أعلن الصحافي التونسي زياد الهاني، ليل السبت ــ الأحد، دخوله في إضراب عن الطعام، واعتكافه في منزله مدة ثلاثة أيام، "انتصاراً للكرامة والحرية". وجاءت خطوة الهاني "تضامناً مع جوهر بن مبارك الذي ينتفض ضد أسره والظلم المسلط عليه.. تضامناً مع خليفة القاسمي، الصحافي في موزاييك إف إم، القابع في السجن إثر صدور حكم بسجنه خمس سنوات ظلماً وعدواناً، وهو الذي لم يقم سوى بواجبه المهني. تضامناً مع شذى الحاج مبارك، الصحافية الموقوفة تعسفاً، من أجل جرم لم ترتكبه، وهي المشهود لها بالكفاءة والمهنية. تضامناً مع كل الصحافيات والصحافيين الذين يتعرضون للمضايقة لتمسكهم باستقلاليتهم، ومع المؤسسات الإعلامية التي يتم تجويعها لتركيعها ودفعها للانخراط في معارك التحرير الدونكيشوتية"، وفق ما قال في بيانه.
وأضاف أنه إلى جانب تضامنه مع الصحافيين، يتضامن مع كل مساجين الرأي، "مع كل المعتقلين السياسيين، وكل المواطنين العاديين الموقوفين والمسجونين ظلماً... تضامناً مع أيقونتَيْ رسالة المحاماة النبيلة دليلة بن مبارك وإسلام حمزة، وهما مستهدفتان لسعيهما الدؤوب لكشف الحقيقة والتصدي للظلم... تضامناً مع القضاة المعزولين قهراً وتعسفاً، رغم الأحكام القضائية الصادرة لفائدتهم... تضامناً مع المحكمة الإدارية التي تم تشليكها (تهميشها) ومسح أحذية الانقلابيين بقراراتها الصادرة باسم الشعب".
وأعلن زياد الهاني، وهو إعلامي تونسي معروف بمعارضته للانقلاب الذي قام به الرئيس التونسي قيس سعيّد يوم 25 تموز/يوليو 2021، أن الإضراب يأتي أيضاً "احتجاجاً على الظلم وانتهاك القانون والتدمير الممنهج لمؤسسات الدولة التونسية العريقة، التي بناها التونسيون بتضحياتهم وآمالهم جيلاً بعد جيل".
يذكر أن تونس تشهد، وفق المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، أسوأ فترة على صعيد الحريات منذ الثورة التونسية عام 2011. إذ ارتفعت حدة التضييق على حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة، وتعمدت السلطات التونسية معاقبة كل معارض لها بعقوبات سالبة للحرية، وهو ما دفع عدد من سجناء الرأي إلى الدخول فى إضراب عن الطعام، منهم المعارض المسجون جوهر بن مبارك، ليعلن بعد ذلك رئيس حزب حركة النهضة المسجون راشد الغنوشي الدخول فى إضراب مشابه لمدة ثلاثة أيام تضامنا مع جوهر بن مبارك. وهو ما قام به أخيراً زياد الهاني. ومن المنتظر أن تتوالى مثل هذه التحركات الاحتجاجية في الأيام المقبلة.