الدنماركيون يتجنبون "الأخبار المرهقة"

22 يونيو 2024
رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن خلال مؤتمر صحافي، 2022 (مادس كلاوس راسموسن/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دراسة من جامعة روسكيلد تكشف أن 45% من الدنماركيين لا يثقون بمنصات التواصل الاجتماعي للأخبار، مع زيادة الثقة في الإعلام التقليدي بنسبة 57%، مما يعكس تفضيل المصادر الأخبارية الموثوقة.
- الشباب الدنماركي بين 25 و44 عاماً يتجنبون الأخبار، خاصةً المتعلقة بالحروب والكوارث، في ظاهرة "الإرهاق الإخباري" التي تزداد بين السكان.
- الدراسة تبرز الثقة المرتفعة في وسائل الإعلام التقليدية في الدنمارك مقارنة بأوروبا، وتشير إلى اتجاه عالمي نحو تجنب الأخبار رغم الأهمية المستمرة لوسائل التواصل الاجتماعي لدى الأجيال الأصغر.

تشكّل نسبة المواطنين الدنماركيين الذين لا يثقون بمنصات التواصل الاجتماعي وسيطاً للحصول على الأخبار 45%، كما يعتبر الكثيرون منهم أن تطبيق تيك توك غير جدير بالثقة. في الوقت نفسه، تتزايد بين الدنماركيين المشاعر السلبية حيال كثافة متابعة الأخبار، بحسب دراسة جامعية صادرة عن جامعة روسكيلد هذا الأسبوع.

يقابل انخفاض الثقة بمنصات التواصل الاجتماعي مصدراً موثوقاً للأخبار، زيادة الثقة في وسائل الإعلام الجادة بنسبة بلغت 57%. يؤكد هؤلاء ثقتهم في وسائل الإعلام الإخبارية التقليدية المتعددة في البلد، مثل هيئة البث العام (دي آر) والمحطة الثانية (تي في 2)، إلى جانب الصحف الرئيسية وتلك التخصصية.

إلى ذلك، يعبّر العديد من الدنماركيين عن مشاعر "الإرهاق" من الأخبار، إذ يختار كثيرون منهم تجنبها بشكل أكبر من قبل. يقول أستاذ الاتصالات في جامعة روسكيلد، كيم شرودر، في حديث مع "دي آر" إن "هناك المزيد من الدنماركيين الذين يشعرون بأن الأخبار تطغى عليهم، وبعبارة أخرى تبدو كمية الأخبار كبيرة جداً عليهم".

وشارك في الاستطلاع الذي استندت إليه الدراسة الجامعية نحو ألفي دنماركي، وأجاب 18% من المشاركين أنهم يتجنبون الأخبار في "كثير من الأحيان"، وقال 29% أنّهم يتجنبونها "بعض الأحيان"، وأشار 5% إلى أنّهم يتجنبون الأخبار "كثيراً". يدور الحديث حول متابعة الأخبار على "الشاشات"، من التلفاز والكومبيوترات إلى الهواتف الذكية، بالإضافة إلى الصحف الورقية. بحسب الأرقام المنشورة يمكن ملاحظة أن الفئات العمرية بين 25 و44 عاماً تتجنب الأخبار بدرجات متفاوتة أكثر من غيرها، بنسبة بلغت 50% بزيادة 9% عن العام الماضي. فيما لم تتغير النسب عند الفئات العمرية بين 55 و64 عاماً، وبلغت 51%، وكذلك لمن هم فوق 65 عاماً، وبلغت 41%. ويؤكد شرودر أن الباحثين سألوا الأسئلة نفسها قبل خمس سنوات، وأضاف: "يمكننا رؤية أن عدد الذين يشعرون بالإرهاق من الأخبار زاد بنسبة 15%".

وكان استطلاع العام الماضي قد بيّن أن المتابعين يرغبون في تجنب أخبار الحرب الأوكرانية أولاً، ثم الرياضة وقضايا المناخ. أما هذا العام فلم يطرح القائمون على الدراسة سؤالهم على المستطلعين، لكن غالبيتهم تريد الابتعاد عن "أخبار الحروب والنزاعات والاحتجاجات والكوارث الطبيعية"، بحسب "دي آر". مع ذلك، يبقى هناك قرابة 35% من مختلف الفئات العمرية الذين لم يعانوا من الإرهاق الإخباري، وعلى العكس من ذلك يعتبرون أن كمية الأخبار ليست كبيرة جداً.

ويشير القائمون على دراسة جامعة روسكيلد إلى أنه على الرغم من أن نموذج الإرهاق الإخباري بين الدنماركيين يشبه إلى حدٍ ما نماذج أخرى في القارة الأوروبية، فإن ما يميّز الحالة الدنماركية هو الثقة المرتفعة بوسائل الإعلام التقليدية.

تحصل أغلبية الدنماركيين على الأخبار من وسائل الإعلام التقليدية، بحسب أستاذ الصحافة مارك بلاك أورستين، الذي أضاف في حديث مع "دي آر"، أن تلك الثقة تستند إلى التصوّر القائل إن وسائل الإعلام الإخبارية التقليدية تقدم مستوى صحافياً عالياً". وعلى الرغم من أنّ وسائل التواصل الاجتماعي ليست مصدراً موثوقاً بين الدنماركيين لتلقي الأخبار مقارنة بدول أوروبية أخرى، فإنها تظلّ مهمة للفئات العمرية الأصغر، مثل "يوتيوب" و"إنستغرام" و"تيك توك". كذلك، يظل موقع فيسبوك منصة هامة للدنماركيين، بفضل متابعتهم للشخصيات السياسية والصحافيين والمؤثرين.

"الإرهاق" من الأخبار ليس شعوراً مقتصراً على الدنماركيين، إذ توصل إلى الخلاصة نفسها تقرير الأخبار الرقمية لعام 2024 الذي أصدره معهد رويترز التابع لجامعة أكسفورد. وفقاً لتقرير معهد رويترز، يتجنب المزيد من الأشخاص الاطلاع على الأخبار، ويصفونها بأنها محبطة ومزعجة ومملة. وقال ما يقرب من أربعة من كل 10 أشخاص (39%) في أنحاء العالم كافة إنهم يتجنبون الأخبار أحياناً أو في كثير من الأحيان، مقارنة بـ 29% عام 2017. الحرب في أوكرانيا والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ربما ساهما في رغبة الأشخاص في تجنب الأخبار الذي وصل الآن إلى مستويات عالية قياسية.

من أجل تقرير الأخبار الرقمية لهذا العام، استطلعت شركة يوغوف (YouGov) آراء 94,943 شخصاً بالغاً من 47 دولة في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط الماضيين. وما كشفه تقرير معهد رويترز عن تجنب الاطلاع على الأخبار يأتي بينما يستعد مليارات الأشخاص حول العالم للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الوطنية والإقليمية، وهي عادة، الأحداث التي تعزز مشاهدة الأخبار أو الاستماع إليها.

على الصعيد العالمي، أعرب 46% فقط من الأشخاص عن اهتمامهم "الكبير" أو "الشديد" بالأخبار، مقارنة بـ63% عام 2017. وفي المملكة المتحدة، انخفض الاهتمام بالأخبار إلى النصف تقريباً منذ عام 2015. وسلط التقرير الضوء أيضاً على التفاوتات الديمغرافية في تأثير الأخبار، إذ من المرجح أن النساء والشباب كانوا أكثر عرضة للإحساس بالإرهاق من الأخبار. ولا تزال الثقة في الأخبار مستقرة نسبياً عند 40%، مع العلم أنها لا تزال أقل بنسبة 4% مما كانت عليه خلال ذروة جائحة كوفيد-19.

المساهمون