استمع إلى الملخص
- محكمة تونسية حكمت بسجن صانعة المحتوى "شموخ" لأربع سنوات ونصف بتهمة ارتكاب جرائم أخلاقية، مع استمرار الحملة لتشمل أسماء أخرى.
- الناشطون يرون في الحملة تضييقاً على حرية النشر، بينما تعتبرها الجمعية التونسية لمكافحة الجرائم الإلكترونية ضرورية لمواجهة انتشار المحتويات غير الأخلاقية.
شرعت السلطات القضائية في تونس بملاحقة صناع المحتوى المتهمين بنشر "مضامين غير أخلاقية" عبر منصات مثل "تيك توك" و"إنستغرام".
بدأت الملاحقة بعد إعطاء وزيرة العدل في الحكومة التونسية ليلى جفال، نهاية الأسبوع الماضي، الإذن للنيابة العمومية بملاحقة صناع المحتوى الذي يعتبر مخلاً بالأخلاق العامة.
وأرجعت وزارة العدل القرار إلى "انتشار ظاهرة تعمد بعض الأفراد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصةً إنستغرام وتيك توك، لعرض محتويات معلوماتية تتعارض مع الآداب العامة أو استعمال عبارات أو الظهور بوضعيات مخلة بالأخلاق الحميدة أو منافية للقيم المجتمعية، من شأنها التأثير على سلوكيات الشباب الذين يتفاعلون مع المنصات الإلكترونية المذكورة".
وقضت محكمة تونسية، أمس الخميس، بسجن صانعة المحتوى التونسية "شموخ" (24 سنة)، لمدة أربع سنوات ونصف، بسبب "ارتكاب جرائم أخلاقية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتحريض على الفجور".
وجاء الحكم على صانعة المحتوى "شموخ" بالتزامن مع إلقاء القبض على عدد من صانعي المحتوى على المنصات الاجتماعية والتحقيق معهم، قبل تقديمهم إلى المحاكمة بسبب منشوراتهم. كما أكدت مصادر مختلفة أن هذه الحملة ستتواصل، ومن المنتظر أن تشمل الملاحقات أسماء أخرى ممن اشتهروا بنشر مضامين اعتبرت "غير أخلاقية" في تونس.
ورأى العديد من الناشطين الحقوقيين التونسيين في الحملة استمراراً لمسلسل التضييق على النشر على منصات التواصل الاجتماعي منذ إصدار الرئيس التونسي قيس سعيد المرسوم 54 المتعلق بمكافحة الجرائم المتصلة بأنظمة المعلومات والاتصال في سبتمبر/ أيلول 2022. إذ تحوّل المرسوم من وسيلة لتنظيم عملية النشر على منصات التواصل الاجتماعي إلى أداة لمحاكمة الصحافيين والمدونين التونسيين، بحسب الناشطين.
في المقابل، اعتبر آخرون، منهم الجمعية التونسية لمكافحة الجرائم الإلكترونية، أنّ هذه الإجراءات التي اتخذتها وزارة العدل التونسية صارت ضرورية مع انتشار مضامين "غير أخلاقية" في منصات التواصل الاجتماعي، وخاصةً "تيك توك" و"إنستغرام"، من قبل بعض التونسيين والتونسيات لغايات ربحية دون مراعاة للآداب العامة.
وتحظى منصات التواصل الاجتماعي، وخصوصاً "تيك توك" و"إنستغرام"، بشعبية كبيرةً في تونس، وهما من المنصات الأكثر رواجاً بين الشباب في الوقت الحالي، في ظل تراجع حضور "فيسبوك" الذي بقي لفترة طويلة الشبكة الاجتماعية الأكثر انتشاراً بين التونسيين.