استمع إلى الملخص
- الاعتقالات والاستدعاءات تزامنت مع الأجواء الانتخابية لاختيار الرئيس التاسع لإيران، مما أثار تكهنات حول وجود صلة بين هذه الإجراءات والعملية الانتخابية، خصوصًا أن المعتقلين وجهوا اتهامات فساد ضد بلدية طهران.
- سلطاني حُكم عليه بالسجن 5 سنوات وآذر بيك بالسجن لعامين وغرامة مالية، بينما يواجه رائفي بور ملف قضائي قد يؤدي إلى تداعيات قانونية بسبب تشكيكه في أسباب حادث تحطم طائرة.
ذكرت شبكة شرق الإعلامية الإصلاحية في إيران أن السلطات الإيرانية اعتقلت اليوم الأحد الصحافي ياشار سلطاني والصحافية صبا آذر بيك، فيما ذكرت وكالات أنباء استدعاء النيابة العامة في طهران الناشط الإعلامي المحافظ علي أكبر رائفي بور. وأضافت الشبكة أن اعتقال الصحافيين سلطاني وآذر بيك مردّه إلى "تنفيذ أحكام قضائية قطعية صدرت".
وجاء الاعتقالان في أجواء انتخابية تشهدها إيران لاختيار رئيسها التاسع في الانتخابات الرئاسية المبكرة في 28 يونيو/ حزيران، خلفاً للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي الذي توفي في 19 مايو/ أيار في حادث تحطّم مروحيته شمال غربي إيران. ولذلك ربط مغرّدون على شبكات التواصل الإيرانية هذا الاعتقال بالانتخابات في ظل طرح المعتقلين سابقاً اتهامات فساد ضد بلدية طهران، عندما كان المرشح المحافظ محمد باقر قاليباف رئيسها.
وقالت وكالة فارس المحافظة إن سلطاني حكم عليه بالسجن لعام وشهرين في ملف قضائي له 17 شاكياً، مشيرةً إلى أنه واجه تهماً بـ"نشر الأكاذيب بهدف التشويش على الرأي العام". وأضافت الوكالة أن سلطاني اقتيد إلى السجن لتنفيذ الحكم بعد استدعائه إلى الادعاء العام في طهران. وينتمي الناشط الصحافي ياشار سلطاني إلى التيار الإصلاحي في إيران، وكان رئيس تحرير موقع "معماري نيوز" قبل حظره من قبل السلطات.
ويشتهر سلطاني بتسريبه ملفات فساد مرتبطة بمؤسسات وشخصيات السلطات الإيرانية. وكانت النيابة العامة في طهران قد اعتقلته صيف 2016 بعد تسريبه وثائق قال إنها تعود إلى استغلال حديقة لويزان شمالي العاصمة طهران لأجل إقامة حفل عرس لبنت رئيس بلديتها آنذاك محمد باقر قاليباف. ثم أُفرِج عن سلطاني بعد قرابة شهرين من اعتقاله بكفالة مالية بعد رسائل دعم من برلمانيين وشخصيات سياسية. وكان سلطاني وراء نشر تقارير ووثائق عن ملفات فساد في بلدية طهران ومؤسسات أخرى، منها نشر وثائق خلال العام الحالي عن بيع "غير قانوني" لأجزاء من أراضي مدرسة الإمام الخميني الدينية شمالي طهران التي يترأسها رجل الدين المحافظ صديق كاظمي، خطيب جمعة طهران الذي اتهم لاحقاً شخصاً في مكتبه بتزوير البيع باسمه.
كذلك حكم القضاء الإيراني عام 2019 على سلطاني بالحبس 5 سنوات، بتهمة تجميع معلومات سرية عن منظمة التفتيش الحكومية ونشرها و"نشر معلومات كاذبة بهدف التشويش على الرأي العام" و"الافتراء على شركة تكللار العمرانية". ومنعته المحكمة من الانضمام إلى الأحزاب والجماعات السياسية والنشاط في العالم الافتراضي والإعلام لمدة عامين.
في الأثناء، أوردت وكالة إرنا الإيرانية الرسمية، أن الصحافية صبا آذر بيك (43 عاماً) اقتيدت اليوم الأحد إلى السجن تنفيذاً لحكم قضائي قطعي ونهائي ضدها لاتهامها بـ"نشر الأكاذيب خمس مرات" و"تهديد أشخاص وتجاهل المقررات القانونية وحقوق بقية أفراد المجتمع" حسب "إرنا". من جهتها، أوردت وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية أن المحكمة حكمت على الصحافية آذر بيك بالسجن لعامين ودفع غرامة مالية والاعتذار للشاكين الخمسة في إحدى الجرائد الرسمية.
وكانت آذر بيك وراء نشر تقارير خلال السنوات الماضية عن الفساد في بلدية طهران في عهد رئيسها السابق محمد باقر قاليباف ووزراة التجارة والصناعة والمعادن في عهد الحكومة السابقة والحكومة الحالية. واعتقلت آذر بيك حتى الآن مرات عدة، منها عام 2012 وعام 2014، بتهمة التواطؤ ضد أمن البلاد قبل الإفراج عنها بعد قرابة 3 أشهر، فضلاً عن اعتقالها عام 2021 ليوم قبل الإفراج عنها بكفالة مالية.
وذكرت وكالة إرنا الإيرانية الرسمية أن النيابة العامة في طهران استدعت اليوم الأحد الناشط الإعلامي السياسي المحافظ البارز علي أكبر رائفي بور بتهمة "نشر الأكاذيب بهدف التشويش على الرأي العام". وذكرت الوكالة أن رائفي في الأيام الأخيرة أثار موضوعات على شبكات التواصل أدت إلى تشكيل ملف قضائي بحقه بتهمة "نشر الأكاذيب".
وكان رائفي بور قد شكّك قبل أيام في مقابلة مصوَّرة في حادث تحطّم طائرة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي ورفاقه في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران. وفيما تحدث الناشط المحافظ عن أن الطيار الراحل طاهر مصطفوي كان "ضليعاً وماهراً للغاية"، أثار شكوكاً بشأن حقيقة أسباب سقوط طائرة رئيسي.