نهاية محزنة اختتمت خمسة أيام من الانتظار، بذلت فيها فرق الإنقاذ المغربية جهداً حثيثاً، لإخراج الطفل ريان، بعد سقوطه في بئر عمقها 32 متراً، بمنطقة شفشاون شمال البلاد.
وبحلول مساء السبت وصل الحفر الأفقي إلى مكان الطفل البالغ من العمر خمس سنوات، بينما الجموع تنتظر في الخارج أملاً في بقائه على قيد الحياة، لكن بيان الديوان الملكي أعلن أنه قد فارق الحياة.
وتستعيد مأساة الطفل المغربي ريان حوادث مشابهة في العالم، وقعت بسبب ظروف طبيعية، ولكن غالباً ما يكون للإهمال البشري دور في وقوعها.
عياش
في الجزائر التي شهدت موجة تعاطف كبيرة مع الطفل المغربي، علت فوق الخلافات السياسية، سرعان ما استُرجعت صورة الشاب عياش الذي سقط في بئر قديمة يصل عمقها إلى 100 متر وقطرها 35 سنتيمتراً.
سقط الشاب الثلاثيني في البئر في ديسمبر/كانون الأول 2018، وبقي محاصراً أربعة أيام، قضى أول يوم منها دون أن ينتبه أحد إلى سقوطه حتى سمع طفل صراخه.
#Rayan مات ريان المغربي 🇲🇦،حزننا كثيرا فأجج في قلوبنا وجع ذكرى عياش الجزائري🇩🇿
— BelkisCne25 (@BelkisDz25) February 5, 2022
كلاهما ماتا في بئر كنا نأمل أن يصمدا و لكن... 😢
رحمهما الله pic.twitter.com/FYJjhUwHbK
وبدأت طواقم الدفاع المدني الجزائري في حفر نفق للوصول إلى عياش الذي لم يستطع العيش في قاع البئر أكثر من أربعة أيام، بينما استمرت أعمال الحفر تسعة أيام حتى وصلت الجثة.
الطفل جولين
وليس بعيداً أيضاً عن المغرب كانت مأساة الطفل الإسباني جولين البالغ من العمر سنتين، حين شد أنفاس العالم لمدة أسبوعين في انتظار خروجه حياً بعد سقوطه في بئر عميقة في منطقة ملقة بجنوب إسبانيا في يناير/ كانون الثاني 2019.
Inside 240ft tunnel where boy, 2, has been trapped for 4 days after falling down well
— Lilian Chan (@bestgug) January 17, 2019
Julen Rosello's dad said his family is 'dead inside' but they are holding onto hope the child will be rescued from the well in Malaga, Spain pic.twitter.com/wjSB6K2MtE
ووقع جولين في بئر غير قانونية داخل مزرعة خاصة في قرية توتلان، أثناء انشغال والديه مع الأقارب في إعداد وجبة الباييا.
ومع حلول الفجر عثر المنقذون على جثة جولين، بعد أسبوعين من محاولة إخراجه من بئر قطرها 25 سنتمتراً وبعمق مئة متر.
ثلاثة مصريين
في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 أعلن الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام وفاة ثلاثة عمال مصريين بعد سقوطهم في حفرة للصرف الصحي في مدينة المفرق شمال شرق الأردن.
وكان الثلاثة يعملون في منطقة إنشائية بالقرب من حفرة امتصاصية قديمة مما أدى إلى انهيارها وسقوطهم داخلها.
ستة أيام في بئر
وقع الشاب البريطاني جاكوب روبرتس في يونيو/حزيران 2020 في جزيرة بالي الإندونيسية، في بئر أثناء فراره من كلب كان يطارده.
وكان عمق البئر أربعة أمتار، وقد انكسرت ساق روبرتس، وبقي في البئر ستة أيام، مستعيناً للبقاء على الحياة ببعض الماء الذي توافر في قاع البئر.
A British man who spent six days trapped in a well after being chased by a dog has been rescued on the Indonesian resort island of #Bali. A rescue team lifted 29-year-old Jacob Roberts from the four-meter-deep concrete pit. pic.twitter.com/vIP6dySW6A
— Breaking Asia (@BreakingAsiaHQ) June 8, 2020
وأنقذ الشاب بعد مرور أحد رعاة الماشية مصادفة بالقرب من البئر وسمع استغاثته.
طفل هندي
في مارس/ آذار 2019 سقط طفل يبلغ من العمر عاماً ونصف في مدينة هيسار شمال غربي الهند، في بئر أثناء انشغال العائلة في قطف الفاكهة.
وبسبب صعوبة انتشاله من البئر العميقة والضيقة، تدخلت السلطات الهندية واستعانت بكاميرا ليلية وجهاز تعقب لتحديد موقعه بدقة.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية وقتها أن الطفل بعد حفر عمال الإنقاذ نفقاً يتوازى مع البئر، اقتربوا من الطفل توقفوا عن استخدام الآلات وحفروا يدوياً لضمان سلامته. وعملت طواقم الإنقاذ على تزويد الطفل بالأكسجين والبسكويت والعصائر.
حصار داخل كهف
في يونيو/حزيران 2018 حوصر 12 صبياً ومدربهم لكرة القدم في كهف عميق شمال تايلاند، لمدة 17 يوماً بعدما هطلت أمطار غزيرة فأغرقت الكهف وسدت مخارجه.
Real Madrid followed closely the 12 Thai children and their coach who were trapped in a cave and rescued earlier today. The club contacted the Spanish embassy in Thailand after they got out to ask them about their health and invite them to the Bernabéu for a live match. [marca] pic.twitter.com/USzk1qh0aF
— SB (@Realmadridplace) July 10, 2018
أنقذ الصبية وأعمارهم من 11 إلى 16 سنة، ومدربهم البالغ من العمر 25 سنة، وشارك في جهود الإنقاذ 5 متخصصين صينيين و32 فرداً من القوات الأميركية، وثلاثة غواصين بريطانيين، وخبير كهوف بريطاني، وفرق إنقاذ من ميانمار ولاوس المجاورتين، واستخدمت فيها المروحيات والطائرات من دون طيار.
36 يوماً تحت الأرض
في يناير/كانون الثاني من عام 2016 عثرت السلطات في إقليم شانغدونغ شرقي الصين على أربعة أحياء فقط من بين 17 من عمال منجم حوصروا 36 يوماً تحت الأرض. وشارك في الإنقاذ أكثر من 400 شخص. وانتحر رئيس مجلس إدارة الشركة المالكة للمنجم بعد الحادث بأيام.
حصار في منجم الذهب
ما زالت حادثة عمال المناجم في تشيلي حاضرة منذ وقوعها في عام 2010، حيث ظل 33 من عمال مناجم عالقين 69 يوماً تحت الأرض.
وعمال المناجم وهم 32 تشيلياً وبوليفي واحد، علقوا في عمق منجم سان خوسيه للنحاس والذهب في صحراء اتاكاما (شمال) منذ انهيار وقع في الخامس من أغسطس/آب من ذلك العام.
واكتشف أنهم لا يزالون على قيد الحياة بعد 17 يوماً بفضل مسبار للأعماق.
طفل التايغا
نقل طفل روسي في مايو/ أيار 2017 إلى المستشفى بعدما صمد وحيداً في صقيع غابات الشمال (التايغا) في سيبيريا، بحسب ما أعلنت السلطات في منطقة توفا.
وكانت عمليات إنقاذ دقيقة أدت إلى العثور على الطفل تسيرين دوبشوت في قلب الغابة على بعد ثلاثة كيلومترات عن قريته، بعد ثلاثة أيام من بقائه تائها في الغابة، فيما كان يلعب مع كلاب العائلة.
وصمد الطفل في هذه الظروف المناخية الصعبة، وظل بمنأى عن الحيوانات المفترسة التي تعمر الغابة، مثل الذئاب والدببة، وكان غذاؤه بضع ألواح من الشوكلاتة كانت بحوزته.
طفل صيني
في مدينة باوتو الصينية، وفي شهر مايو/أيار 2016 تمكنت السلطات من إنقاذ طفل سقط في حفرة ضيقة عمقها ستة أمتار.
وقد تدلى أحد عمال الإنقاذ برأسه داخل الحفرة بينما أمسك زملاؤه بقدمه حتى جلب الطفل بيديه قبل أن يسحبهما هؤلاء الزملاء ويرسل الطفل إلى المستشفى للعلاج. ولم تستغرق عملية الإنقاذ هذه سوى 15 ثانية.
وتتكرر حالات سقوط الأطفال في حفر معدة ضمن أعمال إنشائية، وبالطبع بسبب عدم أخذ تدابير حماية.
طفلة أردنية
حادثة الطفل الصيني هي ذاتها التي وقعت في مايو/ أيار 2021 في منطقة الأزرق بالأردن، حيث أنقذت طفلة بعد سقوطها في حفرة بعمق خمسة أمتار وأصيبت بجروح ورضوض في مختلف أنحاء الجسم.
طفل عراقي
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي أنقذ طفل مصاب بالتوحد سقط داخل بئر أرتوازية بعمق 35 متراً في ناحية تازة جنوب كركوك، شمال العراق.
وقال مدير الدفاع المدني في محافظة كركوك في بيان على "فيسبوك" إن فرق الدفاع المدني تمكنت من إنقاذ طفل سقط ليلاً داخل بئر أرتوازية ضيقة بعمق خمسة وثلاثين متراً.
وأنزلت أنابيب داخل البئر لتزويد الطفل بما يلزم من الأوكسجين للبقاء على قيد الحياة.