العدوان على غزة فكك "الصداقات" الإسرائيلية

16 أكتوبر 2014
تأثرت الصداقات على "فيسبو" بالموقف من الحرب (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
أشارت نتائج بحث جديد، أن عدداً كبيراً من الإسرائيليين ألغوا صداقات على فيسبوك، بسبب الاختلاف في الرأي وعدم القدرة على احتمال توجهات الشخص الآخر، وسط تفوق كبير للآراء اليمينية على تلك المحسوبة يسارية.
وكانت الساحة الفيسبوكية الإسرائيلية قد شهدت نقاشات عاصفة، بين من أيد العدوان ودافع عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومن عارضه ووجه له انتقادات حادة، وإن كانت الغلبة للفئة الأولى.
وأشار البحث (نشر باللغة العبرية) الذي بادر إليه د. نيكولاس جون، من قسم الإعلام في الجامعة العبرية، إلى أن واحداً من كل ستة إسرائيليين، حذف صديقاً على فيسبوك أو ألغى متابعته خلال فترة العدوان، وأن ثلثيّ الشريحة أقدمت على خطوات من هذا القبيل لأول مرة في حياتها.
وسبر الاستطلاع آراء نحو ألف اسرائيلي، 80% منهم لا تتجاوز أعمارهم 40 عاماً، بعد أسبوع من انتهاء العدوان، بعدما شعر الدكتور نيكولاس جون، الذي بادر الى إجرائه، بزيادة التطرف في التصريحات عبر "فيسبوك"، في أعقاب عملية خطف وقتل المستوطنين الثلاثة في الخليل، ولاحقا خلال فترة العدوان على غزة، التي ازداد فيها النشاط عبر صفحات التواصل بشكل كبير.
وكان عرب الداخل الفلسطيني قد شهدوا ظاهرة مشابهة خلال العام الأول من انطلاق الثورة السورية، بين من أيدها، أو من دافع عن النظام، إلا أنه لا معلومات حول نسبة من أقدموا على حذف أصدقاء يخالفونهم الرأي، لعدم وجود دراسة حول الموضوع.
وبالعودة إلى البحث الإسرائيلي، فإن 20% من المستطلعين، الذين عرّفوا أنفسهم أنهم متطرفون يمينيون أو متطرفون يساريون، ألغوا صداقات أو جمدوها، مقابل 10% ممن عرّفوا أنفسهم حاملي آراء سياسية وسطية.
وقال جون، بحسب صحيفة "ذي ماركر" العبرية، إن "يساريين ويمينيين أقدموا على إسكات أشخاص آخرين في فيسبوك، لكن عدد اليساريين الذين تعرضوا لمثل هذا الأمر كان أكبر. ومن مجمل من تم استطلاع آرائهم، عرّف 60% أنفسهم على أن توجهاتهم السياسية يمينية، في حين قال 20% إنهم وسطيون و20% يساريون".
وتظهر نتائج البحث بأن ميول مستخدمي فيسبوك من الشباب والناشطين السياسيين، لحذف أصدقاء، كانت أكبر من غيرها.
ووصلت حدة الاستقطاب إلى حذف حتى أقارب على فيسبوك، لكن غالبية عمليات الحذف كانت لعلاقات افتراضية وليست علاقات حقيقية، فنسبة حذف الأقارب لم تتجاوز 2%، في حين حذف 40% أشخاصا لم يقابلوهم في حياتهم.
وأشار 60% من المستطلعين أنهم حذفوا أشخاصا لنشرهم مضامين لا تتفق مع آرائهم، و52% حذفوا أشخاصا نشروا مضامين اعتبروها مسيئة.
معظم اليساريين حذفوا أشخاصا يحملون أجندات عنصرية، أما اليمينيون فحذفوا أشخاصا وجهوا انتقادات لجيش الاحتلال أو أبدوا تعاطفا مع الفلسطينيين.
وأشار جون إلى أن نسبة كبيرة من الناس اختاروا الصمت، عندما لاحظوا أن غالبية الآراء التي حملتها النقاشات، تبتعد عن مواقفهم، وهذا الأمر يسيء للديمقراطية. وخلصت النتائج إلى أن الإسرائيليين افتقدوا إلى التسامح وتقبّل رأي الآخر فترة العدوان، الأمر الذي يشير إلى الحال الذي آلت إليه التعددية والديمقراطية في إسرائيل، بحسب ما تراه الدكتور شيرا دفير، المحاضرة في قسم الإعلام بجامعة تل أبيب.
المساهمون