5 سنوات وغرامة عشرين ألف جنيه، إضافة إلى عشرين ألف جنيه في قضية أخرى، وسددت جميعها.
ورغم قضائه مدة الحكم عليه، لا تزال مصلحة السجون تماطل في إخراجه، بحجة أن النيابة قررت أن الحكم يبدأ في 7 يونيو/حزيران عام 2016 وينتهي في 7 يونيو/حزيران 2021، رافضة ضم الفترة من مارس/آذار حتى يونيو/حزيران.
بتهم متعددة، بينها "الترويج لأفكار متطرفة تضر بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي للبلاد، وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها تكدير السلم العام".
وتقدم حسين باستئناف على الحكم ليخفف إلى 5 سنوات، مع توقيع غرامة عشرين ألف جنيه، إضافة إلى عشرين ألف جنيه في قضية أخرى، وسددت جميعها.
وفي 19 مارس/ آذار الماضي، أعلنت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" غير الحكومية أن لديها معلومات مؤكدة عن بدء حسين في إضراب عن الطعام، اعتراضاً على استمرار احتجازه من دون وجه حق، لا سيما بعد تسديد مبلغ الغرامة المفروضة عليه، ومعاناته من أمراض مزمنة مع تقدمه في العمر.
وبعد فترة حبس امتدت لأكثر من عام ونصف العام صدر قرار بإخلاء سبيله، غير أنه فوجئ بصدور حكم غيابي بحبسه 8 سنوات في قضية نشر.
وقبل أيام قليلة، أصدرت وزارة الداخلية بياناً رسمياً نفت فيه صحة ما تم تداوله عبر برنامج بإحدى القنوات الفضائية الموالية لجماعة "الإخوان المسلمين" في الخارج، بشأن إضراب حسين عن الطعام على خلفية تعنت إدارة السجن معه، مدعية أن ما تم تناوله في هذا الصدد عارٍ تماماً من الصحة جملةً وتفصيلاً.
وسبق أن ألقت السلطات المصرية القبض على حسين في 31 يناير/ كانون الثاني عام 2009، في أثناء عودته من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، بعد أسبوع قضاه داخل القطاع المحاصر، بذريعة أنه تسلل من ثغرة عبر الجدار العازل.