الاحتلال يواصل تحريضه على الصحافيين في قطاع غزة

23 أكتوبر 2024
مقر قناة الجزيرة في العاصمة القطرية الدوحة، 6 مايو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

كما جرت العادة منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة، عاود الاحتلال الإسرائيلي التحريض على الصحافيين في قطاع غزة، وهذه المرة من خلال اتهام ستة مراسلين ومصوّرين بـ"الإرهاب" والانتماء إلى حركتَي حماس والجهاد الإسلامي.

وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان اليوم، الكشف عن "وثائق لحركتي حماس والجهاد الإسلامي تم العثور عليها في غزة، تؤكد انتماء ستة من صحافي الجزيرة للحركتين". وهي ما أكدت الجزيرة أنها اتهامات ملفقة.

ونشر أدرعي أسماء صحافيين في الجزيرة زعم أنهم ينتمون إلى حركتي المقاومة، وهم أنس الشريف، وعلاء سلامة، وحسام شبات، وأشرف السراج، وإسماعيل أبو عمر، وطلال العروقي. وادعى أن "معظم الصحافيين الذين يكشف عنهم الجيش هم رأس الحربة في نشر رسائل الدعاية الحمساوية في إطار عملهم بقناة الجزيرة، مع التركيز على منطقة شمال قطاع غزة".

الجزيرة تردّ على أدرعي

ردّت شبكة الجزيرة في بيان على مزاعم أدرعي، واصفةً إياها بأنها اتهامات باطلة وملفقة، و"ليست إلا محاولة جديدة لإسكات صوت الصحافيين القلائل الباقين في القطاع، ولإخفاء حقيقة ما يُرتَكب فيه من فظائع". وأضافت أن "هذه الادعاءات تأتي بعد كشف الجزيرة أخيراً عن جرائم حرب ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال الحرب المستمرة على غزة".

ورفضت "الجزيرة" وصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لصحافييها بـ"الإرهابيين"، مؤكدة أن ما يتحدّث عنه أدرعي وثائق مفبركة وأدلة ملفقة لإثبات تهم واهية. وأكدّ البيان أن صحافيي القناة "يؤدون عملهم بمهنية، ويسعون لتوثيق ما يتعرّض له نحو مليوني مدني يعيشون ظروفاً صعبة في المنطقة". ووصفت هذه الاتهامات بأنها "حلقة جديدة من سلسلة استهداف ممنهجة من قبل السلطات الإسرائيلية ضدها".

وحذّرت الشبكة من أن "تكون هذه الادعاءات ذريعة لاستهداف مراسليها، بعدما قتلت إسرائيل عدداً غير مسبوق من الصحافيين والإعلاميين في القطاع منذ نشوب الحرب"، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك لحماية صحافييها وضمان سلامتهم، ووضع حد للجرائم الإسرائيلية ضد الإعلاميين.

مكتب غزة يردّ على ادعاءات أدرعي

من جانبه، نشر المكتب الحكومي في غزة بياناً ينتقد هذه الادعاءات. وأوضح أن "جيش الاحتلال خرج علينا ببعض المعلومات المضروبة، حيث قام بنشر بعض كشوفات تعود لجرحى مسيرات العودة وكسر الحصار على أنها كشوفات للمقاومة الفلسطينية، وبالتالي فإن رواية الاحتلال مضروبة وكاذبة وغير صحيحة ولا أساس لها من الصحة، فأسماء الجرحى هذه تحصل على مخصصات للأدوية واستكمال لمرحلة العلاجات كونهم جرحى مسيرات عودة، إضافة إلى أن هؤلاء الصحافيين كانوا قد تعرّضوا للإصابة خلال مسيرات العودة أثناء تغطيتهم الإعلامية والصحافية".

ونبّه المكتب إلى أن الاحتلال "يتعمّد مسألة تداخل المعلومات والبيانات لعدة فئات مجتمعية وإدخالها في بعضها البعض بحيث تظهر للمتابعين وللرأي العام على أنها بيانات دقيقة، ولكن الواقع يؤكد أنها بيانات عامة وليست ذات أهمية وليس لها أي أبعاد أمنية أو عسكرية أو ذات علاقة بالمقاومة الفلسطينية، فما ينشره الاحتلال هو أكاذيب مفضوحة". وحمّل الاحتلال، والإدارة الأميركية، كامل المسؤولية عن حياة الصحافيين والإعلاميين، وحذّر من اغتيال واستهداف الصحافيين والإعلاميين على غرار اغتيال الأطباء والمعلمين ورجال الدفاع المدني واستهداف كل الفلسطينيين.

المساهمون