اعتدى عناصر أمنيون يتبعون للشرطة العسكرية، العاملة تحت مظلة الجيش الوطني السوري المعارض، والحليف لتركيا، اليوم الثلاثاء، على مراسل قناة "أورينت" بريف حلب، أثناء تغطية حدث ميداني في مدينة الباب، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وقال مراسل "أورينت" في منطقة حلب، محمد هارون، في منشور له على حسابه الشخصي على "فيسبوك": "أثناء تغطيتنا لأحداث المدنيين في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، اعتدى عنصر أمني علينا بالضرب وقام بكسر الكاميرا ومصادرة المايك"، مُشيراً إلى أنّ ذلك الاعتداء كان "مقصوداً"، فيما قالت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد"، إنّ العناصر الذين اعتدوا على مراسل "أورينت" يتبعون للشرطة العسكرية.
في السياق نفسه، شهدت مدينة الباب الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات"، غضباً شعبياً واسعاً، على خلفية اقتحام مجموعة أمنية، بقيادة محمد أسامة الكادري، العامل ضمن فرقة الحمزة، المنضوية في صفوف الجيش الوطني السوري، منزل المساعد صهيب أبو كشة، وهو قائد دفعة شعبة مكافحة المخدرات والتهريب في الشرطة المدنية، كما حاول العناصر الاعتداء بالضرب على والدة أبو كشة.
وأشارت المصادر إلى أنّ الشرطة العسكرية اعتقلت القيادي الأمني لدى فرقة الحمزة، محمد أسامة الكادري، إلى جانب عنصرين آخرين كانا برفقته أثناء الاعتداء على منزل أبو كشة، فيما طالب أبو كشة بمحاسبة المتورطين لدى القضاء، لمنع حدوث أيّ فتنة في المدينة، وفق ما قاله في تسجيل صوتي نُشر على مجموعات "واتساب" المحلية.
وعقب ذلك، زار قائد فرقة الحمزة، سيف أبو بكر، منزل المساعد صهيب أبو كشة للاطمئنان على والدته، ووعدها بمحاسبة الفاعلين أصولاً للقضاء لينالوا جزاءهم العادل.
وكان عناصر من جهاز الأمن العام، الذراع الأمنية لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في منطقة إدلب، شمال غربي سورية، قد واجهوا عشرات المدنيين المتجمعين ضمن "قافلة السلام" بالقمع يوم أمس الإثنين أمام بوابة باب الهوى الحدودية مع تركيا، شمالي محافظة إدلب.
كذلك، اعتدى عناصر الهيئة بالضرب على ناشطين وصحافيين وصادروا معداتهم الإعلامية، الأمر الذي لاقى استياءً واسعاً من النشطاء السوريين العاملين ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي البلاد.
وتواصل فصائل المعارضة السورية، المتمثلة بالجيش الوطني السوري، الذي يسيطر على مناطق "درع الفرات، ونبع السلام، وغصن الزيتون"، وهيئة "تحرير الشام" المُسيطرة على منطقة إدلب، انتهاكاتها بحق الصحافيين والناشطين ضمن مناطق نفوذها، من دون وضع حد لها، مع تبريرها بالقول إنّها "تصرفات فردية".