فتح تفشي فيروس كورونا، الباب أمام آلاف الآراء المثيرة للجدل حول العالم: من مناصري نظرية المؤامرة إلى الرافضين تماماً لفكرة اللقاحات. في لبنان تصدّر الفنانون المشهد، خصوصاً في ادعاء المعرفة والبصيرة في كل القضايا المحيطة. فبدأت المنافسة بينهم حول من يطلق الرأي الأكثر شعبوية وضحالة. حالة تحولت إلى استفزاز، ودفعت المتابعين على صفحات مواقع التواصل إلى التصدّي لها والرد عليها بطرق موضوعية أو علمية. لقاح كورونا، أحد هذه المواضيع التي أقحم فيها الفنانون أنفسهم.
مطلع خريف 2020، بدأت ملامح اللقاح تظهر، وبدأ معها سباق الشركات المنتجة على الأسبقية وبراءة الاختراع عبر وسائل الإعلام. الأمر الذي دفع مجموعة من الفنانين في لبنان إلى الدخول في جدل حول اللقاح والادلاء بتصريحات لا تعتمد على التفسير الدقيق أو السؤال العلمي، إذا ما كان فعلاً للقاح تداعيات وتأثيرات جانبية. والأهم من كل ذلك، هو أن الخلفية التي استند عليها الفنانون في لبنان للرفض والتشكيك باللقاح، قادمة من متابعةٍ لبعض الناشطين المشككين بالمواد الطبية التي يحتويها اللقاح، وآثارها المترتبة لاحقاً على الناس.
فـ"المعارضة" التي تمسك بها المغني اللبناني، راغب علامة، ضد اللقاح انتهت قبل أيام. إذْ خلال زيارته الأخيرة إلى دبي، شاهد علامة إصرار الحكومات في دول الخليج على منح اللقاح للمواطنين بصورة منظّمة بدأت مع بداية العام الحالي. إضافة إلى متابعة علامة لمجموعة من أصدقائه الذين أخذوا اللقاح، مثل الملحن سمير صفير الذي سافر على وجه السرعة إلى المملكة العربية السعودية وأخذ اللقاح، ووثق ذلك بصورة تداولها المتابعون على وسائل التواصل الاجتماعي. كما لم يوفر مزين الشعر اللبناني الشهير جو رعد الفرصة، واتجه أيضًا إلى المملكة العربية، وتلقّى اللقاح في فيديو نشره على صفحته على "إنستغرام"، مثنيًا على هذا التقدم العلمي لمكافحة فيروس كورونا.
كل ذلك، إضافة إلى صور أخرى لمجموعة من المسؤولين السياسيين والفنانين، ربما دفعت راغب علامة إلى العودة عن قراره السابق بشأن اللقاح. إذ كتب راغب علامة وكأنه يتلو فعل الندامة على "تويتر"، قائلاً: "كل يوم عن يوم يتطور لقاح كورونا. وأنا كنت خائف من هذا اللقاح في وقت سابق، لكن اليوم الخطر الداهم هو فيروس كورونا نفسه، لذا أنا بانتظار ان يصل اللقاح إلى لبنان كي أكون أول شخص يتلقاه". وأضاف: " كورونا وباء مخيف وعلينا الاحتياط منه، وفي هذه الأيام انتشر بشكل مرعب. في السابق قالوا إنَّ اللقاح سيكون على شكل شريحة الكترونية يضعونها في الجسم، فمن الطبيعي أن نرفض أخذه وأن نخاف. والآن وقد أطلقت الشركات العالمية لقاحا طبيعياً فعّالاً، فأصبح من الواجب أن نأخذه في أول فرصة".
أما الفنانة مايا دياب فلا تزال تلتزم الصمت أمام التقدم الذي أحرزه لقاح كورونا في العالم. وكانت دياب قد اعترضت في ديسمبر/ كانون الأوّل الماضي على السرعة في صناعة اللقاح، لترمي الشكوك أيضاً حول محتوى اللقاح وتحصد ردوداً بين مؤيد ومعارض لكلامها، مثلها مثل هيفا وهبي، وكارول سماحة وآخرين كثر.