ما زال فنّ الراب في تونس يحتكر الصدارة من حيث نسب الاستماع والمشاهدة في الساحة الفنية سنة 2021، وما زال فنان الراب، بلطي، الأكثر متابعة من قبل التونسيين في السنوات الأخيرة، وهو ما تواصل سنة 2021.
بلطي أنتج سنة 2021 أربع أغانٍ حققت نسب مشاهدة عالية في قناته على "يوتيوب"، حيث جذبت أغنيته "يا حسرة" 104 ملايين مشاهدة، وأغنية "يا قلبي" 25 مليون مشاهدة، وأغنية "أنا" 20 مليوناً، وأغنية "حلمة" 19 مليوناً.
وهي أرقام كبيرة وبعيدة جداً عن منافسيه من مغني الراب في تونس. فالمنافس الأقرب لبلطي من حيث نسب المشاهدة، فنان الراب جانجون، الذي حققت أغنيته "حيالة" 55 مليون مشاهدة.
وبعيداً عنهما، نجد "كلاي بي بي جي" وغيره من فناني الراب التونسيين الذين حققت أغانيهم معدل مشاهدة في حدود ثلاث ملايين مشاهدة، حيث سجلت أغنية "المهبة" لكلاي 5.2 ملايين مشاهدة.
هذه الأرقام التي أنجزها فنانو الراب سنة 2021 تعتبر خيالية مقارنة بما يحققه الفنانون التونسيون الذين يؤدون الأغاني الطربية.
فالفنان لطفي بوشناق، هو الفنان التونسي الوحيد الذي حقق نسب مشاهدة عالية من خلال أغنيته "يا للا وينك" التي أنتجها سنة 2021، مسجلة 1.8 مليون مشاهدة، فيما لم تحقق أغاني بقية الفنانين التونسيين عدد مشاهدات يتجاوز الخمسين ألف مشاهدة، مثل أغنية الفنان عدنان الشواشي "انحبك" التي بلغ عدد مشاهداتها 28 ألف مشاهدة.
وتترجم الأرقام الوارد ميول التونسيين الفنية التي تفضل أغاني الراب على غيرها من الأغاني، وهو ما يربطه الصحافي محمد رمزي المنصوري في تصريح لـ"لعربي الجديد" بطبيعة الجمهور المستهدف في المنصات الرقمية، وخاصة "يوتيوب" و"سبوتيفاي"، وهو جمهور شبابي يفضل أغاني الراب التي تعبّر عن مشاغله بلغة بسيطة وقريبة منه، لذلك تجد الإقبال عليها كبيراً مقارنة بالأغاني التقليدية الطربية.
ووفقاً للمنصوري، أصبحت المنصات الإلكترونية هي المنقذ للفن التونسي في ظل الجائحة التي عرفتها البلاد في السنتين الأخيرتين، ما سبّب أزمة اقتصادية للفنانين عجزوا بعدها عن إنتاج أغانٍ جديدة، وهو ما نجح فنانو الراب في توظيفه وتوفير مصادر دخل جديدة لهم أنقذتهم من الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها الساحة الفنية التونسية.