الدراما السورية تتأهب لرمضان 2022
يلملم صنّاع الدراما السورية إخفاقات سنوات الحرب بقليل من الإنتاجات التي تستلهم ذاكرة الدراما الوطنية في سنوات تألقها. وبالإمكان القول إن السنوات القاسية بدأت تنقشع، مع إصرار قلة قليلة على التحدّي للحاق بركب موسم دراما رمضان 2022.
قبل عامين، غادرت المخرجة السورية رشا شربتجي بيروت، بعدما مكثت لسنوات تعمل هناك، وقدمت مجموعة من المسلسلات العربية المشتركة، التي لم تُرضِ طموح جمهور شربتجي السوري أولاً. لكن لسان حال مخرجة "الولادة من الخاصرة" يقول إنها تماشت مع "الموضة" والقفزة المستجدة على عالم الدراما، لسبب بسيط يكمن في غياب المنتج السوري عن الملعب، وكان لا بد من الهجرة إلى بيروت.
تعد تجارب رشا شربتجي في بيروت، أو ضمن إطار "الدراما المشتركة"، متواضعة للغاية، قياسًا بنجاحها لعقدين في الدراما السورية المحلية. يتمثل هذا التراجع بضعف مسلسل "ما فيي"، من كتابة كلوديا مرشليان (2019)، وتمثيل معتصم النهار وفاليري أبو شقرا، وقبله "طريق"، من تمثيل عابد فهد ونادين نسيب نجيم. المسلسل مأخوذ عن الفيلم المصري "الشريدة".
قبل أيام، بدأت في دمشق عمليات تصوير مسلسل "كسر عضم"، من إخراج شربتجي. محاولة جادة من قبل المنتج إياد النجار وشركة كلاكيت، التي قدّمت قبل الحرب السورية وجبة اجتماعية دسمة عن الواقع السوري. التزمت الشركة السرية التامة بعد تسريب عنوان المسلسل في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ودخل الإعلام على لعبة أسماء أبطال "كسر عضم"، فورد اسم أيمن زيدان، الذي اعتذر لانشغاله بمشاريع أخرى، وكذلك باسل خياط، لترسو البطولة على فراس إبراهيم ونادين تحسين بك، ومحمود نصر، وولاء عزام، وأنس طيارة.. مسلسل يرتكز في حكاياته على مشاهدات اجتماعية من داخل السوري في فترة الحرب، في قالب مؤثر، بحسب ما نُشر من تفاصيل حوله.
كانت رشا شربتجي قد انتهت من تصوير الجزء الثالث من مسلسل "حارة القبة"، الذي تأجل عرضه إلى 2023، فيما يعرض الجزء الثاني منه في رمضان المقبل، ويطرح واقع "البيئة الشامية" بمنظور المخرجة والكاتب أسامة كوكش، ويجمع عباس النوري وأمل عرفة، وغيرهما.
تزامن بدء تصوير "كسر عضم" مع إعلان الكاتب علي وجيه عن البدء بتصوير مسلسل "مع وقف التنفيذ". تجربة ثانية بين الكاتب علي وجيه والفنان يامن حجلي، والمخرج سيف الدين سبيعي، بعد نجاح مسلسل "على صفيح ساخن" (رمضان 2021)، وحصده مجموعة من الجوائز. في تصريح للكاتب علي وجيه، قال: "المسلسل من النوع الاجتماعي المعاصر"، ويشارك في البطولة الممثلون عباس النوري، وغسان مسعود، وسلاف فواخرجي، ويامن حجلي، وفادي صبيح، وحلا رجب، ويزن خليل، وكفاح الخوص، وهو من إنتاج شركة "إيبلا للإنتاج الفني".
هكذا، تعبر الدراما السورية هذا الموسم بأمل أن تستعيد نشاطها ونجاحها الذي أثقلته الحرب السورية، وسيطرة شركات موالية للنظام على الإنتاج في عز فترة الحرب، ما أضعف هذه الصناعة، وساهم في هروب أو مغادرة مجموعة كبيرة من الكتّاب والمخرجين إلى خارج سور المنظومة الحاكمة، والعمل وفق قواعد فنية فقط، لا علاقة لها بالتكليف أو الطاعة الأمنية والسياسية.