أثارت نشرة الأخبار الرئيسية على التلفزيون الرسمي التونسي، ليلة أمس الاثنين، الكثير من الجدل والغضب، بسبب بثّ تقرير يتحدث عن مضار الحليب بالنسبة لكبار السن وضرورة التقليل من استهلاكه، ربطاً بأزمة الحليب التي تمرّ بها البلاد.
وأثار التقرير الكثير من التهكم والغضب عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتركّزت سهام النقد على مقدّمة النشرة سامية بن حسين، التي تعرضت لهجوم كبير.
ورأى الكثير من المعلقين في التقرير نموذجاً عن اتخاذ التلفزيون الرسمي موقفاً موالياً للرئيس قيس سعيد، منذ استئثاره بالسلطة في 25 يوليو/ تموز 2021، والترويج لدعاية النظام.
وكتب نقيب الصحافيين التونسيين محمد ياسين الجلاصي ساخراً: "التلفزة التونسية (في رواية أخرى تلفزة 25 يوليو) في تعاملها مع أزمة الحليب ذكرتنا بمسرحية الزعيم حين اقترح عادل إمام، في مواجهة نقص المواد الغذائية، أن تقوم الحكومة بحملة توعية كبيرة هدفها تحسيس المواطنين بمخاطر الأكل في مشهد ساخر يجسد عجز الحكومات وحلولها المضحكة للأزمات".
ولفت الجلاصي إلى أنّ دور التلفزيون يكمن في "قيادة النقاش العام وتأطيره وفتح ملفات تهم معيشة المواطن، مثل فقدان المواد الأساسية، والحلول لتجاوز ذلك ومسؤولية كل طرف في هذه الأزمة، أما الشعوذة والتبرير للسلطة ومغالطة الرأي العام فهي من مهام أجهزة البروباغندا مش تلفزة عمومية عام 2023".
أمّا جيهان ميلاد فقد استضافت في برنامجها "صباح الناس"، الذي يبث عبر إذاعة "موزاييك أف أم" الخاصة، مقدمة النشرة سامية بن حسين، وعبّرت عن استغرابها من المسوغات التي يقدّمها التلفزيون الرسمي للأزمات التي تعيشها البلاد.
من جهتها، برّرت بن حسين بثّ التقرير بأنّه يستند إلى "مصادر طبية"، معتبرةً أنّ البعض حوله إلى موضوع للجدل والتندر لغايات سياسية، في إطار الصراع القائم بين الرئيس سعيد ومعارضيه.
يُذكر أنّ التلفزيون الرسمي التونسي تعرّض لانتقادات عديدة منذ 25 يوليو/ تموز 2021، بسبب انحيازه إلى قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد وعدم التزامه الحياد، على الرغم من أنّه مؤسسة تمول من قبل دافعي الضرائب، ومن المفترض أن تعبّر عن كل وجهات النظر، ولا تكتفي فقط بوجهة النظر الرسمية في المواضيع الخلافية بين التونسيين.