من دون أدنى شك، ما زال لبنان يسعى إلى الحفاظ على موقعه في صناعة الدراما المحلية، لكنّ الحال لا يشي بأعمال درامية جديدة.
مجدداً، يحاصر بعض أصحاب المصالح الضيقة الإنتاج الدرامي في لبنان. الأدهى أنّ بعض المحطات التلفزيونية تحولت إلى شريك منافس في إدارج هذه الأعمال طوال فترة السنة، على قائمة العرض اليومي.
تراجع الإنتاج الدرامي اللبناني عام 2020 بشكل واضح، والسبب طبعا هو في الوضع الاقتصادي الصعب، الذي انعكس تأثيره على قطاعات فنية عديدة، التلفزيون وإنتاجاته على رأسها. وانعكس الأمر سلباً على التعاطي مع الواقع الجديد الخاص بالأعمال الدرامية، لكنّ المحطات اللبنانية المحلية لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الواقع، بل اتخذت موقف استراحة المحارب، ريثما تنجلي الصورة، واستعاضت بالدراما التركية كبديل خاص عن الأعمال الدرامية اللبنانية المحلية.
في رمضان 2021، تبدو الجعبة اللبنانية فارغة من الأعمال التي حفلت بها السنوات السابقة. لا جديد يُذكر، مجرد محاولة من فضائية MTV اللبنانية لمسلسل بعنوان "راحوا"، كتابة كلوديا مرشليان، وإنتاج وإخراج نديم مهنا، بدأ عرضه الأربعاء الماضي، على أن يستكمل في البرمجة اليومية الرمضانية على الشاشة نفسها.
وتعرض المحطات اللبنانية مجموعة من الأعمال العربية المُشتركة لهذا الموسم، لكسب ما تبقى من جمهور التلفزيون. من جديد، تبدو فضائية MTV سباقة لشراء أبرز الإنتاجات العربية المشتركة لهذا الموسم، ومنها مسلسل "للموت"، قصة نادين جابر، وإخراج فيليب أسمر، وبطولة خالد القيش، وماغي بو غصن، وباسم مغنية، ودانييلا رحمة. كذلك، تعرض مسلسلاً يحمل عنوان "2020"، وهو عمل طال انتظاره بعد تعثر تصويره خلال العام الماضي بسبب جائحة كورونا. يجمع المسلسل، للمرة الثانية، نادين نسيب نجيم مع قصي خولي، قصة بلال شحادات، ونادين جابر وإخراج فيليب أسمر.
أما محطة LBCI اللبنانية، فتبدو بعيدة قليلاً عن المشهد الدرامي الخاص برمضان هذا العام، لتستكمل عرض بعض المسلسلات السورية، مثل الجزء الأول من "سوق الحرير"، إخراج مؤمن الملّا، و"بانتظار الياسمين"، إنتاج 2020، إخراج سمير حسين، ومسلسل "زنود الست"، إخراج نذير عواد، إلى جانب متابعة عرض مسلسل لبناني بعنوان "رصيف الغرباء" للمخرج إيلي معلوف، وتُبقي على مسلسلين تركيين، هما الجزء الثالث من "عشق ودموع"، و"ابنة السفير".
كما تعرض محطة "الجديد" اللبنانية الجزء الحادي عشر من مسلسل "باب الحارة" من إخراج محمد زهير رجب، بالإضافة إلى جزء جديد من مسلسل "الباشا"، إخراج جورج روكز.
في انتظار معرفة نتائج أو ردود الفعل حول هذه المجموعة في رمضان، عمدت بعض شركات الإنتاج إلى تأجيل أعمال درامية كانت تجهز للموسم، ومنها "داون تاون"، إخراج زهير قنوع وإنتاج "فالكون فيلم"، التي عزت سبب التأجيل إلى انتشار فيروس كورونا، واعدة ببدء العرض مع حلول عيد الفطر، وكذلك تأجل تصوير مسلسل "ظل" للمنتج مفيد الرفاعي، وإخراج محمد خيري.