- تمثل المهمة خطوة مهمة في سعي الصين لتعزيز مكانتها كقوة فضائية رائدة، مع أهداف طموحة تشمل إرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول 2030 وبناء قاعدة بحثية.
- يأتي إطلاق "تشانغي-6" في سياق تنافس دولي متزايد حول استكشاف القمر، مع تاريخ طويل من الإنجازات الفضائية التي تعود إلى الحرب الباردة، مؤكدًا على الأهمية الاستراتيجية والعلمية للقمر.
أطلقت الصين، اليوم الجمعة، المسبار الفضائي "تشانغي-6"، في إطار مهمّة لجمع عيّنات من الصخور والتربة من الجانب البعيد للقمر، في مهمّة تستغرق شهرين، لتصبح أول دولة تقوم بهذه المحاولة الطموحة، وفقاً لوكالة أنباء الصين الجديدة الحكومية (شينخوا) التي أفادت بأن صاروخاً يحمل المسبار القمري "تشانغي-6" انطلق من مركز ونتشانغ للإطلاق الفضائي في إقليم هاينان، جنوب الصين، قبيل الساعة 17:30 (09:30 بتوقيت غرينتش). ومهمّة المسبار الهبوط في حوض أيتكين في القطب الجنوبي على الجانب البعيد من القمر وجمع العينات وإعادتها للأرض، وهو ما قد يجعل الصين أول دولة تستعيد عيّنات من الجانب "الخفي" للقمر. وحضر الإطلاق علماء ودبلوماسيون ومسؤولون في وكالة الفضاء من فرنسا وإيطاليا وباكستان ووكالة الفضاء الأوروبية، وكلها لديها حمولات على متن "تشانغي-6" لدراسة القمر.
وبمجرد وصول المسبار إلى القمر، سيقضي يومين في التنقيب عن عينات على عمق كيلومترين قبل العودة إلى الأرض، حيث من المتوقع أن يهبط في منطقة منغوليا الداخلية.
ويمثل الإطلاق بداية مهمّة ستشكل محطة رئيسية في سعي الصين لتصبح قوة فضائية مهيمنة مع خطط لإرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول عام 2030 وبناء قاعدة بحثية في قطبه الجنوبي. كما يأتي إطلاق "تشانغي-6" في وقتٍ يتطلع فيه عدد متزايد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى الفوائد الاستراتيجية والعلمية لتوسيع نطاق استكشاف القمر.
وأرسلت دول عدة مركبات فضائية إلى سطح القمر سابقاً. وأجرى الاتحاد السوفييتي أول هبوط له على سطح القمر عام 1959 من خلال المركبة الفضائية "لونا 2"، وهو إنجاز تكرر عام 1962 من قِبل الأميركيين بواسطة المركبة الفضائية "رينجر 4". وخلال فترة الحرب الباردة، كان السباق للوصول إلى سطح القمر أولاً مع الحصول على قدرات خاصة أحد أبرز مظاهر سباق الفضاء. من أجل الذهاب إلى القمر، على المركبة الفضائية أولاً أن تخرج من مجال الجاذبية الخاص بالأرض، والسبيل العملي الوحيد لتحقيق هذا هو باستخدام صاروخ، وعلى عكس المركبات المحمولة جواً الأخرى مثل المناطيد أو الطائرات النفاثة، فإن الصاروخ عبارة عن شكل معروف من أشكال الدفع الذي يمكنه الاستمرار في زيادة سرعته على ارتفاعات عالية في الفضاء خارج الغلاف الجوي للأرض.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)