قال مصدر مسؤول في النيابة العامة السعودية إنه رُصدت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بـ"إنتاج وترويج شائعات لا أساس لها من الصحة تتعلق بإحدى الفعاليات أخيراً، بتنسيق ودعم من جهات معادية خارجية"، وفقاً لـ"وكالة الأنباء السعودية" (واس).
وأفاد المسؤول نفسه، الإثنين، بأن النيابة العامة استدعت أشخاصاً "شاركوا" في الترويج لهذه "الشائعات" من داخل المملكة العربية السعودية، وتُستكمل الإجراءات الجزائية بحقهم.
وحذّر من أن "نشر الشائعات والأكاذيب حول أي أمر من الأمور المتعلقة بالنظام العام، أو الترويج لها، أو المشاركة فيها بأي طريقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً تلك التي يكون منشؤها جهات معادية تُدار من الخارج، يعد من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف، وفقاً لنظام مكافحة جرائم المعلوماتية ونظام الإجراءات الجزائية".
وأوضح أن العقوبات تصل إلى السجن خمس سنوات وغرامة ثلاثة ملايين ريال (810 آلاف دولار أميركي) ومصادرة الأجهزة والأدوات المستخدمة.
يأتي هذا التحذير من السلطات السعودية بعدما انتشرت في الأيام الأخيرة تقارير على شبكة الإنترنت، حول تعرض شابات للتحرش الجنسي، في طريق عودتهن إلى منازلهن، إثر إلغاء حفلة لفرقة "ستراي كيدز" الكورية الجنوبية، في اللحظة الأخيرة من مساء 14 يناير/ كانون الثاني الحالي، بسبب الرياح الشديدة. وعانى المعجبون في إيجاد وسيلة للعودة إلى بيوتهم من مكان الحفلة في ضواحي العاصمة الرياض.
وانتشرت تقارير أخيراً زعمت أن التحرش الجنسي أصبح سمة من سمات الأحداث الترفيهية الكبرى في الرياض وغيرها من مدن المملكة، وتداول مستخدمون لمواقع التواصل مقاطع مصورة لمجموعات من الرجال يتحرشون بنساء.
وعلى الرغم من تشديد الجهات المنظمة للفعاليات الترفيهية على رفضها هذه التصرفات، وسن قوانين تجرم التحرش وتفرض غرامات باهظة وأحكاماً بالسجن تصل إلى خمس سنوات على المدانين منذ عام 2018، إلا أن نساء سعوديات قلن لموقع "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إنهن لا يعتقدن أن السلطات تقوم بما يكفي.
ولم تكشف هؤلاء النساء عن هويتهن، لكن كثيرات منهن قلن إنهن إما تعرضن للتحرش مباشرة، أو يعرفن، أو سمعن عن فتيات تعرضن للأمر، وفقاً لـ"بي بي سي". وزعمت أخرى أنه لم يكن هناك سوى القليل من الاهتمام من السلطات عندما كانت الضحية امرأة سعودية، في مقابل احتجاج شديد وعقوبات قاسية عندما كانت الضحية سائحة.
وقالت واحدة منهن إن "النساء السعوديات لا يتمتعن بأي حماية حقيقية، إذ ينتشر شعور عام بأنهن متواطئات، بل وحتى مذنبات بطريقة ما، لمجرد الذهاب إلى الفعاليات الترفيهية العامة". ورأت أن التحذير الأخير الذي أصدره الأمن العام السعودي ضد التصوير بالهواتف المحمولة في أماكن الترفيه كان يهدف إلى منع توثيق حوادث التحرش.